شاهِدُ الحَقِّ يُنقِذُ النُّفوس و رَجُلُ المَكْرِ يَنفُثُ الكَذِب (ام 14 /25)
التربية على الاختيار - الأخت دُنيز الخوري
|
|||
مقدمة : تعريف الاختيار |
|||
بشكل بديهي يمكن أن نعرف الاختيار بأنه تفضيل شيءٍ على آخر أو موقفٍ على آخر أو شخصٍ على آخر. ولكن إذا تعمقنا أكثر يمكن القول أن الاختيار هو اتخاذ قرار أو موقف يلتزم به الإنسان. |
|||
شروط أو أسس الاختيار |
|||
1 - الحرية . 2 - الوعي . 3 - القيم . 1- الحرية: لا يستطيع أن يختار إلا الإنسان الحر, والحرية هبة أو قدرة ينميها الإنسان ويتمرن عليها.
2- الوعي: أي استعمال العقل والموازنة في الاختيار مثلاً عندما أريد شراء شيءٍ ما كيف أختار ما أشتري؟ هل أسأل ما هي الموضة؟ ما هو أغلى؟ ما يوافق ذوق الآخرين؟ أم اختار ما يناسبني من حيث القدرة والعمر.... 3- القيم: في حياة كل إنسان يوجد قيم روحية وإنسانية واجتماعية ولهذه القيم سُلَّمْ. من هذه القيم: الله
|
|||
مراحل الاختيار |
|||
1- دراسة الواقع. ما هي المعطيات؟ الإيجابيات والسلبيات؟ ما هو الهدف أو الغاية؟ ماذا أريد؟ 2- اتخاذ القرار بعد الدراسة والموازنة. 3- تنفيذ القرار أي الالتزام بما قررت واخترت. 4- مناقشة النتائج. |
|||
تربية الإنسان على الاختيار |
|||
لابد من تربية ذواتنا على الاختيار السليم لنربي أولادنا عليه. إذاً لابد من وقفة مع ذواتنا لنتعرف عليها بشكل أعمق ونكتشف صحة اختيارنا وقراراتنا انطلاقاً مما سمعنا. كيف نربي الطفل على الاختيار السليم؟ - أولاً: بالمثل: أي اختيار الأهل السليم ومناقشة نتائج هذا الاختيار مثلاً إقامة حفلة ما, الخروج بنزهة, أو شراء قطعة ما للمنزل. - ثانياً: بالإشراك:
- ثالثاً: بالتمرين: أي تمرين الطفل على الاختيار انطلاقاً من أسسه السليمة مثلاً: اختيار ساعة النوم, أسبابها فوائدها, الألعاب, اللباس, .... - رابعاً: التربية على الحرية الصحيحة: أي على التخلي عن أنانيته ومحوريته والانفتاح على الله والآخر. أن أزرع في نفسه القيم الروحية والإنسانية لا بالكلام فقط بل بالمثل أيضاً فأعيش معه الانفتاح والمشاركة والمحبة والعطاء والعدالة والصلاة .... علينا أن نخلق لأطفالنا جواً سليماً يساعدهم على الاختيار السليم. |
|||
الاختيارات المصيرية |
|||
اختيار المهنة- الدعوة- شريك الحياة- ....
إن الاختيار غير السليم يؤدي إلى تفكك الأسرة والطلاق وهذا ما نراه في مجتمعنا اليوم. لنربي شبابنا على القيم الروحية والإنسانية حتى نبني أسرة قوية, فعالة وكنسية, ومجتمعاً سليماً. |
|||
خاتمة |
|||
في النهاية يمكن أن نلخص كل ما تقدم بالقول: إن كل قرار مبني على الحرية يجعل الإنسان أكثر إنسانية, وأن حياة الإنسان هي مجموعة من القرارات, صغيرة كانت أم كبيرة, توصله في النهاية إلى السعادة الأبدية. "كنت أميناً على القليل فسأقيمك على الكثير". يقول القديس أوغسطينس: "مثلنا مثل الكنارة فأهم ما في الكنارة هو الأوتار, أجل هناك قاعدة لكن الأوتار هي التي تهتز. فما يهتز في حياتي وما يكونني هو قراراتي سواء كانت صغيرة أم كبيرة". يقول فرانسوا فاريون: "إن قراراتنا هيَ التي تكوننا فإننا نبني حياتنا الأبدية يوماً بعد يوم, دقيقة بعد دقيقة وقراراً بعد قرار. كل قرار هو حجر في بناء ذاتنا وبناء حياتنا". أتمنى أن تكون كل حجارتنا قوية ونظيفة لنبني بناءً راسخاً متيناً |