أما الجبناء وغير المؤمنين والأوغاد والقتلة والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذابين، فنصيبهم في المستنقع المتقد بالنار والكبريت: إنه الموت الثاني (رؤ 21 /8)
الندم
الندم "ندمت عن الشر الذى صنعته " إرميا 42 : 10 )) + الندم (Regret) هو الحزن والأسف الشديد، مع لوم النفس، عن فعل أو تصرف، أو قول معثر ( أو شرير ) يُغضب الله والناس، ويجلب العقاب أو التوبيخ . + وقد يكون الندم من توبيخ الروح القدس للنفس الخاطئة، التى جرحت قلب الله المحب، بفعل الشر أو الدنس، وما يترتب عليه من أضرار مختلفة. + وقد يقود الندم الشديد إلى دفع القلب للبكاء، وسرعة طلب التوبة والإعتراف بالخطية، أو طلب الصلح مع المخطئ إليه، معلناً أسفه وندمه على ما فعله بحماقة، بروح الإتضاع، والسعى للسلام والصلح، كما علّمنا السيد المسيح (مت 5). + وقد يدفع شيطان اليأس النفس الغير حكيمة، إلى الندم الشديد، وفقدان الرجاء فى الخلاص، كما فعل يهوذا الأسخريوطى وأنتحر!!. + والإنسان القاسى القلب، ذو الضمير الميت (المُخدر أو النائم) لا يحس بلوم، أو بتوبيخ للضمير على ما أقترف من إثم أو ذنب، وفى كبريائه يلوم الآخرين، ويرفض لوم نفسه، فيصّعبُ إعترافه وتوبته، أو يبرر ما فعله من شر، بسبب الظروف أو الحاجة، أو بسبب الغير ........ الخ، فلا ينصلح حاله لعدم ندمه. + ومن أجمل الأمثلة عن نتائج الندم السليم، رجوع الإبن الضال إلى نفسه، وإلى أبيه بسرعة، بعدما قاسى من نتائج الهرب والعصيان ( لو 15). + وندم القديس بطرس على زلات لسانه، وبكى بكاءً مراً، فرحمه الله. + كما يشير العهد القديم إلى ندم بنى اسرائيل مرات عديدة بعد كل خطأ ضد الله، وعقابه الشديد لهم (قض 21 : 6 ، 15)، ثم يرجع عن حمو غضبه ويعود فيرحمهم، ولا سيما بعد شفاعة موسى من أجلهم. + وليت كل إنسان لا يفعل الشر، حتى لا يسوقه إلى الندم الشديد، وإلى الحزن والألم النفسى الحاد، بسبب الإساءة إلى الله، وربما يؤدى إلى ضياع مستقبله الأرضى والأبدى أيضاً، لأنه يحصد من نفس ما زرع من فساد . + ويجب ألاّ يقودنا الندم الزائد عن الحد إلى اليأس والهرب من أب الإعتراف، ونيل الخلاص، فطالما كان الإنسان فى الدنيا ، فإن باب التوبة مفتوح أمامه حتى آخر نسمة، والرب يقبل كل من يأتى إليه (يو 6 : 37) مهما كانت خطاياه ثقيلة جداً. + ويبقى أن نعلم أن عبارة "ندم الرب عن الشر الذى كان مُزمعاً أن يفعله" فإن الفعل"ندم"غير دقيق فى ترجمته العربية، حيث أنه فى الآيات الكثيره الموجودة (خر 32 : 24)، ( 2 صم 24 : 16)، (إر 26 : 29)، (عا 7 : 6)، (مز 106 : 45)، (يون 3 : 10)، (عب 7 : 21)، " ندم الرب " :أى رق حاله، أو لان قلبه، والترجمات الإنجليزية Repented أى يتأسف، أو يرجع عما سيفعله، أو يتوب، وليس Blamed (أى لام نفسه عما فعله)، ليس الله إنساناً فيكذب ، أو يندم ، (عدد 23 : 19)، " ولا يكذب ولا يندم " (1 صم 15 : 29)، ( زك 8 : 14) والمعنى: أنه رق حاله، وعاد عن الإنتقام من الأشرار، فور توبتهم . + ومن الأفضل للخاطئ أن يندم الآن، من أن يندم الندم الدائم فى جهنم !! كما أن الندم فى العالم، يقود إلى التوبة والصفح ونيل الخلاص المجانى . + أما الندم بعد الموت، فليس له فائدة، كما يتضح من حوار أبونا ابراهيم أبو الأباء، مع الغنى البخيل، الذى مات فجأة ة وتبعته قسوته وأنانيته (راجع مثل الغنى ولعازر فى لوقا 16 : 19 ? 31) . وهو خير درس لكل نفس تسير بنفس القياس. + وقال أحد الأباء القديسين: "ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه دائماً" وهى نصيحة صالحة ومريحة ونافعة، وليتنا نفعل !! |