Skip to Content

قصة وعبرة : مدرسة المشاغبين

 

مدرسة المشاغبين

 Click to view full size image

حدث قبل سنوات عديدة وفي إحدى المدن الجبلية النائية انه كانت توجد مدرسة لم يستطع أي معلم أن يسوس تلاميذها الذين كانوا فظين وشرسين للغاية ، ولذا كان المعلمون يفضلون الاستقالة على البقاء فيها. وفي إحدى الأيام تقدم معلم أشهب العينين في مقتبل العمر طالباً أن يُقبل كمعلم في المدرسة ، فتفرس مدير المدرسة العجوز بوجهه وبادره بقوله : "أتعلم ما طلبت ؟ قتلة مؤلمة ! جميع الذين علَّموا عندنا منذ سنوات لم يسلموا منها - أي من "القتلة" .

فأجاب المعلم على الفور : "سأغامر.

 وأخيرا ظهر في غرفة الصف ليبدأ التعليم . عندما همس احد التلاميذ الضخام الجثة ولنقل أن اسمه زياد قائلاً :"لن أطلب أية مساعدة منكم ، بامكاني أن أغلبه لوحدي".

 قال المعلم : صباح الخير يا أولاد ، لقد أتينا لنباشر الدراسة ! فزعقوا بأعلى صوتهم رادين له التحية . " إنني أريد مدرسة جديدة لكن لن اكتم عليكم إنني لااعرف كيف ما لم تساعدوني انتم . اعتقد انه ينبغي أن يكون لنا بعض القوانين . انتم اذكروها وأنا أسجلها على اللوح الأسود.

 زأر احدهم قائلاً: "السرقة ممنوعة ! "

وزعق آخر قائلاً "ينبغي الحضورإلى المدرسة في الوقت المعيَّن دون تأخير" .

وهكذا سجلوا عشرة مواد في القانون الجديد للمدرسة. " والآن" قال المعلم ، " لا فائدة من القانون ما لم يرتبط بعقاب للمخالف. ماذا سنفعل بالذي يخالف احد هذه البنود من القانون ؟"

 "اجلده عشرة جلدات على ظهره ، على أن يكون بلا معطف".

 "هذا العقاب شديد وموجع يا أولاد ، فهل انتم على استعداد لتطبيقه ؟

"فزعق الجميع بصوت واحد "موافقين" .

فقال المعلم عندها " إذا ، يعتبر هذا النظام ساري المفعول من هذه اللحظة في المدرسة". بعد مضي يوم واحد أو يومين وجد "زياد البدين" أن طعامه قد اختلس ، وبعد التحقيق الدقيق ظهر السارق ـ انه احد التلاميذ الصغار ، في العاشرة من عمره . في صباح اليوم التالي أعلن المعلم قائلاً : "لقد وجدنا السارق، وبموجب القانون الذي وضعتموه ، يجب أن يعاقب بجلده عشرة جلدات على ظهره ! تعال إلى هنا يا فريد !"

 تقدم الفتى الصغير مرتجفاً وهو يسير ببطء . وكان يلبس معطفاً فضفاضاً ومقفل الأزرار حتى الرقبة ، ويتوسل إلى المعلم قائلاً "بامكانك أن تجلدني بأقسى الشدة ، لكن أرجوك ، لا تطلب مني أن اخلع معطفي ! "

 " بل يجب أن تخلع معطفك ، لقد كنت أنت احد واضعي هذا القانون ! " "آه ، يا معلمي أرجوك أن تعفيني من ذلك ! " ولما لم يجد استجابة لتوسلاته ابتدأ يفك أزرار المعطف ، ويا لهول ما رأى المعلم ! لم يكن المسكين يلبس قميصاً تحت المعطف بل كانت هناك سيور حمالة سرواله على جسده النحيل وعظامه بارزة لشدة هزاله. 

"كيف يمكن جلد هذا الصبي ؟ " فكر المعلم في نفسه ، " لكن يجب أن اتخذ أي أجراء أن كنت أريد الإبقاء على هذه المدرسة " . خيم الصمت والرهيب وبدى الإنذهال على الجميع . "

كيف حدث انك بدون قميص يا فريد ؟" "لقد توفى والدي " قال فريد ، و "والدتي فقيرة جداً ، وليس عندي سوى قميص واحد ، وهي تغسله اليوم ، لقد ارتديت معطف أخي الكبير لأستدفئ به". تلعثم المعلم واحتار في أمره ، بينما كان القضيب ما زال في يده . وعندها قفز "زياد البدين" وافقاً يقول : " أن كنت لا تمانع ، اجلدني أنا نيابة عن فريد". "حسن جداً ، هناك قاعدة ثابتة تقول أن بامكان الشخص أن ينوب عن شخص آخر. فهل كلكم موافقون على ذلك ؟" خلع "زياد البدين" معطفه ، وبعد خمس جلدات على ظهره انكسر القضيب ! عندها وضع المعلم رأسه بين راحتيه ، مفكراً في نفسه .

"كيف أستطيع أن انهي هذه المهمة المريعة ؟" ثم سمعه الصف كله يشهق مسترداً أنفاسه ، فماذا رأى أمامه ؟ "فريدالصغير" يهرع إلى زياد ويلف ذراعه حول عنقه قائلاً: " أنا متأسف يا زياد لأني اختلست طعامك . لكني كنت جائعاً جداً . سأحبك يا زياد إلى آخر يوم من حياتي لأنك قبلت أن تجلد نيابة عني ! نعم سوف أحبك إلى الأبد ! " 

قارئي العزيز ، هل حدث ان احسست ان حالك هو نفس الحال الذي كان فيه فريد؟

تعديت وكسرت الشرائع والقوانين ،

  وانك تقف مذنباً في نظر الله كخاطئ " لأن الجميع اخطأوا "

  وتستحق العقاب الأبدي " فالنفس التي تخطئ هي تموت " .

  لكن يسوع المسيح رضيان يجلد نيابة عنك وهذا ما فعله على الصليب ، وها هو الآن يقدم لك رداء الخلاص ليسترك به".

  هل ستقبله كنائب عنك !

  معترفاً بخطاياك :

    ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل ان يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم . "

 

  الا تقع عند قدميه وتقول ليسوع ستحبه وتتبعه الى الأبد ؟


 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +