أَمَّا نُفوسُ الأَبْرارِ فهي بِيَدِ الله فلا يَمَسَّها أَيّ عَذاب (حك 3 /1)
لا تحلفوا البته.. - كنيسة السيدة العذراء
لا تحلفوا البته
"أما أنا فأقول لكم،لا تحلفوا ألبته"
(متى 34:5)
الحلف كذبا جريمة خطيرة بموجب الشريعة. و كان كذلك في ناموس موسى. الحلف
الكاذب محظور في الوصية الثالثة :
"لا تنطق باسم
الرب إلـــــهك باطـلاً؛ لأن الرب لايبرىء من نطق باسمه باطل" (خر7:20).
كان الحلف كذباً باسم الله خطـيه ليس ضد اسم الله فقط بل ضد شخصه بالذات. لاحـقاً
وُسٌع مجالُ الوصية لتشمل أي استخفاف أو استخدام طائش للاسم الإلهي، إلى حــد
اعتــبار انه اســـــلم للمـرء ألا يستخدمه أبدا. لهذا السبب فإن اسم إله
إسرائـيل،الذي كان يكتبه الناس عادةً يهوه
صار يدعى الاسم الذي هو أقدس من أن
ينطق بـه،نــظرا إلى أن النطق به كان أمرا محظورا. وعندما كان القارئ في اجتماع
المـــجمع يصل إلى هذا الاسم في الأمثولة الكتابية،كان يضع صيغه أخرى عوضا
عنه،لئلا ينطق بـاسم إلــهه باطلا،بذكره اسم يهوه جهاراً. ولكن الوصية بالأصل
كـانت معنيـيه بالحلف كذبــا، وهذا مـا قصـــدته أيضا أوامر أخرى من خروج إلى
تثنيه.وقد لخص يسوع هذه الأوامر بقوله،سمعتم انه قيل للقدماء
"لا تحنث بل أوف للرب أقسامك"(متى 33:5).
وإذا أدرك النـــاس خطورة الحلف بالله إذا لم يكن قولهم صادقا بصوره مطلقه ، مالوا
إلى
أن يُحِلوا محلّ
اسم الله شيئاً آخر-كالسماء،مثلاً- اعتقادا منهم بأن انحرافا ضئيلا عن الحق سيكون
عندئذ أهون من ألا يـــغتفر. و يمكن أن نستنتج من مــقطع آخــــر في هذا الإنجيل
متى (16:23-22)
بأنه كان هناك بعض المفتين الذين حكموا بأن النـــذور تـكون
أكثـــر أو أقـــل إلزامـــا تبـــعا للصيــــاغة الدقـــيقة للقــــسم الذي
رافـــق النـذر. كان هذا الأمر،بالطبع، عبثا أخلاقيا.
كان من الضروري منع الناس من الحلف كذبا،سواء بأسم الله أو بأي صيغه أخرى
من الكلمات.قال الواعظ الذي تغني حِـــكَـــمُه العمليةُ أدب الحكمة في العهد
القديم
"أوفِ بما نذرته. أن لا تنذر خير من أن
تنذر ولا تفي" (جا4:5-5).
لكن يسوع نصح تلاميذه بمبدأ أسمى. فقال
"
لا تحـــلفوا البته، ليكن كلامكم نعم او لا وما زاد علي
ذلك فهو مـــن الشــــرير" (مت37:5).
يُسمع صدى هذه الكلمات في
كتاب لاحق من العهد الجديد:
"ولكن قبل كل شئ يا
إخوتي، لاتحلفوا، لا بالسماء ولا بالأرض ولا بقسم آخر، بل لتكن نعمكم نعم ولاكم
لا، لئلا تقعوا تحت الدينونه"(يعقوب 12:5).ة
يجب أن يُعرف أتباع يسوع بأنـــهم رجال صادقوا الوعد ونساء صادقات الوعد.
فإذا عرف عنهم أنهم مدقــقـــون في الحق،فسيكون ما يقولونه مقبولا دون أن يحتاج
إلي قسَم يدعمه. لـيس هذا مجرد أمر نظري؛ بل هو أمر مُثبَت تماما بالخبرة. هنـــاك
جماعه من اتبـــــاع يسوع،هي جمعيةالأصدقاء ثابرت علي تطبيق كلمات يسوع هذه تطبيقا
حرفـــــيا.
وقد أشتهرأفرادها باستقامتهم بحيث أن معظم الناس يثقون بسهوله بمجرد
كلمـــه يقولها أحد أفراد هذه الجمعية أكثر مما يثقون بقسم يحلفه أشخاص كثيرون
آخــرون. قــــــال يسوع "وما زاد علي ذلك فهو من الشرير "
أي أنه، حتى
وإن أقســـم المرء، رجلا أو امرأة،فإن الفكرة،القائلة بأنه يمكن الوثوق بأن المرء،
يقول الحق فقــط عـندما يقسم على ما يقوله، إنمـــا هي فكرة تنشأ عن عـــدم
الاستقامة والشــك، وكثيرا ما تُضعف الثقة المتبادلة في تبادلات الحياة اليومية.
لن يطلب أحـــد قسَما من أولـــئك الذين يُعرف عنهم التزامهم بكلمتهم؛ أما الآخرون
فحتى القسَم المعظّم الذي تنطــق به شفاههم، كثيرا ما ينظر إليه بارتياب .