لا تسرق
النبيّ ايليّا من خلال الأيقونة - عبود متري
حي هو الرب
(2ملوك 2:2)
النبيّ ايليّا
ظهر النبي العظيم ايليا (معنى إسمه العبري هو إلهي يهوه) التشبيثي (التشبيثي تعني الغريب، إما لأنه كان من مدينة تِشبه الواقعة شرقي الأردن في منطقة جلعاد، او لأنه كان غريباً بمعنى أنه كان مختلفاً عن غيره لأنه كان يقضي الكثير من وقته في الصحراء في حضرة الله، متعبّداً له، إلى اليوم الذي دعاه الله ليكون نبياً) قرابة عام 875 ق. م. فجأة في التاريخ الدينيّ أثناء حكم الملك أخاب.
الكتاب المقدّس لا يقدّم لنا الملك أخاب في عظمته الاقتصادية او السياسيّة كما نقرأ في التاريخ، بل ينتقده انتقاداً شديداً باعتباره الرجل الشرير الذي تحوّل من عبادة إله إسرائيل إلى عبادة الأوثان، وانقاد إلى إيزابيل زوجته التي عملت جهدها كلّه لتبيد عبادة الإله الحيّ الحقيقيّ وتقيم عبادة الأوثان فقتلت انبياء الله الأتقياء، ونشرت عبادة الوثنية، برضى زوجها الملك أخاب.
المطر يتوقّف
|
وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي]. Ki 17:1)
وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ لَهُ: [انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ].فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ. (1Ki 17: 2-6) |
السؤال المطروح هنا هو لماذا أمر الله الغربان أن تقوت النبي وليس طيراً أخر؟
نحن نعلم أن الغربان تكره أبناءها كثيراً، وهي لا تقوت صغارها كبقية الطيور الأخرى، ولكنها تدعها في العش وتغادر. وإذ تجوع تلك طالبة القوت، تصرخ إلى الله، فيشفق عليها ويرسل لها الحشرات وتقتات، حتى تتوصل إلى سن تقوى فيها على الطيران. ويؤيد صحة هذا القول، كتاب سفر أيوب، قائلاً: "مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟" (Job 38:41)، وبالمثل قال النبي داود: الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ. (Psa 147:9)
بما أن الغربان، كما سبق فقلنا، تكره أبناءها ولا تقيتها، أرسلها الله لاقاتة النبي كعلامة مميزة وكأن الله يقول للنبي: "وأنت يا إيليا! غير رحوم، ولا تشفق على الحيوانات والناس، بل تطلب إلي ألا أمطر كي يموتوا".
النهر يجفّ
وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ النَّهْرَ يَبِسَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي الأَرْضِ.
(1Ki 17: 7)
يريد الله أن يعلّمنا أن نتّكل على شخصه وليس على عطاياه.يريدنا الله أن ندرك ان سواقسه لا تجفّ أبداً ويطلب منّا أن نختبر معنى قول يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». (Joh 4:13-14)
أرملة تعول ايليّا
(1Ki 17: 8-24)
وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ:
[قُمِ اذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ الَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ].
فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَاناً، فَنَادَاهَا وَقَالَ:
[هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ].
وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ مَرِضَ ابْنُ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدّاً حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ.
فَقَالَتْ لإِيلِيَّا:
[مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللَّهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟]
فَقَالَ لَهَا: [أَعْطِينِي ابْنَكِ]. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ.
وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ:
[أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَأَيْضاً إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟]
فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ:
[يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ].
فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ .
فَعَاشَ
فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لِأُمِّهِ.
وَقَالَ إِيلِيَّا:
[انْظُرِي. ابْنُكِ حَيٌّ!]
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا:
[هَذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللَّهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ].
من هو النبيّ الحقيقيّ؟
النبيّ الحقيقيّ هو الذي يستخدمه الله ليقيم به الأموات موتى الخطيئة الى حياة التقوى ومخافة الله.
تُرى كيف حقّق ايليا هذه المعجزة؟ ولماذا؟ أليس غريباً أن نرى رجلاً عظيماً يصرف وقتاً ومجهوداً على هذا الجسد الفاني، فيلتصق بذلك الميت، الذي ينجّسه كما تقول شريعة موسى؟
تناسى ايليا هذا كلّه بتواضع حقيقيّ وبدأ يصلّي دون أن يتطرّق اليأس الى قلبه. هذه الصلاة تذكّرنا بقول المسيح: يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (Luk 18:1) ويقول التقليد اليهودي ان هذا الولد كبر ليصبح يونان النبي، الذي أرسله الله الى أهل نينوى كارزاً بالخلاص.
"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (Joh 3:16)
الله يواجه الوثن
(1Ki 18: 25-39)
فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ:
[اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلَكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً].
فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ: [يَا بَعْلُ أَجِبْنَا]. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ.
وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ:
[ادْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلَهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!]
فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ.
وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
[تَقَدَّمُوا إِلَيَّ].
فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. رُجُوعاً].
فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ.
فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذَلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: [الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ! الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ!].
"غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي"
(Joh 2:17)
وكما ورد في المقطع الإنجيلي انه في السنة الثالثة طلب الله من إيليا ان يذهب الى آخاب وعندما إلتقى الاثنان في البستان إتهم آخاب إيليا بانه جلب كل المتاعب بسبب الجفاف الذي حصل. فاجابه إيليا ان الجفاف وانحباس المطر انما هو بسبب مخالفته لوصايا الله. ثم طلب من الملك ان يجمع كهنة
امّا التحدي فكان التالي: ان يختار الكهنة ثور ويضعوه على الحطب ويصلوا لالههم. وهو يصنع كذلك والذي تستجاب صلاته بالنار يكون الاله الذي يعبده حقيقي. قبَلَ انبياء البعل التحدي قدموا الذبيحة وصاروا يصلون لالههم مرت ساعات ولم تُستجاب وكان النبي إيليا يقاطعهم قائلاً: اصرخوا أكثر فلعلّ البعل مشغول او مسافر او نائم. عند الظهر تعب الانبياء ولم تُرسل النار عندها بنى إيليا مذبحاً بسيطاً للرب وضع الذبيحة ثم طلب من الرجال ان يصبوا ماء عليها وصلّى إيليا امام الذبيحة "استجبني يا رب استجبني لكي يعرف بنو اسرائيل انك انت وحدك الله" فارسل الله ناراً أحرقت الذبيحة وحجارة المذبح أيضاً والمياه. فلما رأى الشعب ذلك قالوا " الرب هو الله" وكان ان عند المساء نزلت الأمطار. اما الملكة إيزابيل غضبت وارسلت في قتل إيليا لكنه هرب في تلك الليلة. وبعد مسير يوم نام فاذ بملاك الرب يلمس إيليا قائلاً: قم وكل" فتطلع فاذ كعكة وكوز ماء. ثم سار بقوة تلك الأكلة 40 يوم إلى جبل سيناء حيث استلم موسى الوصايا العشرة وكلم الله إيليا " ماذا تفعل هنا ؟" فاجاب إيليا "يا رب ان بني اسرائي يعبدون بعل وقتلوا انبياءك ويريدون قتلي" لكن الله اخبر إيليا بانه يريد منه ان يرجع فاطاع إيليا وعاد. في طريقه اختار اليشع نبي يُكمل رسالته وعادا معا الى الملك آخاب فوجداه في بستان الكرم الذي أخذه بعد ان تسبب هو وزوجته الملكة بقتل صاحب الكرم فتنبأ إيليا لهما بان الملك سيموت قتلاً في احدى المعارك والملكة إيزابيل ستُرمى من النافذة ويأكل الكلاب جسدها. وبعد سنوات تمت نبوءة النبي إيليا .
أمّا نهاية إيليّا فكانت كالتالي: طلب من أليشع ان يقول أمنيته الأخيرة من إيليّا فطلب اليشع قوّة روحيّة كالتي يتمتع بها النبيّ ايليّا انما مضاعفة . فقال له إيليّا ان سمح الله ورأيتني كيف أُخذ إعلم انك حصلت على تلك القوة ّواذ بمركبة نارية فصلت بينهما وصعد إيليّا مع العاصفة وأخذ اليشع رداء إيليّا الذي وقع على الارض ورجع الى النهر فضرب به مياه النهر فانفلقت عندها علم اليشع ان الله وهبه القوة.
عن ايليّا النبيّ للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
أريد أن أتكلم عن ايليّا، هذا الرجل الذي رُفع الى أعالي السماوات بسبب غيرته على الرب. هذا الذي قال له آخاب الملك: "انت مُقْلقُ اسرائيل"، فأجابه ايليا: "لم أُقلق اسرائيل انا، بل انت وبيت ابيك". الا ان هذا لما سمع إيزابيل امرأة آخاب تقول: "كذا تفعل الآلهة بي وكذا إن لم أجعل نفسك في مثل الساعة من غدٍ كنفس واحد من الكهنة الذين قتلتهم"، هرب مبتعداً عن المكان مسافة اربعين يوما مشياً. كلمة سمعها من امرأة فهرب بسببها. تصرّف ايليا في كل أعماله تصرُّف عتوٍَّ وقساوة. فلما كان بمعزل عن الخطيئة ظهر متجبّرا الى أقصى حدود التجبّر. الا ان الله سمح بعثاره وهيأه تلك التهيئة حتى يجعل الرحمة التي أُنعم عليه بها ألطف جانب في معاملته للقريب... بعد اربعين يوما وافاه الله، وأقبل السيد على عبده إذ كان الله مملوءا من الرحمة والعطف. فسأله الله: "ما بالك ههنا يا ايليا؟". فكأن الله يقول له: "انك هربت، فأين الثقة بي؟ تلك حالةٌ تعلمك أن لاتثق بنفسك...". أجابه ايليا وكأنه الآن غيَّر أفكاره السابقة، قال: "ايها الرب انهم قد نبذوا عهدك وقوَّضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف، وبقيت انا وحدي، وقد طلبوا نفسي ليأخذوها". فقال له الله: "كلا لم يكن هذا سبب هربك، ولستَ وحدك يا ايليا لم تسجد لدى بعل، بل قد أبقيتُ في اسرائيل سبعة آلاف ركبة لم تجثُ للبعل". لامه الله على هربه، وليس على هربه فقط، بل على أن كلمة امرأة أنزلت به مثل ذلك الخوف. لقد اراد الله أن يجرّب ايليا ليُفهمه بأن الاعمال التي قام بها لا يجب أن ينسبها الى نفسه بل الى قدرة الله. ايليا الذي كان يغلق السماء تارةً فلا تمطر، وتارةً يُهبِط النار من السماء على مذبح المحرقة، سمح الله بأن يسقط سقطة صغيرة، لكي يرتدي من بعدها ثوب المحبة...
بشفاعة نبيّك ايليّا، يا ربّ،
ارحمني انا عبدك الخاطئ