إِنًّما الذَّبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله . ( مز 51 /19)
مطالب المسيح الثلاثة
مطالب المسيح الثلاثة |
لم يتوقع تلاميذ المسيح أن يكون حالهم أفضل من حال سيدهم، فالتلميذ الأمين لا يتبع معلمه فقط في الحياة بل وفي الموت. فكرة موت المسيح بالنسبة لتلاميذه لم تكن مقبولة بل وبعيدة عن أذهانهم. "فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره" (مر 32:8)، والمسيح اعتبر هذه الحركة من بطرس عبارة عن حركة شيطانية لأنه ستؤدي لعدم تحقيق الهدف الذي تجسد له السيد: "فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان" (مر32:8). وعندها خاطب الشعب والتلاميذ كي لا يظنوا أن الذي يتبع المسيح سيعيش براحة وبحبوحة قائلاً: "ودعا الجمع مع التلاميذ وقال لهم من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مر34:8) موضحاً ماذا ينتظر الذين سيقبلون تعليمه ويتبعونه. مطالب المسيح الثلاث: لنكران يعني التخلي عن محبة الذات وعن كل ما في هذه الحياة أي التخلي عن كل المتطلبات الجسدية وبالإضافة لها أن نكون محبي للتعب. والتخلي عن المتطلبات البشرية يعني موت الأنا. بالنهاية نكران الذات يعني التخلي عن كثير من أمور حياتية أرضية للسير في طريق الصليب والآلام. قدرتنا على نكران ذاتنا تتحدد بمدى كرهنا للخطيئة وبمدى عمل نعمة الله فينا. كل القديسين حملوا صليبهم الذي أعطاهم إياه الرب سائرين به حتى النهاية ناكرين هذه الحياة وما فيها من أجل المسيح والإنجيل وهذا ما يعني الخلاص: "ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها" (مر35:8). "الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض تمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو24:12). وبقدر ما نحن متعلقين بهذا العالم بقدر ما هو صعب حمل الصليب، ولنواجه الحقيقة ونكون صريحين أغلبنا متعلّق بحب الذات وهذا العالم. وحب الذات له أشكال كثيرة فنراه في حب المال و التعلق بملذات هذا العالم و مرض العجُب والحقد و الملذات الجسدية و التمسك بآرائنا... الخ وإذا لا نقلع جذور حب الذات صالبين أنفسنا وأهوائنا لا يمكننا أن نكون تلاميذ حقيقيين للمسيح. فلنبتعد عن كل ما هو متجذّر فينا ويفصلنا عن المسيح، هذا التخلي عن الذات للارتباط بالمسيح صعب جداً لكن من ورائه يأتي الخلاص، هو الطريق الضيق للكنيسة. وحتى نستطيع السير فيه علينا أن نقوى بأسرار الكنيسة فنستطيع أن نواجه أهوائنا وخطايانا. آمين |