Skip to Content

المسيح محرر الإنسان واهـب الحياة "قصة المرأة التى أمسكت فى الزنا - لنيافة الأنبا تواضروس



مقدمة 

   بعض الآباء فى الغرب أمثال جيروم وأغسطينوس
وأمبروسيوس أكد قصة المرأة التى أمسكت فى الزنا، ويقرأون هذه القصة فى 8 أكتوبر من
كل عام تذكار عيد القديسة بيلاجية، ويكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة فى بعض
المخطوطات الأخرى هو خوف الأوائل من استخدام القصة كمشجع للإنحلال الخلقى أو إنها
ذريعة للإباحية كما يقول أغسطينوس



   أما الآباء فى الشرق فقد كانوا أكثر تحفظاً
فامتنعوا عن شرحها أو الرجوع إليها أو حتى ذِكرها بالمرة أمثال أوريجانوس ويوحنا
ذهبى الفم وكبريانوس


   ولكن الذى يقطع بصحة القصة هو ورودها فى
كتاب " تعاليم الرسل

" وذلك فى سياق صحة وضرورة قبول عودة الخطاة
التائبين إلى الكنيسة، كما ذكرها بابياس من القرن الأول والثانى الميلادى (60-
125م
)

   
هـــدف
الواقعة


   (أ)- وضع السيد المسيح فى مأزق / ورطة /
تجربة.   (ع6
)

   (ب)- إظهار السيد المسيح بأنه صديق الخطاة.      
(ع11
)

    ظروف
الواقعة
 

   الفاعل الأصلى غير موجود

   لقد أمسكوا المرأة وقدموها للمحاكمة وتركوا
الرجل يفلت ولم يمسكوه مع إن الحكم فى الناموس واحد على الإثنين
)

   الحالة حالة تلبس فى ذات الفعل، وهذا سند
قانونى لا يمكن أن يفلت منه القاضى بأى حال من الأحوال
 

(يو8: 2- 11).     
   (2)- (لا20: 10، 11)

" أما دانك أحد .. أنا أيضاً لا أدينك "

   لم تذكر الشريعة عقوبة الرجم بل فقط "
يقتل الزانى والزانية "(1) فقط ذكر الرجم فى حالة الفتاة المخطوبة التى
تزنى(2)، وقولهم برجم المرأة خروج عن قانون موسى


  لم يحضروا ليطلبوا مشورته، وحتى حين خاطبوه بلقب
(معلم) لم يكن ذلك احتراماً أو تبجيلاً .. بل مجرد خبث ودهاء وإلتواء بقصد إيقاعه
فى مأزق وتجربة.. لقد استغلوا عار امرأة شرقية كأداة لامتحانه


   كان قصدهم من تلقيبه بالمعلم هو التغطية
لإخفاء مخططهم وخدعتهم الخبيثة ذات الحدين


   (أ)- لو أنه أطلق المرأة دون أن يحكم عليها
بالرجم فإنه يكون قد تنكر لناموس موسى = جاحد للناموس الموسوى


   (ب)- ولو أنه أفتى بتطبيق ما ينص عليه
الناموس، فإنه يكون قد هزأ بالقانون الرومانى وجرأ الناس على الخروج عليه = ثائر
على السلطة الحاكمة
    

   من جهة أخرى  

   (أ)- إن حكم المسيح على المرأة (بحسب
الناموس) وقتلت أمام عينيه وبحكم


 (لا20: 10).     (2)- (تث22:
23، 24
)     


منـه.. يكون قـد إنحرف إنحرافـاً هائـلاً عن مسـتوى الحب
والرحمة والفداء = كسر مبدأ الرحمة والحب
/ أيـن الرحمة ... ؟!

   (ب)- وإن حكم عليها بمقتضى الرحمة والحب
يكون قد تجاهل الناموس.. ويكون المسيح بذلك مستحقاً القتل = كسر الناموس / أيـن
العدل .. ؟
!

   بمعنى آخر 

   (أ)- إن هو أدان المرأة قالوا عنه إنه قاسى.
وهذا ينافى قوله عن نفسه بأنه رحيم جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك
)

   (ب)- وإن هـو أطلق المرأة فإنه يكون قد نقض
الناموس وهو الذى قال قبلاً " ما جئت لأنقض بل لأكمل "(2) = كاسر
الناموس / واتُهم بالتساهل
  

   قال السيد المسيح سابقاً "إنى لم آت
لأدين العالم بل لأخلص العالم"(3) بمعنى أنه جاء ليبرئ الخاطئ لا ليقتله..
وهو سيبرئه على حساب نفسه


   هنا السيد المسيح " محاور" رائع معهم

   

كيف تصرف السيد المسيح ؟

   أعطاهم فرص وقت لإعادة التفكير ولمراجعة
ضمائرهم = حركها نحو التوبة


   كتب على الأرض (وهذه هى المرة الأولى
والأخيرة التى نسب فيها ليسوع أنه " كتب " شيئاً
)

   استحضر انتباههم بمفاجأة أنه موافق على قتل
المرأة بشرط أن يكون من ينطق بالحكم وينفذه لم يأت الخطيئة، وإلا يكون هـو الأوجب
بالرجـم والموت "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر" (ع7
).  

   لقد أشترط أن من ينفذ الناموس يكون على
مستوى الناموس


   لم يقل السيد المسيح إنها غير خاطئة ولم
يقل إن الناموس لا يعاقب .. بل حرك الضمائر نحو التوبة (التوبة ليسـت إدعاء البر).
إنه لم يدن أحد منهم بل جعلهم هم الذين يدينون نفوسهم


  تسلل الشهود إلى خارج دون أن يجرأ أحدهم على قذف
المرأة بحصاة،


 (1)- (لو19: 10).  (2)- (مت5: 17).
 (3)- (يو3: 17، 12: 47
)    

   

وبذلك إنعدم ركن الشهود فى قضية المرأة، وبذلك لم يعد
الاتهام قائماً، وبالتالى رفض القضية وانتقاء الإدانة حيث أن أحداً لم يدنها
"وأنا لا أدينك"(ع11
)     

   هؤلاء المشتكون استقالوا وتركوا مناصبهم 

   لقد فتح أمامها باب الحياة الجديدة بالتوبة
والندم محققاً قوله : "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعوا أبراراً
بل خطاة إلى التوبة
"

   + لقد أعطانا السيد الغفران، وهى التى
نادته يا سيد = رب
= Lord

   الذى هـو عمل حب من الرب .. وعلى أساس دم
الصليب .. ويكون بالتوبة والاعتراف .. وبلا حـدود
  

   يقول القديـس أغسطينوس [ بقى اثنان المرأة التعيسة
بل السـعيدة فى مواجهة الرحمة المتجسدة

]

   هكذا المسيح .. يرفع الزانية فوق الفريسى
.. واللص فوق رئيس الكهنة .. والابن الشاطر فوق الابن الأكبر
.. إنه صديق الخطاة بحق لمن يُقر بخطيته
نادماً
 

   حقائق : كان الناموس يحكم على الخاطئ ويدين
الخطية ولكنه لا يستطيع أن يبطل الخطية .. المسيح هوالذى أبطل الخطية


   لقد مثلت هذه المرأة أمام السيد المسيح
كديان وقاض، ولكنها لم تجد فيه إلا المخلص والفادى


أنا مستعبدة

أنا  حــرة

للخطية : إذ أمسكونى فيها.

تمتعت : بحرية القلب عندما تطهرت.

للعــار : صارت فضيحتى أمام الكل.

تمتعت : بحرية الكرامة لأن مشتكىّ تركونى.

للخـوف : لئلا يقتلوننى.

تمتعت : بحرية الشجاعة فالبر قوانى.

للهـلاك : لأن للخطية عقوبة أبدية.

تمتعت : بحرية المكافأة إذ لى نصيب.

للمهانة : لأن الخطية أضاعت شرفى وكرامتى.

تمتعت : بحرية المجد لى مجد وكرامة لكل من يفعل الصلاح.

   إذن حقاً المسيح واهب الحياة = محرر
الإنسان (ع32/ 34/ 36
).

   تدريب : تخيل هذه المرأة كانت تكتب
مذكراتها يومياً تُرى ماذا كتبت فى هذا اليوم .. ؟
!

 (1)- (مت9: 12،
13-  لو5: 31، 32- مر2: 17
)




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +