إذا قال أحد: (( إني أحب الله )) وهو يبغض أخاه كان كاذبا لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه (1يو 4 /20)
لماذا المسيح؟ - 4 - سقوط الإنسان في الخطيئة - لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
لماذا المسيح؟ (4)
3- المسيح .. حياتنا
الأدبية (أ)
لنيافة الأنبا موسي أسقف
الشباب
ذكرنا في العدد الماضي
أن السيد المسيح هو:
1- حياتنا الجسدية: لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد (أع17:28).
2- وحياتنا الروحية: حينما ندخل إلي عشرة معه, ويسكن فينا.
3- المسيح .. حياتنا الأدبية: (أقامنا معه وأجلسنا معه في
السمويات (أف2:7).
+ السقوط .. والمهانة الإنسانية:
لاشك أن سقوط الإنسان
في الخطيئة أهان الكرامة الإنسانية, وأنزل الإنسان من عرش كريم
إلي مهاوي الانحدار, نذكر من ذلك ما يلي:
1- تلوثت الصورة الإلهية: التي خلقنا عليها, فبعد أن كانا آدم وحواء
معا بثوب البر والقداسة, وبشركة مع الله في جنة عدن, إذ بالإنسان
يفقد هذه البرارة, بالسقوط.
2- تسللت الخطيئة إلي
عمق الإنسان: فبدأ الصراع بين
البشر, وأصبح من الأمور العادية أن يقتل الإنسان أخاه, كما قتل
قابيل هابيل, وأن يكون هناك نسلا شريرا, وأن يبدأ التداخل بين
أبناء الله وبنات الناس (تك2:6). ورأي الرب أن شر الإنسان قد
كثر في الأرض, وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم
(تك5:6).
3- خرج آدم وحواء من
الجنة: وهاما في الأرض,
يعيشان الحكم بالتعب, إذ قال الله لآدم عن الأرض: ملعونة الأرض
بسببك, بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك, وشوكا وحسكا تنبت لك,
وتأكل عشب الحقل, بعرق وجهك تأكل خبزا, حتي تعود إلي الأرض
التي أخذت منها, لأنك تراب وإلي تراب تعود (تك3:17-19).
وقال الرب لحواء: تكثيرا
أكثر أتعاب حبلك, بالوجع تلدين أولادا, وإلي رجلك يكون اشتياقك,
وهو يسود عليك (تك3:16).
وهكذا, وخشية أن يمد
يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا, ويأكل ويحيا إلي الأبد (في
خطيئته), فأخرجه الرب الإله من جنة عدن, ليعمل الأرض التي أخذ
منها, فطرد الإنسان
وأقام شرقي جنة عدن
الكروبيم, ولهيب سيف متقلب, لحراسة طريق شجرة الحياة (تك3:22-24).
4- تمردت الطبيعة كلها
علي آدم: فبعد أكانت الخلائق
الحيوانية والنباتية والكونية تسير جميعها في خضوع لآدم وحواء,
وبطريقة إيجابية غير ضارة, صارت هناك الوحوش المفترسة, والحيات,
والهوام, والكوارث الطبيعية: كالزلازل والبراكين والسيول, والنباتات
السامة
والبكتريا والميكروبات
والفيروسات المؤذية للإنسان.. وبعد أن كان آدم تاج الخليقة وكاهنها,
الذي يرفع صلواتها وتسابيحها إلي الله, تمردت عليه هذه الخلائق,
وصارت رعبا له, وموتا.
5- سقط آدم تحت سطوة
إبليس: فقد نجح إبليس في
أن يغوي آدم وحواء, وبعد أن أكلا من شجرة معرفة الخير والشر,
وخالفا الوصية الإلهية, سلما نفسيهما لإبليس, يأخذان المعرفة منه,
وهي بلا شك معرفة الموت الدهري.
ولو أن الإنسان استمر
في شركة الله, لما تلوثت طبيعته, ولوصل إلي المعرفة الحقيقية
السليمة, والاستنارة الإلهية المقدسة.
وتسلط إبليس علي البشرية,
وصار رئيسا لهذا العالم, فهو الروح الذي يعمل الأن في أبناء
المعصية (أف2:2).
6- سقط آدم تحت حكم
الموت: لأن أجرة الخطية
هي موت (رو6:23), والموت الذي أصاب البشرية -نتيجة السقوط- هو
موت رباعي:
أ. موت جسدي:
يصيب الجسد, إذ نواري الإنسان التراب عند موته..
ب. موت روحي:
يصيب الروح, إذ تنفصل عن الله..
ج. موت أدبي:
يصيب الكرامة الإنسانية, إذ تهينه الخطيئة ويسيطر عليه الشيطان..
د. موت أبدي:
إذ تنزل روحه إلي الهاوية, تمهيدا للهلاك الأبدي في جهنم..
7- انفصال الإنسان عن
الله: ولم يعد في شركة
معه, بعد أن كان يري الله ماشيا في الجنة (تك3:8), وبعد أن
كان يتمتع بالحديث مع الله
وهو يوصيه بكل ما
يبنيه, ويحذره من كل ما يدمره, ويخلق له حواء معينا نظيره
(تك2:18), ويطلقه في فردوسه يأكل ويشبع ويحيا إلي الأبد!!.