طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون ( مت 5 /6)
معونات الرب يسوع المسيح
معونات الرب يسوع المسيح
من خلال الابن الوحيد جاءت كل أنواع المعونات للإنسان، وكل واحدة منها أخذت اسما خاصا بها.
فعندما يجتذب إليه النفوس الطاهرة، التي لم يشوبها شائبة ولا نجاسة، مثل عذراء عفيفة، فهو عندئذ يدعى " عذراء النفوس "..
وعندما يؤدب ويعالج النفوس التي إنجرحت من ضربات الشيطان الذي أسقطها في الخطية، ففي هذه الحالة يدعى " طبيب النفوس ".
إن كل اهتماماته العظيمة بنا لا تجعلنا نستهين بقوته العظيمة أو بمحبته الكاملة للبشرية، تلك التي جعلت مخلصنا له المجد يعانى معنا أسقامنا، وأن ينزل إلى حالتنا التي في الضعف.
لأنه لا السماء ولا الأرض ولا كل البحار والمحيطات ولا المخلوقات التي تعيش في الماء أو على الأرض، ولا أي من النباتات، ولا النجوم ولا الهواء ولا كل الفصول، ولا كل الموجودات المختلفة التي في الكون، تستطيع أن تظهر جيداً سمو جبروته.
لأنه بالحقيقة هو الإله الغير محدود، الذي استطاع بغير استحالة أن يقابل الموت من خلال جسده، وبآلامه الخاصة، منحنا الحرية من المعاناة كما قال معلمنا بولس الرسول:
" لكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا " ( رو 8: 37 ).
هذه العبارة لا توحي ببساطة هذه المهمة التي قام بها ربنا له المجد، ولكن على العكس تبين لنا عظم المساعدة التي أعطيت لنا بقوة لاهوته، حتى نحصل على انتصارنا.
إن كلمة الله الخالق وحيد الجنس، هو مانح المعونة، وهو موزع مساعداته المتنوعة والكثيرة لكل الخليقة كل حسب احتياجه: فالمحبوسون في ظلام الجهل يعطيهم النور، لذلك هو يدعى " النور الحقيقي ".
عندما يقبل التائبين فهو عندئذ الديان، ولذلك يدعى " الديان العادل "، لأن :
" الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن " ( يو 5: 22 ).
عندما يقيم الساقطين من الحياة إلى أسفل الخطية، فهو يدعى " القيامة "، لأنه هو الذي قام من الموت وبعث الحياة،
هو " الخالق " لكل الأشياء بلمسة من قوته وإرادته الإلهية،
هو " الراعي "،
هو " المنير"،
هو " المغذى "،
هو "المقوي"،
هو " المرشد "،
هو " الشافي "،
هو " المقيم "،
هو الذي " دعي الأشياء التي لم تكن "،
وهو الذي " يثبت الأشياء الكائنة ".
لذلك كل المعونات الجيدة تأتينا من الله خلال ابنه الوحيد الجنس، الذي يعمل في كل حالة بسرعة عظيمة أسرع من أن ينطقها اللسان،
فلا البرق، ولا سرعة الضوء في الهواء، ولا لمحة العين، ولا حتى حركة الفكر، تماثل سرعة استجابته،
لأن القدرة الإلهية تفوق كل هذا.