Skip to Content

تدبير الخلاص فى العهد القديم - الفصل الثانى : من يشوع إلى صموئيل النبى - أبونا بولس حليم

 الباب الأول : تدبير الخلاص فى العهد القديم

 

الفصل الثانى : من يشوع إلى صموئيل النبى

أولاً : لماذا الحروب؟

ـ كانت الحروب فى هذه الفترة هى الطريقة الوحيدة التى يؤمن بها العالم بأن إله هذا الشعب إله حقيقى وقوى ( هذا بخلاف الحروب التى طلب الله من شعبه فيها إبادة الشعوب التى تعبد الشيطان بصورة صريحة ) .

ـ وكانت الشعوب التى تؤمن بقوة إله إسرائيل تترك الشعب يعبر من أرضها ويكون قد أعلن ضمنياً عن إيمانه بإله إسرائيل أما الشعوب التى لاتزال ترى إن آلهتها اقوى تدخل فى حروب مع إسرائيل مثل الأموريين والفلسطينيين فتنهزم وتظهر ضعف آلهتهم لذلك قال الرب ليشوع " لكى تعلم جميع شعوب الأرض يد الرب أنها قوية لكى تخافوا الرب إلهكم كل الأيام " ( يش 24:4 ) .

ثانياً : دور الشعب فى الإعلان عن الله فى هذه المرحلة .

ـ كان هدف الله من شعبه أن يعلن عنه وسط الشعوب كلها من خلال احتكاكه بهم فيعرف العالم أن إله إسرائيل :
هو أقوى الآلهة فيخافونه .
هو أغنى الآلهة فيقتربون منه
هو أحكم الآلهة فيطلبون كلماته فيعرفون الحق والخلاص ويتعلمون طرق الرب ...

ونجد هذا عندما قالت راحاب للجاسوسين:

"«عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ, وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا, وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ. لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ, وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ, اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ »" ( يش 9:2-11) ؛ وأعلنت راحاب إيمانها وجاء من نسلها السيد المسيح (مت 5:1) .

ثالثاً : ترويض الشعب ليصلح لحمل الرسالة:

ـ ودخل الشعب الأرض وقسمها يشوع على كل الأسباط ... ولم يسر الشعب وفق خطة تدبير الخلاص بل ترك الله وشابه الشعوب الأخرى .

ـ ومن أجل الوعود والعهود التى أخذها الشعب من فم الله بدأ الله يتعامل معهم بطريقة أخرى وهى : ترويض الشعب ليصلح لحمل الرسالة .

ـ وكانت فترة القضاة من أسوأ فترات حياة الشعب مع الله كان كل إنسان يعمل ما يحسن فى عينيه ( قض 24:21 ) فتركهم الله للقتل والاستعباد لكى ترى كل شعوب الأرض أنه حينما يترك شعب الله إلههم يصبحون بلا قوة

"وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لهَا أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لا مَحَالةَ كَالشُّعُوبِ الذِينَ يُبِيدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ كَذَلِكَ تَبِيدُونَ لأَجْلِ أَنَّكُمْ لمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ " ( تث 8: 19) .

ـ وصارت هذه الفترة على منوال واحد ... يترك الشعب الله فيستعبدوا ثم يتوبوا فينقذهم ثم يخونوا من جديد ... وهكذا .

ـ وقد أصبح الشعب يعرف الله فى الحروب فقط والتوبة سطحية ورموز العهد مع الله لا تزال موجودة ولكنها بلا فائدة .

رابعاً : أفراد يحملون الرسالة .

ـ ووسط هذا الارتداد نرى أشخاص حملوا الرسالة بصورة فردية فى الإعلان عن إله إسرائيل للشعوب الأجنبية مثالاً لذلك راعوث .

خامساً : أرض كنعان .

ـ سكن الشعب فى أرض كنعان هو رمز لسكنى الإنسانية فى ملكوت الله وبهذا تكون أرض الموعد هى الأرض التى يسكن فيها الله مع شعبه ليصير الملكوت الرمزى حالة معاشة على مستوى الحقيقة الكائنة فى الرمز إذ أن أرض الموعد التى يسكن فيها مع شعبه فى العهد القديم صارت هى الكنيسة فى العهد الجديد وفى الأبدية وفى السماء وهذه كانت صورة الله فى الملكوت الرمزى .

ختام

ـ ظل الحال هكذا فترة 250 سنة إلى أن جاء صموئيل النبى الذى وجد فيه إمكانية العمل الخلاصى فعمل به لتنظيم وتطهير المملكة ورسم الصورة الواضحة للعلاقة مع الله إلا أن الشعب كان ضعيف الرؤية فطالبوا صموئيل أن يكون لهم ملك مثل باقى الشعوب غير مدركين بأن لهم ملك هو الله نفسه وهو سر قوتهم وتفردهم وسط العالم معتقدين أن سر ضعفهم أنهم بلا ملك وليس أنهم تركوا الله (1صم 7:8-9 ).

 

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد ، آمين.




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +