صَغيرٌ أَنا حَقير لَكِنَّني لم أَنْسَ أَوامِرَكَ (مز 119 /141)
25- تساعية سيّدة الورديّة المقدّسة - جنود مريم
لا أحد يجهل العجائب الباهرة التي جرت في أنحاء العالم كلّه بواسطة هذه التساعية، فإنّها الملجأ الأمين في وقت الشدّة. وقد أثبتها البابا لاون الثالث عشر.
أصلها: تُعرف بتساعية سيّدة بمباي، وأصلها، هو أنّ العذراء المجيدة، قد ظهرت لإحدى فتيات الأشراف في نابولي وقالت لها:
"من يطلب منّي نعمة فليطلبها بواسطة ثلاث تساعيّات، وتلاوة خمسة عشر بيت الورديّة. وبعد نيل النعمة المطلوبة فليشكرني بثلاث تساعيّات أيضًا.
فعاليّتها: لقد دلّت التجربة العمليّة، على أنّه لم يستنجد أحد هذه السيّدة الكريمة بواسطة هذه التساعية، فتلاها بإيمان وثقة، إلاّ ونال الفرج بلا ريب، وحصل على المطلوب.
تشهد بذلك جريدة الورديّة المطبوعة في "بمباي" والنذور الثمينة الموجودة. لا عجب إذا كانت العذراء الطاهرة تبارك صلاة الورديّة، لأنّها الطريق الذي يضمن الخلاص.
طريقتها: هذه التساعية مؤلّفة من سبعة وعشرين يومًا، أي من ثلاث تساعيّات وعلى المصلّي أن يتلو هذه التساعيّة المؤلّفة من خمس صلوات وخمسة عشر بيت الورديّة كلّ يوم. على أن يلتزم بتلاوة هذه الصلوات الخمس مع خمس بيوت من الورديّة أمام صورة الورديّة والباقي في أي وقت ومكان يشاء.
تساعيّة الطلب
لسيّدة الورديّة المقدّسة، لاستماحة النعم في أوقات الضيق والشدّة.
(توضع صورة الورديّة في مكان لائق وتوقد أمامها شمعتان إن أمكن، رمزًا إلى الإيمان المضطرّم في قلوبنا).
صلاة
أيّتها القدّيسة كاترينا السيانيّة، يا محاميتي ومعلّمتي، إنّك من السماء تساعدين كلّ من يتلو ورديّة العذراء. فساعديني الآن، وتنازلي أن تتلي معي التساعية، لملكة الورديّة التي نصبت عرش نعهما في وادي بمباي، لكي أنال بشفاعتك النعمة المطلوبة. آمين.
- أللهمّ أصغ إلى معونتي. - يا ربّ أسرع إلى إغاثتي.
المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
(1)
أيّتها العذراء البريئة من الدنس، سلطانة الورديّة المقدّسة، إنّك أردت في هذه الأيّام المشؤومة، التي فيها أمسى الإيمان مُهملاً والضلال سائدًا، أن تقيمي لك عرش ملكة وأم في أرض بمباي القديمة، وطن الوثنيّين الموتى.
ومن ذلك المقام، الذي كان قديمًا معبد الأصنام والشياطين، تنشرين اليوم في جهات المعمورة عطايا فضلك الوسيم، منتصرة على قوات الجحيم بأسرها. فيا مريم، إنعطفي بنظرك الرؤوف إليّ وأنت على ذلك العرش الذي ارتقيت إليه، ملكة، وشفيعة كريمة. إرفقي بي، أنا المفتقر إلى رفقك وغوثك كلّ الافتقار! أظهري لي ذاتك، يا أمّ الرحمة، إنّك أمٌّ حقًا كما تكرّمت بإظهار ذلك لكثيرين غيري. ومن صميم قلبي أهدي إليك خالص التحية، وأدعوك سلطانتي وسلطانة الورديّة المقدّسة. آمين.
- السلام عليك، أيتها الملكة أم الرحمة والرأفة، السلام عليك يا حياتنا ولذّتنا ورجانا إليكِ نصرخ نحن المنفيّين أولاد حواء، ونتنهّد نحوك نائحين وباكين في هذا الوادي وادي الدموع، فأصغي إلينا يا شفيعتنا،
وانعطفي بنظرك الرؤوف نحونا، وأرينا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنك المباركة، يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين.
(2)
إني أنطرح أمام عرشك، أيّتها السيّدة المجيدة الجليلة، ونفسي المعذّبة بالضيقات والشدائد تناديك، مستغيثة بك بوقار واحترام. نعم، إنّي في وسط هذه الأحزان والاضطرابات، أرفع عينيّ بثقة إليك، أنت التي تنازلت أن تختاري مقامًا لك، بريّة الفقراء والمساكين المهملين.
ورفعتِ صوتك القويّ كملكة الظفر في مدينة مسارح اللذّات الوثنيّة، حيث السكوت سائد والخراب عام.
ودعوتِ، من كلّ نواحي إيطاليا وأقطار العالم الكاثوليكي، أولادك المخْلصي الإكرام والبرّ البنويّ ليشيّدوا على اسمك الكنائس. ألا فارحمي نفسي الخاملة الساقطة في الأوحال! إرحميني يا مريم! أعينيني يا سيّدتي! أنا الشقيّ، الذليل، البائس! إنّك رهبة الشياطين، فانصريني عليهم وساعديني لإخزائهم. أنت معونة النصارى، فانتشليني من مهاوي الشدائد والمحن التي تهوّرت فيها.
أنت حياتنا، فاقهري الموت الذي يهدّد نفسي المعرّضة لأهوال الأخطار. إمنحيني السلام والطمأنينة والحبّ والصحة. آمين.
- السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة...
(3)
يا مريم، إنّ علمي بأنّ كثيرين قد فازوا بفضل إحسانك، لأنّهم التجأوا واثقين بك، ليس إلاّ ليزيد شجاعتي ويقوّي عزيمتي على أن أستجير بك وأستعين بمعونتك. لقد وعدتِ القدّيس عبد الأحد أنّ من أراد نعمةً بواسطة ورديّتك ينالها، فأنا، ومسبحة الورديّة بيدي، أستغيث بك، أيّتها الأم، وأدعوك إلى إنجاز مواعيدك الوالديّة.
على أنّك لا تزالين، حتّى اليوم، تواصلين صنع الآيات والمعجزات لحثّ أولادك أن يقيموا على اسمك معبدًا في بمباي. فأنت والحالة هذه، ترومين أن تمسحي دموعنا وتخفّي أحزاننا. وأنا أستغيث بك بإيمان وثيق راهن، وقلبي على شفتيّ، وأدعوك أمًّا كريمة... أُمًا جميلة... أمًّا حلوة... فساعديني، يا سلطانة ورديّة بمباي، ولا تؤجّلي. مدّي ذراعك القادرة لإسعافي، لأنّك تعلمين أنّ الإبطاء يؤول بي إلى التلف والدمار. آمين.
- السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة...
(4)
إلى من أقدر أن ألتجئ، إلاّ إليك، يا سلوان المساكين، وغيّاث المهملين، وتعزية الحزانى. إنّي أقرّ معترفًا أنّ نفسي شقيّة مُثقلة بذنوب جسيمة ومآثم فظيعة تستحقّ من جرائها الهلاك في جهنّم الأبديّة، وهي ليست أهلاً لنيل نعمك.
ولكن ألستِ رجاءَ البائسين، والوسيطة العظيمة بين الله والبشر، والشفيعة لدى عرش العلي، موئل الخطأة وملجأهم؟ فحسبي أن تقولي لابنك كلمة في شأني، فإنّه يبادر إلى إجابة سؤالك.
فالتمسي لي هذه النعمة التي أحتاج إليها (عيّن هنا النعمة). أنتِ وحدك قادرة أن تناليها لي. أنتِ معوّلي، وتعزيتي، وسعادتي، وحياتي. هذه هي ثقتي فلا تخيّبينني . آمين.
- السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة...
(5)
يا سلطانة الورديّة المقدّسة، يا ابنة الآب السماويّ، وأم الابن الإلهيّ، وعروس الروح القدس المعزّي، إنّ شفاعتك يقبلها الثالوث الأقدس، فاستميحي لي هذه النعمة الضروريّة.
إن كانت لا تعارض خلاصي الأبديّ (عيّن هنا النعمة). ألتمسها منك بجاه الحبل بك البريء من الدنس! بجاه أفراحك! بجاه أحزانك! بجاه التسعة أشهر التي حملته فيها في أحشائك الطاهرة! بجاه أتعاب حياته! بجاه آلامه المبرحة! بجاه موته على الصليب! بجاه اسم يسوع الفائق القداسة! بجاه دمه الثمين! بل أتوقعها بجاه قلبك الفائق الحلاوة! بجاه اسمك المجيد، يا مريم يا نجمة البحر، يا أيتها السيّدة القادرة، يا باب السماء، يا أمّ كلّ نعمة! بكِ أثق ومنك أرجو كلّ خير، فخلّصيني. آمين.
- السلام عليك أيّتها الملكة أم الرحمة والرأفة...
س: إجعليني أهلاً لمديحك أيتها العذراء القدّيسة.
ج: وقويّني للانتصار على أعدائك.
س: صلّي من أجلنا يا سلطانة الورديّة المقدّسة.
ج: لكي نستحقّ مواعيد المسيح.
لنصلِّ: أللهمّ، يا من نال لنا ابنه الوحيد ثواب الخلاص الأبديّ، بحياته وموته وقيامته، نبتهل إليك أن تخوّلنا، نحن الذين نذكر أسرار الورديّة المقدّسة، أن نقتدي بما تحويه، وننال البركات التي تعِد بها، بيسوع المسيح ربّنا. آمين.
من كتاب :
الورديّـــة نشأتها وتاريخها
دورُها وأهميّتها في الحياةِ الرّوحيّة
جمعيّة "جنود مريم"