فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ ( مت 6 /14)
الأحد السادس - أحد المولود أعمى - لنيافة الأنبا رافائيل
أحد المولود أعمى
ومعجزة المولود أعمى هي قصة معمودية بكل تفاصيلها.. فالرجل وُلد مشوهاً رمزاً للطبيعة الفاسدة، التي نولد بها من آدم وحواء..
وجاء الرب يسوع ليعيد خلقة الإنسان، ويجددها، لذلك فقد استخدم - بصفته الخالق - عناصر خلق الإنسان الأول نفسها.. (الطين).. وقال اذهب اغتسل في بركة سلوام (المعمودية).. فمضى واغتسل وأتى بصيراً (سر الاستنارة).. ونتيجة هذه المعمودية انفصل هذا الرجل عن مجمع اليهود وصار في مجمع المسيح (الكنيسة).
العودة إلى نور العالم
كان المولود أعمى يعيش في الظلام... ككل إنسان محروم من نور المسيح...
جاء إليه النور "مادمت في العالم فأنا نور العالم" (يو 5:9).
"فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يو 7:9)... ورأى النور.
لم يكن النور الذى رآه هو الشمس بل نور المسيح..
كان شاول الطرسوسى يظن أنه يرى بنور الناموس، ولم يكن يدرى أن هناك قشور على عينيه... كان يحتاج أن يعتمد من حنانيا؛ لتتساقط القشور ويستعيد رؤية نور المسيح...
سيعيش العالم في ظلام الخطية والجهل والشهوة والدمار؛ حتى يعود إلى المسيح النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان...
إن الصوم الكبير هو موسم إستعادة الإستنارة التي أخذناها في المعمودية... إنه موسم ملء المصباح بزيت الصوم والقداس... حتى نكون في زمرة العذارى الحكيمات أصحاب المصابيح الموقدة، والآنية المليئة بالزيت، والمستعدات للقاء العريس السماوى...
فعريسنا سيفرح بإستنارتنا... وسيضفى حينئذ علينا من بهاء مجده "استنارت الأرض من بهائه" (رؤ 1:18).
طوبى للنفس التي تعود إليه تتأمل في وجهه "نظروا إليه واستناروا، ووجوههم لم تخجل" (مز5:34).
مأساة الإنسان أنه قد تلهى عن الله...
ليتنا في الصوم نعود إليه في هدوء، ونجلس تحت قدميه بسكون.
"بالرجوع والسكون تخلصون. بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم"
(إش 15:30).