ورفع يسوع صوته قال: من آمن بي لم يؤمن بي أنا بل بالذي أرسلني و من رآني رأى الذي أرسلني (يو 12 /44-45)
توالي السقوط
توالي السقوط
يمكن بسبب الضعف أن يسقط الإنسان، فهو ليس معصوم. ولكن عليه أن يتوب، ويأخذ من سقطته درسا، حتى لا يعاود السقوط، عملا بقول أحد القديسين:
"لا أتذكر أن الشياطين أطغونى في خطية واحدة مرتين".
وهذه هى التوبة الحقيقية، أن الإنسان لا يعود إلى الخطية التي تاب عنه. وكل قصص القديسين التائبين تشير إلى هذا المعنى: أن التوبة كانت خطأ فاصلا بين حياتين، فلم يعودوا إلى الحياة القديمة الخاطئة.
إنها ليست حقيقة، أن الإنسان كلما تاب يعود إلى سقوطه مرات عديدة، كأن لم يتب!
إن توالى السقوط له خطورته وله دلالاته:
إنه يدل على عدم جدية الحياة مع الله.. وربما يدل على اللامبالاة والاستهتار بالقيم الروحية.
ويدل على أن القلب لم يتنق بعد، وما تزال فيه محبة الخطية مع الضعف، والانقياد إليه.
وتوالى السقوط يدل على عدم فهم للاعتراف بالخطية، كما لو كان مجرد رغبة في التخلص من عقوبة الخطية، دون التخلص من الخطية ذاته.
وتوالى السقوط يضعف هيبة الإنسان أمام الشياطين:
ويعطيهم سلطانا عليه إذ يكتشفون عدم قدرته على مقاومة الخطايا، وعدم رغبته في البعد عليها!
وتوالى السقوط قد يحول الخطية إلى عادة، وإلى طبع، ويجعل جذورها راسخة في القلب والعقل.
وبتكرارها تكمن في العقل الباطن، وتصبح مصدرا للأحلام والأفكار والظنون والشهوات بل قد تصير خطرا على الإنسان، إّذا ما تحولت إلى أعمال غير إرادية، وإلى عبودية للخطية!!
لأنه كلما سقط الإنسان، تصبح إرادته أضعف..
وقد تصبح قابليته لحياة البر أقل. وكذلك قد يصبح تأثره بالوسائط الروحية أقل، أولا يقبلها!
وحتى مع كل هذا، نعمة الله مستعدة أن تقيمه إن أراد ولكن طريقه إلى التوبة يكون صعبا