Skip to Content

المسيح فصحنا - لنيافة الأنبا رافائيل



همسات
روحية

لنيافة الأنبا رافائيل

 

المسيح
فصحنا

 

من أهم الذبائح التي كانت تقدم في العهد
القديم ذبيحة خروف الفصح، وخروف الفصح بكل تفاصيل طقس ذبحه كان يشير إلى ذبيحة
الصليب

V ا
لفصح:
 

كلمة عبرية تعنى "عبور" وهي كلمة "بصخة"
باليونانية، القبطية، ومنها كلمة "PASS" بالإنجليزية
والمسيح فصحنا لأنه هو عبورنا من الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى
حرية مجد أولاد الله.
 

V وفصح اليهود كان مقصوداً
به
:
 

أ- عبور الملاك المهلك على البيوت... فإذا رأى
الدم على أبواب البيت يعبر ولا يهلك الأبكار "فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين
يرى الدم على العتبة العليا و القائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل
بيوتكم ليضرب" (خر12: 23)
 

ب- عبور شعب بني إسرائيل في البحر الأحمر
وخروجهم من بيت العبودية بمصر، إلى برية الحرية والجهاد الروحي في سيناء ليصلوا إلى
أرض الموعد أورشليم.

V والمسيح فصحنا لأنه:


1- يحمينا بدمه الطاهر من ضربات العدو،
وإهلاك الخطية... ونحن نصطبغ بدم المسيح في المعمودية "لأن كلكم الذين اعتمدتم
بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27)، "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم
أيضاً معه" (كو2: 12) والصليب هو الصبغة التي اصطبغ بها المسيح، وطالبنا أن نصطبغ
بها نحن أيضاً (المعمودية) "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟ وأن
تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟" (مت20: 22)

فما عمله المسيح على الصليب
نناله نحن بالمعمودية..
 

مع ملاحظة أنه كانوا في القديم يلطخون
القائمتين والعتبة العليا... وهذا هو منظر الصليب، فكان الفصح اليهودي رمزاً للصليب
المقدس.

2- والمسيح أيضاً هو عبورنا الجديد في البحر الجديد... "فأني لست
أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم في البحر،
وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كو10: 1، 2)
 

معلمنا بولس يطابق بين عبور البحر في القديم
والمعمودية في الجديد... زكما عبر بنو إسرائيل من الظلمة إلى النور، ومن العبودية
إلى الحرية، ومن مملكة فرعون إلى مملكة الله... هكذا يعبر بنا المسيح
(بالمعمودية)
 


طقس ذبح الخروف ومطابقته على السيد المسيح
 

V كان يشترط في خروف الفصح أن يكون:


1- شاة صحيحة (خر12: 5)

 

أي بلا عيب...لأن المسيح كان بلا عيب...وبلا
خطية..."الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21).

2- ذكر (خر12: 5)

 

لأن الله تجسد في صورة رجل وليس أنثى...وذلك
لأن "أدم جبل أولاً" (1تي2: 13) ولأن حواء كانت في أدم
...أدم يمثل كل الجنس البشري ...
بما فيهم حواء ... وحواء
تمثل جنسها فقط فإذا جاء الله متجسداً في شكل امرأة كان
سيفدي النساء فقط ... وإذا جاء في شكل رجل يكون الفداء
للجميع، لعل هذا السبب في أن الكهنوت محصور في الرجال
فقط. .. باعتبار الكاهن ممثل
للكنيسة كلها ... وممثل لوحدتها
برجالها ونسائها ...

3- ابن سنة (خر12: 5)

 

الخروف ابن سنة...لكي يذبح وهو في سن صغير ...
وليس في شيخوخة...لأن المسيح ذبح من أجلنا وهو شاب صغير ... ولو مات المسيح وهو شيخ
كبير...من كان يستطيع أن يقول أنه مات عنا ولأجلنا؟ بل يكون قد مات مثل كل البشر
...بعد أن عاش وشاخ وشاب وشبع من الأيام...أما موته في شبابه فيعني أنه مات موتنا،
عنا ولأجلنا.

4- شاة
للبيت (خر12: 3)

 

لأن المسيح واحد...لا يمكن أن يكون للبيت
الواحد (الكنيسة) أكثر من ذبيحة واحدة (المسيح الواحد)
وبالرغم من أن كل بيت به شاة ولكننا نتكلم عن (خروف الفصح) وليس (خرفان
الفصح)...كمثل ما يوجد جسد المسيح على كل مذبح، ولكننا لا نتكلم عن (أجساد المسيح)
بل (جسد المسيح الواحد)

5- ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية (خر12:
6)


أليس هذا ما حدث بالضبط مع السيد
المسيح؟!! لقد اجتمعت عليه كل الجماعة وصرخ الجميع في وجهه أن يصلب ... وكان موته وقت العشية "بين
العشاءين" (عد9: 5) أي ما بين التاسعة والغروب.   "جماعة
الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلي" (مز22: 16)

6- ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا
في البيوت التي يأكلونه فيها (خر12: 7)

 

وهذا منظر الصليب
... الدم ينزف من الرأس ومن اليدين ... ولم يكن مسموحاً أن يوضع الدم على
العتبة السفلى لئلا يداس بالأقدام..فدم المسيح لا يداس
... "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس
ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب10:
29)

7- في البيوت التي
تأكلونه فيها (خر12: 7)

 

وهو إشارة إلى الاحتماء داخل الكنيسة ... وأنه لا يمكن للإنسان أن يتناول
خارجاً عن الكنيسة ... والكنيسة
هنا ليست المبنى الحجري، ولكن جسد المسيح الذي ننتمي له
... فلا يمكن لإنسان غير مسيحي وغير معمد أن يأكل
من فصحنا المسيحي (جسد الرب ودمه)

8- ويأكلون اللحم تلك الليلة مشوياً بالنار (خر12:
8)

 

إشارة إلى الآلام الفظيعة التي جازها السيد
المسيح ... فالشي بالنار غير
الطبخ بالماء، لذلك يؤكد "لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً
مطبوخاً بالماء، بل مشوياً بالنار" (خر12: 9) فآلام السيد المسيح كانت فظيعة كالشي
بالنار.

9- على أعشاب مرة
يأكلونه ... (خر12:
8)


وهذه أيضاً إشارة إلى مرارة حلق المسيح
أثناء الصليب ... "يبست مثل شقفة
قوتي، ولصق لساني بحنكي" (مز22: 15) "ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني
خلاً" (مز69: 21) ونحن أيضاً نتناول جسد الرب ودمه بمرارة الفم، بسبب الصوم
الانقطاعي قبل التناول. وكذلك نتناول ونحن في حلقنا مرارة التوبة والدموع
النقية.

10- رأسه مع
أكارعه وجوفه (خر12: 9)

 

الرأس هو الفكر...
والأكارع هي
الحركة...
والجوف هو المشاعر والأعماق..
فنحن نتحد بالمسيح فكراً وتصرفاً
ومشاعراً...

11- ولا
تبقوا منه إلى الصباح (خر12: 10)

 

فالسيد المسيح لم يبت على الصليب ... ومراحمه جديدة لنا في كل
صباح


12- وهكذا تأكلونه وأحقاؤكم مشدودة، وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيكم في
أيديكم وتأكلونه بعجلة (خر12: 11)

 

وهذا إشارة إلى حياة الاستعداد الدائم للإنسان
المسيحي ... فنحن نتناول جسد الرب
ودمه ... والأحقاء مشدودة ... علامة الاستعداد للعمل

 

والأحذية في الأرجل
... علامة الاستعداد للخدمة
والكرازة
 

والعصي في الأيادي
... علامة الاتكال على الله والتوكؤ
عليه

13- مع فطير (خر12:
8)

 

الفطير هو خبز خالي من الخمير ... والخمير رمز للشر، والارتباط
بالماضي ...
 

"إذاً لنعيد بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر
والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1كو5: 8) ومن يدخل في عهد مع المسيح فليترك كل
ارتباط بالخطية، والماضي الأثيم، وعبادة الشيطان وليبدأ بعجينة جديدة ليس بها خمير
قديم "كل بقايا عبادة الأوثان أنزعها من قلوبهم" (أوشية الموعوظين)

 

"إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا
عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1كو5: 7)  وكانوا يأكلون
الفطير لمدة أسبوع، لأن الأسبوع يرمز للزمان الحاضر من الأحد (بداية الزمان) حتى
السبت (الراحة الأبدية) ... فأكل الفطير لمدة أسبوع يعني
دخول الإنسان في حياة بر وقداسة وإتحاد المسيح طوال زمان غربته على
الأرض.
 

وهكذا ترى أن كل تفاصيل ذبيحة الفصح كانت تسبق
وتشير بإشارات واضحة وبليغة عن ذبيحة الصليب المقدس
... لذلك حق لمعلمنا بولس الرسول أن يقول

"لأن
فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا
" (1كو5: 7)




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +