فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم ( مت 7 /12)
صلاة : يا سيدتي و والدة الهي مريم الطوباوية ملكة المخلوقات
صلاة :
يا سيدتي و والدة الهي مريم الطوباوية
ملكة المخلوقات
يا سيدتي ووالدة الهي مريم الطوباوية، ان مسكينا مقرحا بالجراح
مستكرها منظره يتقدم امام ملكة عظيمة الجلالة.
فانا هو هذا المسكين، وقد امتثلت امامك انت التي هي ملكة السماوات
والارض،
متوسلا لديك بالا تكرهي
ان تنظري الي من علو السدة التي انت جالسة فوقها،
بل ارمقيني بعين رافتك
انا العبد الخاطئ الذليل،
فانما الله قد جعلك غنية
لكي تسعفي البائسين،
واقامك ملكة للرحمة ليمكنك
ان تترافي على الاشقياء التعيسين،
فانظري اذا الي، واشفقي علي.
لاحظيني بطرف رافتك، ولا تتركيني الم تنقليني من حال كوني خاطيا
الى حال القداسة.
فانا اعلم ذاتي يقينا انني لا استحق شيئا من ذلك بل بالاحرى انني
مستاهل لاجل عدم معرفتي جميل المحسن الي، ان اعرى من النعم كلها التي حزتها من الرب
بواسطتك.
ولكن من حيث انك انت هي ملكة الرحمة، فلا تفتشين ولا تطلبين استحقاقات،
بل تفحصين عن الاشقياء المهملين لكي تسعفيهم.
فترى من هو اكثر مني احتياجا واشد من شقاوة.
فانا اعلم ايتها البتول العالية الشأن، انك بحسب كونك ملكة المخلوقات
باسرها،
فأنت هي ملكتي انا ايضا،
الا انني اريد بنوع اخص واشد التزاما ان اكرس ذاتي بجملتي لخدمتك
وعبادتك،
لكي تتصرفي بي حسبما تشاءين وتريدين،
ومن ثم اتفوه نحوك بكلمات القديس بوناونتورا قائلا:
انني اريد ان اسلم ذاتي
لولايتك ايتها السيدة لكي تعضديني وتدبري احوالي كلها، وان لا تتركيني على هواي،
فعينيني انت يا ملكتي واحفظيني ولا تهمليني على هوى نفسي، امريني
واستخدميني كما ترومين،
بل عاقبيني ايضا بالتاديب
حينما لا اسلك ضمن حدود الطاعة لك لان القصاصات التي تأتيني من يدك هي مفيدة خلاصية
لي في الغاية،
فانا افضل حال كوني عبدا لك،واعتبره اشرف لي من ان اكون متملكا
على الارض كلها،
انا لكي فخلصيني،
فانا لا اريد بعد الان ان اكون لذاتي، بل انني اهبك نفسي وان كنت
في ما مضى قد خدمتك بئس الخدمة،
لاني اهملت الفرض والموضوعات المفيدة التي كان يمكنني ان اكرمك
بها،
فارغب منذ الان فصاعدا ان
اتحد مع عبيدك المتمسكين بحبك اشد تمسكا، والمستحررين في عبادتك اكثر حرارة،
بل لا ارتضي بان احدا منهم
يسبقني في تكريمك وحبه لك ايتها الأم ملكتي المحبوبة في الغاية،
فهكذا أعد وكذلك أرجو ان اتمم وعدي بواسطة
معونتك امين.
من كتاب:
امجاد مريم البتول للقديس
الفونس دي ليكوري