Skip to Content

حضور المسيح في الكنيسة عمانوئيل الهنا في وسطناالان - الانبا رافائيل



لنيافة الأنبا
رافائيل

 

 

حضور المسيح في
الكنيسة

 

(1)
عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن
 

عند اجتماع الكنيسة
وحضور المسيح, يتقدَّم الكاهن ليفتح ستر الهيكل, مُعلنًا بهذا أن باب السماء مفتوح
أمام المؤمنين المجتمعين معًا حول المسيح.. "إذا ما وقفنا في هيكلك المُقدَّس نُحسب
كالقيام في السماء".

وإدراكًا منَّا أن
السماء لا تُفتح أمامنا إلاَّ بالرحمة, إذ هي "باب الرحمة", لذلك يقول الكاهن فيما
يفتح الستر: "ارحمنا يا الله الآب ضابط الكل...".

والكاهن هنا يُخاطب
الآب، لأن الهيكل في إيمان كنيستنا هو "هيكل الله الآب, عمله للابن الوحيد, مُدشنًا
بالروح القدس".

لذلك نرى هذه العبارة
مكتوبة على باب الهياكل الأثرية: "السلام لهيكل الله الآب".

ونُخاطب العذراء
"الهيكل اللحمي" في التسبحة قائلين:

& "السلام
للسماء الجديدة التي صنعها الآب, وجعلها موضع راحة لابنه الحبيب. الآب اختارك,
والروح القدس ظللك, والابن تنازل وتجسَّد منكِ".

وعندما يفتح الكاهن
الهيكل، يدرك بالإيمان أنه في حالة مواجهة سرية مع المسيح الساكن في
الهيكل..

& "ما
أرهَبَ هذا المَكانَ! ما هذا إلاَّ بَيتُ اللهِ، وهذا بابُ السماءِ" (تك28:
17).

& "حَقًّا
إنَّ الرَّبَّ في هذا المَكانِ وأنا لم أعلَمْ!" (تك28: 16).

حينئذ يَخُر الكاهن
ساجدًا للمسيح قائلاً: "نسجد لكَ أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس، لأنك
أتيت وخلَّصتنا".

ثم يقود الكاهن الشعب
في تقديم الشكر للمسيح من أجل حضوره في الكنيسة.. إذ حضوره فينا "سترنا، وأعاننا،
وحفظنا، وقَبلنا إليه، وأشفق علينا، وعضدنا وأتى بنا إلى هذه الساعة".

ويتقدَّم الكاهن ليرفع
البخور حول المذبح, إعلانًا عن حضور الله، حيث حضوره دائمًا مصحوب بالدخان
والاحتجاب..

& "وأمّا
موسَى فاقتَرَبَ إلَى الضَّبابِ حَيثُ كانَ اللهُ" (خر20: 21).

& "طأطأَ
السَماواتِ ونَزَلَ، وضَبابٌ تحتَ رِجلَيهِ" (2صم22: 10).

& "قالَ
الرَّبُّ إنَّهُ يَسكُنُ في الضَّبابِ" (1مل8: 12).

&
"السَّحابُ والضَّبابُ حولهُ" (مز97: 2).

وعندما ترتفع حلقات
دخان البخور في الهواء, ويختفي الأب الكاهن في سحابة البخور, تدرك الكنيسة حضور
المسيح السري, فتهتف في أرباع الناقوس: "نسجد للآب والابن والروح القدس.. تعالوا
فلنسجد للثالوث القدوس.. عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيه والروح
القدس".

ولأن السحاب في ضمير
الكنيسة هو رمز لجماعة القديسين .. "سحابَةٌ مِنَ الشُّهودِ مِقدارُ هذِهِ مُحيطَةٌ
بنا" (عب12: 1)، سيأتي المسيح دائمًا وفي مجيئه الثاني معهم وفي وسطهم "وحينَئذٍ
يُبصِرونَ ابنَ الإنسانِ آتيًا في سحابٍ بقوَّةٍ كثيرَةٍ ومَجدٍٍ" (مر13: 26), متى
"جاءَ بمَجدِ أبيهِ مع المَلائكَةِ القِديسينَ" (مر8: 38).

لذلك فعندما ترتفع
سحابة البخور في أجواء الكنيسة, ينشد المُرتلون: "السلام للكنيسة بيت الملائكة.
السلام للعذراء التي ولدت مُخلِّصنا".

ثم تعطي السلام كذلك
لكل صفوف الملائكة والآباء الرسل والشهداء والقديسين (أرباع الناقوس).

هنا الكنيسة في مجد
تجليها مع المسيح على جبل الحب. هنا الكنيسة المدعوة لمجد المسيح ومجد أبيه والروح
القدس.

هذا التجلي الرائع
بسبب حضور المسيح في بيته بين رعيته القديسين وأهل بيت الله.. (أف2: 19).. يدفع
الأب الكاهن أن يقف، ليستدعي أعضاء الجسد الغائبين عن الحضور معنا ههنا.

فيذكر أولاً آبائنا
وأخواتنا الذين رقدوا، وتنيحوا في الإيمان بالمسيح منذ البدء (أوشية الراقدين في
العشية).

ويتوسل عنهم مُكملاً
توبتهم, طالبًا عنهم ولهم الحِل والغفران، لنكون جميعًا معه دون أن يُفقَد منَّا
ظلف بل "جميع المسيحيين الأرثوذكسيين الذين في المسكونة كلها".

أما في رفع بخور باكر
فيذكر الأب الكاهن المرضى والمسافرين, إذ أن الليل يُذكرنا بانقضاء العمر, واليوم
الجديد يُعطينا رجاءً جديدًا، وفرصة شفاء من أمراض الخطية (النفس والجسد والروح)،
وفرصة تكميل غربتنا في هذا العمر.

هنا وبسبب حضور
المسيح، تكون الكنيسة قد اجتمعت بأعضائها المنظورين والغائبين بالجسد, فتراها
الكنيسة فرصة أن تُعطي تمجيدًا لجماعة القديسين الحاضرين في وسطنا, فترتفع أصوات
المُرتلين في سيمفونية هادئة، تُعبِّر بالكلام والأنغام عن الحب والفرح والشركة
فيما نُرتل (الذكصولوجيات) للقديسين.

يا للروعة والبهاء..
إن الليتورجيا (الصلوات المُرتبة)، تحقق معنى الكنيسة ووجودها. إن التطبيق العملي
للمفاهيم المدرسية عن لاهوت الكنيسة, هو الاشتراك في ليتورجيتها.

فببساطة
...

V اللاهوتي في كنيستنا هو مَنْ يندمج في
الكنيسة, ويحيا حياتها.

V اللاهوتي عندنا هو مَنْ يدرك حضور المسيح
سريًا في كنيسته على الدوام, يُشاركها ويُباركها ويُقدِّسها.

فليس اللاهوت مجرد
علوم تُدرس في الإكليريكية, ولكنه حياة نعيشها مع المسيح في بيته الخاص, في
"رَعيَّةٌ مع القِديسينَ وأهلِ بَيتِ اللهِ" (أف2: 19).
 

ربي يسوع الحاضر فينا
على الدوام،

إنني آسف وقلبي يتمزق
لأنني لم أحترم حضورك،

بل تعدّيت وأخطأت وأسأت
لمجلسك البهي.

لم أكن جاهلاً، بل أنا
ضعيف.

لست عنيدًا ضدك، ولكنني
أحبك.

rqr

إنني لا أرفض التوبة،
لكن ميولي رديئة.

ضعفاتي وسقطاتي
وتعدياتي تطفئ الحب والفرح.

فأعود إليك
بالرجاء.

rqr

لن أيأس ولن
أتركك.

فأنت هو حياتنا كلنا،
وخلاصنا كلنا، ورجاؤنا كلنا،

وشفاؤنا كلنا، وقيامتنا
كلنا.

rqr

أنت هو طهارتي وقوتي
وفرحتي وثباتي.

rqr

أعلم أن الخطية هي
إلحاد لحظي..

لأنني بها أعبِّر عن
إيماني بعدم حضورك،

أو بأن حضورك لا
يهمني.

شيء فظيع جدًا ولكنني
أتوب إليك..

معترفًا بلاهوتك وحضورك
وملئك للوجود.

إنني بك أحيا وأتحرك
وأوجد.

rqr

فاقبل توبتي، واغفر
لي،

وتفضل استعلن ذاتك في
حياتي،

ونبِّه قلبي وضميري
لحضورك.

فلا أعود أستحل لنفسي
الخطأ،

بل أكون فيك على
الدوام.

آمين.




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +