Skip to Content

التوبة و المناولة - المطران سابا أسبر

التوبة و المناولة

Click to view full size image

عن كتاب " كلمات من القلب " للمطران سابا أسبر .

 بين الممارسة القديمة التي تقضي بعدم التقدّم من القرابين المقدّسة إلا في الأعياد الكبرى، أو تحدّد فترة طويلة بين مناولة وأخرى ، والممارسة الجديدة التي تطلب التناول المتواتر في كل قداس إلهي إن أمكن ،

بات كُثر في تشويشٍ حول قضيّة الاستعداد والتهيئة لتناول جسد الرب ودمه . 

بدءاً لا بدّ من التذكير بأنّ القدّاس الإلهيّ يقام من أجل اشتراك المؤمنين بجسد الرّب ودمه وتالياً التعليم المسيحيّ يقضي بأن يشترك المؤمن في القداس الإلهي ، لا أن يحضر فقط ، وهذا يتم باشتراكه في المناولة المقدّسة .

هذا الاشتراك هو اتّحاد المؤمن بالرب من ناحية ، واتّحاده بإخوته المؤمنين من الناحية الأخرى . 

16465_352597750225_737995225_10057388_3943184_n.jpg

لكنّ التعليم الكنسيّ يقضي أيضاً بأن يستعدّ المؤمن ويتهيأ للاشتراك في القدّاس الإلهيّ . وإلا فإنه يأخذ دينونة لنفسه على قول القدّيس بولس. هذا وقد رتّبت الكنيسة جملة ممارسات تساعد المؤمن على التهيئة اللائقة ، منها الانقطاع عن الطعام والشراب قبل الذبيحة الإلهيّة ، وتلاوة الصلاة الخاصّة بالاستعداد للمناولة ، والمعروفة بصلاة المطالبسي .

ومنها ما هو أساس ولا غنى عنه أبداً كمصالحة من كان على خصام معه ، وإصلاح ما انقطع مع إخوته الذين آذاهم أو آذوه ، وممارسة سر التوبة والاعتراف من حين إلى آخر .

هذا تنادي به الكنيسة لأنه يجب أن يكون علامة التوبة الدائمة المطلوبة من كلّ مؤمن، والتي تالياً وحدها تؤهله للتقدّم من الأسرار الطاهرة . 

أريد طرح أمرين ، أوّلهما سرّ الاعتراف الذي لا يمكن أن تكون للمؤمن توبة صحيحة من دونه . ألا يلفت النظر العدد الغفير الذي يتقدّم في كل قدّاس إلهي من الكأس المقدّسة ، مقارنة بالعدد الذي يتقدّم ولو لمرة واحدة في السنة ، من سر الاعتراف .

لماذا يشارك المؤمنون دوماً في سر الشكر ، أي المناولة ،

 ولا يشارك أغلبهم في سر التوبة والاعتراف؟. 

توجد علامة استفهام كبرى على صدق التوبة عند هؤلاء المؤمنين . ولذا بتنا نشاهد أناساً متخاصمين يتقدمون بكلّ وقاحة من الكأس المقدّسة . 

الأمر الثاني هو الصوم أو الانقطاع عن الطعام والشراب قبل المناولة . لم تضع الكنيسة هذا الترتيب عبثاً وإنما لفائدة المؤمنين ويقضي الترتيب بأن يمتنع المؤمن عن أي طعام أو شراب منذ منتصف الليلة السابقة للمناولة .

هذا يتضمن ألا يمضي المؤمن ليلته في السهر والاحتفال ، ومن أجل هذا منعت الكنيسة إقامة الأعراس ليلة السبت لأن الأعراس ترافقها ولائم وحفلات تمنع المؤمن من الاستعداد للمناولة المقدّسة في صباح الأحد . 

خلاصة الكلام: لا يجوز للمؤمن أن يمتنع عن الاعتراف كليّاً ، فليمارسه أقلّه في السنة، ولا يجوز له أيضاً أن يتناول أي طعام أو شراب قبل المناولة ، إلا ببركة من الأب الروحيّ في حال المرض .

أرجو أبناءنا التقيّد بهذه التوجيهات من أجل بنياهم الروحيّ وخلاص نفوسهم.

 

 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +