طوبى للإنسانِ المُتَّكِلِ علَيكَ يا رَبَّ القوات (مز 84 /13)
معجزة شفاء يسوع لمفلوج - المطران جاورجيوس
شفاء يسوع لمفلوج
المطران جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
كفرناحوم في الجليل هي المدينة التي اختار السيّد السكنى فيها بعد ان ترك الناصرة.
مرّة كان مجتمعًا الى التلاميذ وأحبائه في أحد البيوت. البيوت الفلسطينيّة طبعًا معظمها صغير، واكتظّ الناس الذين كانوا حول المعلّم.كان يخاطبهم بالكلمة. ما عدا صنع العجائب، هذا ما كان الربّ يفعله اذا واجه جمهورا.
كان المسيح يستند الى العهد القديم الذي كان الناس يعرفونه ليصل الى رسالته هو.
أثناء جلوسه في هذا البيت أتى اليه أربعة رجال يحملون مخلّعًا اي مفلوجًا، ولما رأوا أنّهم لم يقدروا أن يصلوا إليه نقبوا السقف الذي كان مبنيًا كسقوف بعض البيوت اللبنانيّة في الجبل. السقف قائم من تراب مرصوص على خشبات متوازية.
غاية النقب ان يُدَلّوا المريض المستلقي على سرير الى الموضع الذي كان يسوع جالسًا فيه.
هـم كانـوا يـنـتظرون أن يشفيه الرب توّا منذبدء اللقاء، غير أنّه قال: يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. اعتبر بعض القائمين هناك أنّ هذا تجديف بمعنى أنّ هذا الرجل يجعل نفسه إلهًا.
وتعجّبهم كان في محلّه لأنه لا نبيّ في هذه الأمة ولا معلّم للشريعة كان يغفر الخطايا او يُعلن لإنسان أنّ خطاياه مغفورة.
ردّ يسوع على موقفهم بقوله: ما الأيسر، أن يـُقال مفغورة لك خـطاياك، أم أن يُقال قمْ واحملْ سريرك وامشِ.
الفـكرة أنّكـم رأيـتم أنتم مرارًا أنّـي اصنع عجائب وأُقيـم المفلوج وغير المفلوج من مرضه، ولكنّ إعلاني الغفران لهذا المريـض شيء جديـد ولا تعرفونه في تراثكم.
ولكي تتأكّدوا صحّة ما قلتُه في الغفران اسمعوا هذا: إن ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا. كأنّه يقول أنا ابن البشر الذي تحدّث عنه دانيال. أغفر لأني جئت من الله وأشفي وقد رأيتم هذا، وهذه القوة تأتيني من فوق.
بعد أن قال يسوع للمريض: قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك قام فورًا. وخرج المفلوج.
هل نحن نفتش عن يسوع كما فتّش عنه الذيـن كانـوا حاملي المخلّع. هل نـُزيل الحواجز التي تـمنعنا من الاتـصال به كما فعلوا لمّا نـقبوا السقف؟
عنـدما نـكون في الخطيـئة نـسعى إليـه، واذا كنـا في البِـرّ نـسعى إليـه أكثر. ذلـك أن حياتـنا من يـسوع وفي يسوع. واذا ذهبـنا عنـه نضيـّع الوقـت والجـهود.
شرط ذهابـنا اليـه أن نـؤمن أنّ الخطيئة فالج اي أنّها تُعرقل سيرنا الى السيّد.
عندما نرى أنفسنا على صدره
كما فعل التلميذ الحبيب في العشاء السري
نعرف أنّ لنا طمأنينة وسلامًا به.