إذا أحب بعضكم بعضا عرف الناس جميعا أنكم تلاميذي (يو 13 /35)
قصة وعبرة : محبة أقوى من الموت
محبة أقوى من الموت
قبل التطور الشديد لمحطات السكك الحديدية, كان هناك جسر متحرك فوق نهر كبير. وفي معظم ساعات اليوم يكون هذا الجسر مفتوحًا فى وضع يكون فيه الجزء المتحرك بطوله مُوازٍ لشاطئ النهر، ليسمح بمرور السفن, ولكن فى بعض الأوقات من اليوم، كانت هناك قطارات تعبر النهر من شاطئ إلى الآخر،حيث كان يدار الجزء المتحرك من الجسر، بحيث يكون عموديا على النهر مما يسمح بمرور القطارات في سلام.
كان هناك رجل يعمل في هيئة السكك الحديدية كعامل "تحويلة" أو "محولجي"، وهو يقوم بعمليات فتح وغلق هذا الجسر عند اللزوم، وكان هذا الرجل يقيم في بيت صغير مع أسرته بجوار شاطيء النهر.
وفي أحد الأيام عند الغروب كان الرجل يترقب قدوم آخر قطار لهذا اليوم, وعندما سمع الرجل صوت القطار من على بُعد، بدأ يستعد ليغلق الجسر ليكون عموديًا على النهر حتي يعبر القطار بسلام للجانب الآخر من النهر، واقترب القطار وهو يزمجر ويصفِّر بصوته العالي المرتفع، وبينما الرجل يستعد ليغلق الجسر رأى ما لم يكن يريده ولا يتوقعه، ولم يفكر فيه من قبل!!! رأى "ديفيد", نعم .. "ديفيد" ابنه الوحيد الذي لم يتجاوز بعد السابعة من عمره، يلعب بين متاريس الجسر الهائلة، وعندها تجمد الدم في عروق هذا الأب، الذي بدأ بأعلى صوته ينادي على ابنه:
لكن صوت القطار جعل من المستحيل على "ديفيد" يسمع النداء، وكان الوقت أقل بكثير من أن يذهب الرجل ويُخرج ابنه من هذه المنطقة وإلا سيغرق القطار الذي كان مملوًّا بالآلاف من الركاب، سيغرق في أعماق النهر.
آه .. كان على هذا الأب في لحظة من الزمان أن يختار إما أن ينقذ ابنه ولا يغلق الجسر، ولكن سيغرق القطار بالركاب في أعماق النهر؛ وإما أن يضحي بأبنه ويعبر القطار بسلام.
ياله من اختيار صعب واجهه هذا الأب .. وعندها اختار هذا الأب العجيب في تضحيته, اختار أن ينجي القطار.
ان الاب السماوى ضحى بأبنه لكى لا يهلك كل من يؤمن به.