كُلُّ شَجَرةٍ لاتُثمِرُ ثَمَراً طَيِّباً تُقطَعُ و تُلْقى في النَّار ( مت 7 /19)
التربية المسيحية - الشماس سلام كريم الشابي
التربية المسيحية
الشماس سلام كريم الشابي
لقد كان وسيبقى السيد المسيح (له المجد) محطّ تأملنا وتفكيرنا وصلاتنا . "فهو "الألف والياء، والأول والآخر، والبداية والنهاية"(رؤيا 22: 11)، وهو يرافقنا، كما رافق تلميذي عمّاوس، ليفسِّر لنا الكتب، ويهدينا سواء السبيل، ويسير بنا إلى مجد قيامته.
إنه نقطة الارتكاز التي تجمع بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وتتيح لنا، انطلاقًا منها، أن نتحرّك في كل الاتّجاهات بحريّة وطلاقة وثقة وفرح وجرأة وحماس، وهو الذي نتعرّف عليه في كل افخارستيا نحتفل بها فيسندنا ويشجعنا ويقوّينا ويقدّسنا. إنّه السيّد الذي به ومعه ومن أجله نسير بقوة الروح القدس لمجد الله الآب.
إن التربية المسيحية في البيت والكنيسة والرعية هي المكان الذي يتمّ فيه نقل البشرى السارّة إلى الأجيال الصاعدة من أبنائنا. ولقد قامت كنائسنا في الماضي بمجهود كبير في هذا المجال
وهو يحتاج اليوم إلى تجديد مستمر يراعي حاجات أبنائها ومتطلباتهم وظروفهم ومختلف أعمارهم، والمتغيرات الدائمة التي تحدث في مجتمعاتنا، والمكتسبات التربوية التي لا يتوقف تقدمها وتطورها. إن تطورًا كبيرًا حصل في مجال الأساليب التربوية الدينية يجب الاستمرار فيه كي يكون في خدمة تنمية الإيمان ونضجه في عالمٍ دائم التغيّر والتبدّل وفي عالم اصبح بعيدا عن الله فاصبح الله هو من يبحث عنا بينما نحن مشغولون بامور اخرى سواه هو تعالى. لانفكر الا بانفسنا ولا نحب غير انفسنا ولا نتالم الا لالمنا ولانحزن الا على انفسنا وهلم جرا. ولا نفكر ب من سينتشلنا من بلائنا ومن سيكون المعزي بعدما ابعدنا الجميع حتى الله الاب. تكمن المشكلة عند الانسان بانه لايصحى الا اذا ما وقع في مازق وياليت ان دامت تلك الصحوة ،لان الاكثرية تنسى وتعود الى ما كانت عليه وربما اسوا وكما يقول المثل الشعبي "رجعت حليمة على عادتها القديمة". فتحتاج الى مصيبة اخرى كي تصحوا ثانية والسؤال الى متى؟
إنّ تفعيل الأوساط التربوية المختلفة وأهمها البيت والرعية، كفيل بان يدفع بالعملية التربوية الدينية إلى الأمام، حيث تتداخل جميع هذه الأوساط وتتكامل في سبيل تنشئة المعمّد من كافة أوجه شخصيته المسيحية. وهذا كله يجب ربطه بالحياة الليتورجية التي تبقى بالنسبة إلى كنائسنا، كما في الأجيال الماضية، مكانًا مُميَّزًا للحفاظ على الإيمان وإنمائه.
وممّا لا شك فيه أن الصغار والفتيان في سن المرحلة المدرسية، نالوا قسطًا من الرعاية والاهتمام. بيد أن هذا المجال لا يزال يعاني من ثغرات متعدّدة وخاصة هنا في المجتمع الغربي الغريب بالنسبة لنا، من حيث الالتزام والتنظيم والأسلوب والتوافق والموازنة والتأهيل، مما يستدعي مواصلة هذا العمل الحيوي بالتعاون بين جميع فئات الكنيسة من كهنة وشمامسة وعلمانيين.
إن خدمة الكلمة تبقى أحد الجوانب الأساسية في رسالة الكنيسة التي يجب أن نعيد النظر فيها باستمرار كي تؤدي الغاية المرجوّة منها، من حيث الكتب والمواد التربوية والطاقات البشرية والمادية.
وفي هذا المجال لا يسعني إلاّ أن اوجّه تحية المحبة والتقدير لجميع الذين يعملون في هذا الميدان واضعين في خدمته كل ما لديهم من إمكانات وطاقات. واطلب من الله أن يخصب جهودهم لتعطي ثمارها في حياة المؤمنين.
واود هنا أن الفت النظر إلى الأهمية المتزايدة لا بل الأولوية، التي تكتسبها التنشئة المسيحية للبالغين. إن التنشئة المسيحية التي ترافق المؤمن في جميع مراحل حياته تظل ناقصة ومحدودة. فالمتطلبات والحاجات والتحديات التي يواجهها المؤمن البالغ تتطلّب من الكنيسة أن ترافقه في هذه المرحلة المهمّة من حياته كي يصل إلى نضج الإيمان والالتزام به في جميع مرافق حياته، العامة والخاصة، فيتّخذ دوره في الكنيسة والمجتمع كشاهد لما يؤمن به.
ومن أجل ذلك انني ادعو الجميع إلى اهتمامٍ خاص بهذا المجال من التنشئة.فمن الضروري التنسيق وتبادل الخبرات وخلق قنوات التعاون والتواصل بين كافة الرعايا في الدنمارك، أولاً على مستوى الكنائس الكاثوليكية نفسها تجنبًا للعزلة والتشتّت وتبعثر الجهود، وثانيًا على مستوى جميع الكنائس، خاصةً الشقيقة منها. إن الطابع التعاون من متطلبات شهادتنا التي يجب أن تنعكس على عملنا التربوي فينمّي الاحترام والتقدير لجميع التقاليد والتراثات الكنسية العريقة.
المرأة:امي واختي وابنتي وزوجتي ....
انطلاقًا من تعاليمنا المسيحية، اقول أنّ المرأة والرجل سواء بسواء، وكلاهما مخلوق على صورة الله ومثاله، وأنّ المرأة وخاصة الام مدعوّة بنعمته إلى تحقيق نضجها وتكاملها ورسالتها في الاسرة بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام، من دون انتقاص .ولها كيانها المستقلّ وكرامتها في جميع الحالات: كابنة، وكزوجة،وكأم وكمكرّسة، وفي أيٍّ من الأعمال والمسؤوليات التي تضمن لها كامل حقوقها وطاقتها على الإبداع. وادعوها إلى التحلّي بمزيدٍ من الشفافية والعطاء في عالم كثيرًا ما تعكِّره الاضطرابات، والمصالح، والاستغلال والأنانية.
وطننا العزيز العراق
لا يزال العراق في حالة تأزّم وضائقة اقتصادية وسياسية وامنية مما يدفع الكثير من أهله ومنهم العديد من المسيحيين إلى الهجرة، معرِّضًا إياهم إلى متاعب جمّة، ويُفرِّغ البلاد من الأدمغة والطاقات الشابة، ويولّد تخلخل الأسر والمجتمع.. لذا فإنني اناشد الجميع أن لا يسدّوا آذانهم عن سماع صراخ المظلومين في العراق ، واناشد الجميع كي يتضرعوا ويوجهون صلواتهم لربنا يسوع المسيح (له المجد) كي يتحنن ويرفع عن هذا الشعب هذه المحنة القاسية التي يمر بها .لذا ومرة اخرى اكرر رجائي بان ادعو الجميع إلى الصلاة من أجل شعب العراق كعلامة تضامن ومحبة.
واطلب ايضا من الرعاة ان لا يتركون خرافهم وان لا ننسى ما اكد عليه الرب يسوع (له المجد) حين طلب من القديس بطرس ان يرعى خرافه ونعاجه... .ان لانفكر بانفسنا فقط وهذا ما نلاحظه مع شديد الاسف لاننا نطبق من كلام الرب ما يحلوا لنا، وما لايحلوا لنا اما نؤجله او نتجاهله او نتناساه فلو تذكرنا قول وتحذير الرب عندما يتحدث عن ضرب وهزيمة الراعي "اضرب الراعي تتبدد الخراف" ، فلو لم يكترث الرعاة الاولون بقول الرب لما كانت المسيحية قد انشرت كما هي في يومنا هذا. لذا نشكر الرب على نصرته لاؤلائك الذين ضحوابحياتهم وبقوا متكاتفين وجنبا الى جنب من اجل كلمة الله وما اوى به الرب يسوع (له المجد) ولكن كل ياخذ اجره.
وفي الختام اسأل الرب يسوع (له المجد) ان يصون ويحمي الجميع من كل اذية خفية وظاهرة. آمين
إنه نقطة الارتكاز التي تجمع بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وتتيح لنا، انطلاقًا منها، أن نتحرّك في كل الاتّجاهات بحريّة وطلاقة وثقة وفرح وجرأة وحماس، وهو الذي نتعرّف عليه في كل افخارستيا نحتفل بها فيسندنا ويشجعنا ويقوّينا ويقدّسنا. إنّه السيّد الذي به ومعه ومن أجله نسير بقوة الروح القدس لمجد الله الآب.
وهو يحتاج اليوم إلى تجديد مستمر يراعي حاجات أبنائها ومتطلباتهم وظروفهم ومختلف أعمارهم، والمتغيرات الدائمة التي تحدث في مجتمعاتنا، والمكتسبات التربوية التي لا يتوقف تقدمها وتطورها. إن تطورًا كبيرًا حصل في مجال الأساليب التربوية الدينية يجب الاستمرار فيه كي يكون في خدمة تنمية الإيمان ونضجه في عالمٍ دائم التغيّر والتبدّل وفي عالم اصبح بعيدا عن الله فاصبح الله هو من يبحث عنا بينما نحن مشغولون بامور اخرى سواه هو تعالى. لانفكر الا بانفسنا ولا نحب غير انفسنا ولا نتالم الا لالمنا ولانحزن الا على انفسنا وهلم جرا. ولا نفكر ب من سينتشلنا من بلائنا ومن سيكون المعزي بعدما ابعدنا الجميع حتى الله الاب. تكمن المشكلة عند الانسان بانه لايصحى الا اذا ما وقع في مازق وياليت ان دامت تلك الصحوة ،لان الاكثرية تنسى وتعود الى ما كانت عليه وربما اسوا وكما يقول المثل الشعبي "رجعت حليمة على عادتها القديمة". فتحتاج الى مصيبة اخرى كي تصحوا ثانية والسؤال الى متى؟
وفي هذا المجال لا يسعني إلاّ أن اوجّه تحية المحبة والتقدير لجميع الذين يعملون في هذا الميدان واضعين في خدمته كل ما لديهم من إمكانات وطاقات. واطلب من الله أن يخصب جهودهم لتعطي ثمارها في حياة المؤمنين.
ومن أجل ذلك انني ادعو الجميع إلى اهتمامٍ خاص بهذا المجال من التنشئة.فمن الضروري التنسيق وتبادل الخبرات وخلق قنوات التعاون والتواصل بين كافة الرعايا في الدنمارك، أولاً على مستوى الكنائس الكاثوليكية نفسها تجنبًا للعزلة والتشتّت وتبعثر الجهود، وثانيًا على مستوى جميع الكنائس، خاصةً الشقيقة منها. إن الطابع التعاون من متطلبات شهادتنا التي يجب أن تنعكس على عملنا التربوي فينمّي الاحترام والتقدير لجميع التقاليد والتراثات الكنسية العريقة.
واطلب ايضا من الرعاة ان لا يتركون خرافهم وان لا ننسى ما اكد عليه الرب يسوع (له المجد) حين طلب من القديس بطرس ان يرعى خرافه ونعاجه... .ان لانفكر بانفسنا فقط وهذا ما نلاحظه مع شديد الاسف لاننا نطبق من كلام الرب ما يحلوا لنا، وما لايحلوا لنا اما نؤجله او نتجاهله او نتناساه فلو تذكرنا قول وتحذير الرب عندما يتحدث عن ضرب وهزيمة الراعي "اضرب الراعي تتبدد الخراف" ، فلو لم يكترث الرعاة الاولون بقول الرب لما كانت المسيحية قد انشرت كما هي في يومنا هذا. لذا نشكر الرب على نصرته لاؤلائك الذين ضحوابحياتهم وبقوا متكاتفين وجنبا الى جنب من اجل كلمة الله وما اوى به الرب يسوع (له المجد) ولكن كل ياخذ اجره.