طوبى لِلإِنْسانِ الَذي يَسمعُ لي ساهِرًا عِندَ مَصاريعي يَومًا فيَومًا حافِظًا عَضائِدَ أَبْوابي (ام 8 /34)
أنتم دائماً تقاومون الروح القدس (أع7: 51) - الاشمندريت الياس مرقص
أنتم دائماً تقاومون الروح القدس
(أع7: 51)
الاشمندريت الياس مرقص
رئيس دير مار جريس الحرف
لما واجه القديس استفانوس أول الشهداء الشيوخ و الكهنة اليهود قال لهم: "أيها الرجال الإخوة و الآباء اسمعوا"(أع 7 : 2) . و هنا إشارة على أهمية كلامه الجوهري ( و كان وجهه كأنه وجه ملاك). و في ختام خطابه قال لهم :
" أنتم دائماً تقاومون الروح القدس"
فبماذا يقاومون الروح القدس؟ هذا السؤال يطرح علينا و هو سؤال جوهري في حياتنا مع الله.
*- ففي خطابه الطويل ينبغي ذكر ما يلي فقط كما فعلت الكنيسة يوم عيده.
إنه ذكر أولاً أبا الآباء ابراهيم و كيف خرج من أرضه و من عشيرته و انتقل إلى اليهودية.
*- ثم قال:" و لم يعطه الله فيها ميراثاً حتى و لا موطئ قدم".
*- ثم قال:" سليمان بنى له بيتاً و لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي".
*- و مما قال:" أي نبي من الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟".
*- فيتبين من ذلك أن مقاومة الروح القدس هي التمسك بما نحن فيه و عدم الخروج منه إلى حياة أفضل.
أي إنه عدم الإيمان و عدم الانفتاح لمشيئة الله. و عندما لا يكون إيماننا إيماناً حياً (كما نقول في آخر القداس الإلهي) أي ليس إيماناً فاعلاً،
بل إيماناً نظرياً (كإيمان الشيطان الذي يؤمن أيضاً بوجود الله) لا يغير حياتنا، فنحن نقاوم الروح القدس، و هي الخطيئة الكبرى.
*- فكم يجب أن ننتبه إلى ذلك، و نخرج من ذواتنا العتيقة، تائبين و سالكين طريق الحياة الجديدة، بالشكر و التسبيح و الفرح الحقيقي، آمين.