اللهُ طريقُه كامِل و قَولُ الرَّبِّ مُمَحَّص هو تُرسٌ لِكُلِّ مَن بِه يَعتَصِم ( مز 18 /31)
الخوف
الخوف
منذ اليوم الذي عصى فيه آدم و حواء الله ، و اختبأ في جنة عدن ، فان الخوف أزعج الجنس البشرى .
بالطبع ليس كل خوف سيئ . أننا نحتاج إلى الخوف الذي يمنعنا من لمس سلك كهرباء فولت عال ، أو أن نستمر في قيادة السيارة و الإشارة حمراء ، و فوق كل شئ آخر ، فأننا نحتاج إلى " خوف الله " الذي هو احترام مقدس لله الذي خلقنا .
أما الخوف الذي يعتبر ثقلا ، هو بالطبع شئ آخر .انه خوف مثير للقلق الذي يحدث في الجسم قشعريرة ، و يجمد الإنسان فى مكانه و يقتله . الله ضد هذا النوع من الخوف .
أن مفتاح التغلب على الخوف هو الأيمان ، و إذا كان عندنا أيمان ، فان الخوف لا يهزمنا .
و يقترح علماء النفس أربعة أسباب أساسية للمخاوف
1-الخوف من الاحتياج
" ماذا يكون الحال إذا فقدت وظيفتي ؟ " " ماذا يكون الحال إذا مرضت و لم استطع أن اعمل ؟ " هل هذه المخاوف حقيقية ؟
من المدهش أن الإنجيل يقول أنها ليست حقيقية ، لان الله هو المسدد الأعظم لاحتياجاتنا .
قال يسوع " فان كان عشب الحقل ..يلبسه الله هكذا ، افليس بالحرى جدا يلبسكم انتم قلياى الأيمان . فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس ...فان هذه كلها تطلبها الأمم . لان أباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون إلى هذه كلها " متى 6 : 30-32.
2- الخوف من المعاناة
ان نخاف من المرض من الأسى ، و من الوحدة . أن الله لا يقينا من كل المعاناة ، لاانها جزء من الحياة و لكنه سوف يضع لها حدا و سوف يتحكم فيها ، و سوف يستخدمها لصالحنا .
أن المعاناة تعطينا فرصة لان نعرف ان يسوع موجود .
لقد كان هذا هو اختبار بولس ، فقد طلب من الله ثلاث مرات ان يزيل مرضه
و قال الله له "لا" فاضاف بولس " فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل . فبكل سرور افتخر بالحرى في ضعفاتى لكي تحل على قوة المسيح "
3- الخوف من الفشل
اننا نخاف ان لا نبلغ هدفنا في الدراسة أو في العمل ، أو في المواقف الاجتماعية ، أو في المنافسة ، أننا نخشى الفشل لأننا نعتمد على أنفسنا ، و عادة ما نريد رغباتنا و ليس رغبته هو .
أن الإصحاح الأول من سفر يشوع يعطينا ثلاث قواعد للنجاح : التقدم للأمام ( عبور الاردن عدد 2 ) ، الثقة في الله ( أن يتشدد يتشجع عدد 7 ) ، أن يقبل الإرشاد عن طريق كلمة الله ( العمل بحسب ما تقوله الشريعة عدد 8 ) و الله بدوره يعدنا انه " لا أهملك و لا أتركك "
4-الخوف من الموت
هناك ترنيمة قديمة تقول كل شخص يريد ان يذهب للسماء ،
و لكن لا يريد أحد أن يموت " أن الأخبار السارة تقول أن يسوع قد انتصر على الموت ، و لا يحتاج أي شخص يؤمن به أن يخاف من الموت . قال يسوع ، ؟ أنى أنا حي ، فانتم تحيون "
في عالم ملىء بالخوف ، الله يعرض علينا ان نتحرر من كل مخاوفنا.
اصنع من خوفك طاقة مفيدة
1- استغل ذلك في تذكر كل أسباب الخوف عندك على حدة، واسترجع الماضي، واسأل نفسك هل الأمر يستلزم كل هذا الخوف؟ أم أنه نوع من التشاؤم أو بتأثير بعض المحيطين بك دون إبداء الأسباب المقنعة؟
2-لا تتحدث دائماً عن مخاوفك وسلبياتك حتى لا يبتعد عنك الآخرون ولا تجسم مخاوفك أمام نفسك فتعتقد أنه لا حل لها.
3- تخيل نفسك تواجه أحد هذه المخاوف وتخيل أنك تواجهها بإيجابية وشجاعة وسيطرة. قد تجد صعوبة في البداية، لكنه تدريباً يعينك على التخلص من خوفك.
4- لا تدع الخوف يسيطر عليك فتصبح عبداً له، وتذكر أن الله يرعاك ويحبك ويعلم ما تعاني منه، ادعه يستجيب لك ويحررك وينقذك مما يضايقك أو يخيفك، وثق في مقدرة الله ورعايته لكل أمور حياتك.
تذكر الله يدعوك اليوم قائلاً لك "لا تخف". إنها ليست كلمات إنسان فيكذب ولا مجرد كلمات تشجيع لنفسيتك ولكنها كلمة الله الصادقة الأمينة.
هو يريد أن يحررك من كل خوف في حياتك ويملأك بالسلام والأمان.
يريدك أن تكون مثل داود ممتلأً بالإيمان واثقاً في إلهك فتهزم المخاوف وتتحدى التهديدات وتتشدد بالرب لتهزم كل أعدائك.