وفي الساعة الثالثة صرخ يسوع صرخة شديدة، قال: ألوي ألوي لما شبقتاني؟ أي: إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ (مر 15 /34)
كلمات للروح للأب بورفيروس
كلمات للروح للأب بورفيروس
1- التواضع و الكآبة: قال لي الشيخ يوماً: "العقدة النفسية شيء، والتواضع شيء آخر. الكآبة شيء، والتوبة شيء آخر".... على الإنسان المسيحي أن يتحاشى العبادة المرضية: بقدر ما يبتعد عن الشعور بفضيلته (الكبرياء)، فليبتعد بالقدر نفسه عن الشعور بدناءة خطيئته. زارني مرةً طبيب نفسي كان ينتقد المسيحية لأنها، على حد قوله، تسبب شعوراً بالذنب والكآبة.
أجبته: أنا مقتنع بأن بعض المسيحيين يقعون في فخ الشعور بالذنب من جراء أخطائهم أو أخطاء الآخرين لكن عليك أن تقبل بأن الأشخاص العالميين يقعون في فخ مرض أسوء وهو الكبرياء. الشعور بالذنب يزول، بالقرب من المسيح، بالتوبة والاعتراف، أما كبرياء الأشخاص العالميين الذين يعيشون بعيداً عن المسيح فلا يزول".
بتحديدات الشيخ هذه، توضحت لي بعض التساؤلات بخصوص بعض المشاكل النفسية في الحياة المسيحية. فهمت أن الشيخ أرادنا أن نهرب من الكبرياء المتخفية في فضيلة تبرير الذات "الفريسية المسيحية" أو إدانة الذات المسيحية من ضمير يرهب الخطيئة.
ورأيت جسارة الذين يشعرون بأنهم"أنقياء"، وجبن الذين يشعرون أنهم "مذنبون" لا يختلفان جوهرياً، وأنهما وجهان لعملة واحدة ألا وهي الكبرياء.
لأن المؤمن الحقيقي يتحرر من الشعور بالذنب بالاعتراف والغفران ويفرح بتلك الحرية التي منحه تلك الحرية التي منحه إياها المسيح.
2-الراهب: مرةً كان الشيخ يتمشى في الغابة فالتقاه أحد الأساقفة. وعندما علم أنه راهب، شكا له بأنَّ الرهبان يتركون لهم الجهاد الاجتماعي المسيحي، ويلوذون بالهرب إلى الجبال مهتمين فقط بخلاص نفوسهم. كان الشيخ يسمع وهو منحني الرأس.
ولما توقف الأسقف عن الكلام قال له: "أيها السيد، أنتم تتكلمون وكلماتكم تذهب من أفواهكم إلى أذن الناس. أما الرهبان فيتكلمون وكلماتهم تذهب أولاً إلى أذن الله، وبعد ذلك تصل إلى آذان الناس".
وكلمات الشيخ تذكّر بجملة قالها أحد الآثوسيين: "ليست المسألة بوجود الراهب قريباً منا، بل قريباً من الله، لأنه بمقدار ما يقترب من الله، بقدر ما يصير قريباً منا".
3- ساعة الموت- المجيء الثاني: كنت يوماً في قلايته، فسألته: أيها الشيخ، يجري كلام كثير عن الرقم 666، وعن اقتراب مجيء المسيح الدجال- كما يؤكد البعض بأنه قد أتى- وعن الوشم الالكتروني في اليد اليمنى أو الجبهة، وعن تصادم المسيح مع ضد المسيح وحقِ هذا الأخير عند المجيء الثاني.
فماذا تقول أنت عن هذا كله؟ أجاب الشيخ: "ماذا أقول؟ أنا لا أقول بأني رأيت العذراء، و بأنه ستجري حرب وأمور أخرى كهذه. أعرف أن المسيح الدجال سيأتي، وأن مجيء الرب الثاني سيتم، و لكن متى لا أعرف.
غداً، بعد ألف سنة، لا أعرف. ومع ذلك لا أشغل بالي بها و لا أقلق، لأني أعرف أن ساعة موت كل واحد منا هي مجيء الرب الثاني، وهذه الساعة هي قريبة جداً.
4-عندما نتقدس نحن: كنا والشيخ يوماً في السيارة. ولحظت في وقت ما أننا نمر أمام أبنية لجماعة من شهود يهوه. شعرت بالحزن والسخط يغمرانني بسبب العمل المفسد الذي يقوم به هؤلاء المبتدعون الذين عوض أن يتوبوا عن خطاياهم، يجاهدون كي يزعزعوا إيمان الناس بالمسيح، إيمان أنفس "مات المسيح من أجلها" و قام.
كان الشيخ صامتاً. وبلحظةٍ فكرت في نفسي: تُرى، ألا يسخط على رؤيته هؤلاء البشر وأعمالهم؟ لكن في الحال سمعت الشيخ يقول: "ليرحم الله هؤلاء الأشقياء، شهود يهوه الكاذبين.
بعض المسيحيين يسخطون عليهم، آخرون يتشاجرون معهم ويحنقون عليهم، وآخرون يشكونهم إلى المحاكم. بينما لا يُحَارَبون هكذا. أتعلمون كيف يُحَارَبون؟ عندما نتقدس نحن."