سِيروا في المَحَبَّةِ سيرةَ المسيحِ الَّذي أَحبَّنا وجادَ بِنَفسِه لأَجْلِنا (( قُربانًا وذَبيحةً للهِ طَيِّبةَ الرَّائِحة )) (اف 5 /2)
تأمل : محكمة العدل الالهية
محكمة العدل الالهية
اجتمعت محكمه العدل الإلهيه برئاسه قاضى القضاه الأعظم الرب الإله الآب ضابط الكل ،
وبعضويه كل من
المدعى العام : عدل الله
محامى الدفاع : رحمه الله
وبحضور جمع غفير من الملائكه لمحاكمه آدم على سقوطه الذى ادى الى فساد الطبيعه البشريه التى خلقها الله على صورته ومثاله
صاح الحاجب بصوت جهورى اهتزت له ارجاء القاعه : محكمه
بدأ القاضى الأعظم الكلام موجها حديثه للمدعى العام قائلآ
تكلم ايها العدل ، ماذا لديك ؟
قال العدل : كسر آدم الوصيه رقم واحد من القانون الإلهى ونصها :
من جميع شجر الجنه تاكل أكلآ وأما شجرة معرفة الخير والشرفلا تاكل منها
لأنك يوم تاكل منها موتآ تموت
وعليه استحق آدم حكم الموت
القاضى الأعظم : محامى الدفاع يتكلم
قالت الرحمه : آدم مخلوق ضعيف خلق من تراب الأرض وقد اغوي من شيطان ماكر لا قبل له بمكره ولا بد من ان تجد الرحمه له سبيلآ
العدل : أنسيت يا أختى الرحمه ان الشيطان هذا كان ملاكآ وسقط وحكم عليه بالطرد من حضره الإله ونهايته ستكون فى البحيره المتقده بالنار والكبريت
الرحمه : لاحظ هنا يا أخى ان الشيطان لم يغويه احد وهو لم يخلق من تراب بل هو مخلوق نوراني
العدل : مهما كانت الأسباب آدم سقط وعقوبته هي الموت
الرحمه : ألا يكفى طرده من الفردوس ؟
العدل : لا يكفى
الرحمه :ألا يكفى شقاؤه على الأرض وانه بعرق جبينه يأكل خبزه ؟
العدل : لا يكفى
الرحمه : ألا يكفى ان يعيش هو وذريته على ارض الشقاء طوال ايامهم ؟
العدل : لا يكفى
الرحمه : ألا يكفى تعرضهم لمحاربات عدوهم الشيطان وزبانيته طوال حياتهم على الأرض ؟
العدل : لايكفى
الرحمه : ألا يكفى ان يذوق هو وذريته الموت ؟
العدل : لا يكفى
الرحمه : أليس هناك من طريق رحمه له ولذريته ؟
العدل : بل هناك ،،،، وهو الطريق الوحيد
الرحمه : وما هو هذا الطريق ؟
العدل : ان يموت عنه بار
و هناك شروط يجب ان تتوافر فى هذا البار حتى يكون فداؤه مقبولا لإيفاء العدل الإلهى حقه كاملا وهي ان يكون انسانآ حتى يفدى الإنسان
ان يعيش طوال حياته على الأرض بلا خطيئه ، كما يكون برئ من الخطيه الأصليه التى لآدم
ان يكون ذو قيمه اعلى من جميع البشر حتى يمكن ان يفدى جميع البشر ، وان يكون غير محدود
ان تكون روحه ملكه حتى يكون له ان يفدى بها غيره ، وان يكون له سلطان ان يضعها ، وان يأخذها ايضا وبهذا يقوم بالفداء بإرادته الحره
وان يبقى حيآ الى الأبد ليشفع فى البشر الى المنتهى
هنا تقدم الإقنوم الثانى ، اقنوم الإبن إلى المنصه ، وخاطب الآب
قائلآ : هانذا يا أبتى ، ارسلنى ، لأفدى بنى البشر
قال الآب : يا بني هذه مهمه شاقه
الابن : سأقوم بها
الاب : يا بني ، يلزمك ان تولد من إمرأة وتتجسد لتكون إنسانآ هل تقبل ؟
الابن : اقبل
الاب : يلزمك ان تشقى وتتعب كإنسان ، هل تقبل ؟
الابن : اقبل
الاب : كما يلزمك ان تتحمل كثيرآ من الآلام ؟
الابن : اقبل
الاب : وتدق يديك وقدميك بمسامير على صليب من خشب ؟
الابن : اقبل
الاب : ويلزمك ايضآ ، ان تجود بنفسك أي تموت وتوضع فى قبر لمدة ثلاثه أيام ؟
الابن : اقبل
الاب : حسنآ يا بني سأرسلك فى ملئ الزمان
هنا قال القاضى مخاطبآ العدل : والآن ايها العدل هل يوافيك هذا حقك كاملآ ؟
العدل : نعم
وانت ايتها الرحمه ، هل انت راضيه عن عملك الرحيم هذا ؟
الرحمه : نعم كل الرضا
صاح الحاجب ثانية : رفعت الجلسه
وصاح البعض : يحيا العدل ، وصاح البعض الآخر : تحيا الرحمه
هذا هو اتفاق العدل مع الرحمه _ فى الصليب فقط يتلاقى العدل (الذى ليس له نهايه) مع الرحمه (التى ليست لها نهايه)
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به
بل تكون له الحياة الابدية.