مَن سأَلَكَ فأَعطِه ، و مَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه ( مت 5 /42)
هل يستجيب الله لصلاتنا ؟
هل يستجيب الله لصلاتنا ؟
" لماذا نشعر أحيانا بعدم إستجابة الطلب في الصلاة وحتى يكون اإنسان فرّيسياً في تصرّفاته ؟؟ "
نشعر أحيانا بعدم استجابة الصلاة وذلك لسببين:
السبب الأول: لا يُستجاب الطلب في الصلاة عندما لا يكون الطلب نفسه صادقا وأمينا ، أما عندما نطلب بإيمان كامل تتحقّق إرادة الله فينا ويُستجاب الطلب وتأتي هذه بثقتنا الصادقة مع الله . أن سيرة الحياة تكون دائما إيجابية والحياة ليست هي بطلب واحد فقط بل المشاركة مع الله في الحياة اليومية وبطلبات أخرى أقل أهمية وأقل مستوى .
السبب الثاني: التطابق بين الله والمؤمن . كل طلب يكون نابع من الله ذاته يجب أن يكون متطابقا بين المؤمن والله.
هنالك نواقص بين الله والمؤمن وبهذا يكون الطلب ناقص وفي كثير من الأحيان يكون طلبنا مقبولاً لأظهار مجد الله للعالم.
المؤمن يحتاج دائما الى الله ليكمّل مسيرته وهنا يكون الطلب صادقاً.
الله أحيانا لا يعطي الطلب الرئيسي للمؤمن في صلاته بل يعطي طلبا لآخر مقاربا أو مشابها للطلب الأصلي وهذه مشيئة الله ، أو يعطي الله طلب الذي يصلي لأجله المؤمن أي عندما يصلي لشخص آخر يعطي طلب ذلك الشخص بواسطة المؤمن.
ويكون الإنسان فرّيسيا في تصرفاته في ثلاث حالات:
الحالة الأولى: رفض الأعتراف بالخطأ : في هذه الحالة يكون الإنسان دائما قنوع بأنه ذكي وصانع سلام ودائما يبيّن أعماله الصالحة ويدفن الطالحة منها ويختبيء وراء الخطيئة ويتستّر عليها وخاصة عندما يدين الآخرين لأن في إدانة الآخرين هو اختلاس لحقوق الله لأن الله هو وحده فقط الديّان.
الحالة الثانية: الكبرياء: في هذه الحالة يكون الإنسان بتعامله مترفّعا عن الآخرين مع أهل بيته ومع أهل قوميته ووطنه ويعتبر الناس الذين يخدمونه وأولاده من الدرجة الثانية وهذه هي قمّة الأحتقار وبالخصوص مع الوالدين اللذين ربّونا وتعبوا من أجل راحتنا وهذه كلها ضد الروح القدس الذي يأمرنا بالتواضع التي هي عكس الكبرياء .
إذن لنراجع أنفسنا وخاصة المكرّسين كيف نحب ونحترم الآخر على غرار سيدنا يسوع المسححيث كان دائما مع الفقراء والخطاة والمرضى وبهذا نحافظ على هويتنا ومبادئنا.
الحالة الثالثة: عدم الثقة بالنفس وبالغير وبالله: في هذه الحالة يكون الإنسان عائشاً في حالة الفوضى ويميل مع كل ريح تهبّ عليه لقلّة الثقة والصدق. وهذا يؤدّي الى قلّة الإيمان والعيش تحت قوة الشهوات.
في هذه الحالة يجب مراجعة الضمير والتوبة الصادقة والعيش بكل تواضع ويكون حاضرا مع أنوار المسيح لأغناء نفسه ونفوس الآخرين من حوله لبناء ملكوت السماء في الصدق والأمان والمحبة والسلام ، آمين .
المصدر : خورنة مار توما