لِيَكُنْ بَعضُكم لِبَعضٍ مُلاطِفًا مُشفِقًا، ولْيَصفَحْ بَعضُكم عن بَعضٍ كما صَفَحَ الله عنكم في المسيح (اف 4 /32)
صلاةٌ للمُحتّضِرِين للقديس نيفين أسقف مدينة كونستنتياني
صلاةٌ للمُحتّضِرِين
للقديس نيفين
أسقف مدينة كونستنتياني
أيها الرب إله القوات
العظيم، المرهوب، الغني
الفائق الصلاح، الرحيم، المتحنّن
أنصت واستمع لي أنا الخاطئ العاطل
أنت الذي خلّصت يونان من جوف الحوت
ودانيال من فم الأسود
خلّصني يا مسيحي في ساعة موتي
من ظلمة رئيس الشرّ العميقة
ولا تسمح للشيطان
أن يأتي إلى فوق سريرِ موتِ عبدك
حتى لا تُشاهد نفسي يا ربّ، سحابة الشياطين
لا في الدهر الحاضر، ولا في الدهر الآتي
ولا في وقت احتضاري
ولا حين تصعد نفسي في الهواء
حتى لا يضحك التنين الملعون
على نفسي الشقيّة عندما تهجر الجسد القاسي
ولا تسمحنّ أن يختطفها، ياربي ومسيحي،
يسوعي، وإلهي، ونوري
حتى لا يختطف روح السوء القذر نفسي
ويسحبها إلى الهلاك
ولا ترى عيناي أيها السيد
إله السماء والأرض
منظره البشع المظلم
ولكن في ساعة نهايتي، يا ملكي القدّوس
الملّث القداسة الممجَّد
أرسل لي رحمتك، وحقك
أرسل يا إلهي في ذلك اليوم،
رئيس الملائكة ميخائيل ليَحضر فوق عبدك
أرسل جبرائيل، وأوريئيل، ورافائيل
رؤساء المراتب السماوية المنيرين العظماء
مع جنودهم المثلثة الغبطة الطاهرة
لكي يُقصوا تنّين الغبطة الطاهرة
لكي يُقصوا تنّين الجحيم الجشع
الذي يصرف بأسنانه
ويتوق أن يخطف ويبتلع كلَّ من يحيا بتقوى
أغرقه يا إلهي في ساعة خروجي،
مع سائر جنْده القذرين في الهاوية
في العذاب، في الظلمة
وأسلمه إلى صريف الأسنان
أرسل يا ربي يسوع المسيح
يا بهجتي وقيامتي
أرسل في تلك الساعة الإله المعزي
الرحيم، المحب البشر
روح الحق، لكي يستلم هو روحي
ويأخذها إلى الحلاوة غير الموصوفة
وإلى قداسته غير المائتة
أرسله لكي يقويني
ويبدد سلاطين الأشرار
والشياطين النجسة
لأنه إن سقطت هذه، مقت الرذيلة،
في النار، في الظلمة
في الهاوية، في الجحيم،
سأستطيع أن أعبر الأهوية بدون مانع
وأن أصل إلى قربك أيها النور المثلث الشموس
وأسجد لرأفتك
وأقبل قدميك الطاهرتين
وأمتلئ من الألوهية، من روحك القدوس
وأعترف بعجائبك التي لا تحصى
التي عملتها لأجلي
وكيف أنك قدتني إلى التوبة، وأحييتني
وكيف( أصعدتني من أعماق الأرض)
سوف أُعلن كلّ هذه أمام الملائكة القديسين
إلى أن يتملّكني الذهول،
من جرّاء اللذة الإلهية الجزيلة الحلاوة
والبهجة
وسأرتل لك حينها نشيد الأنشاد الأعظم
منتشياً بطيب نعمتك وجمالك الإلهي غير الموصوف
إستمعني يا إلهي
حتى ولو كنت قد تعدّيت وصاياك
أمام عينيك كل يوم
استمع لي، يا ملكي وفاديّ
وأهلني للدخول في مجدك
وها أنني ليلاً ونهاراً أتضرّع إليك
وأتوسل وأبتهل
إلى عظمتك المحيية غير المائتة
إنني أبتهل إليك بحرارة أيضاً، وعلى الدوام
يا ربي يسوع المسيح، في وقت رقادي
أرسل لي العذراء الكلية الضياء
الهيكل الكلي النقاوة، يا مسيحي
لكي تقوّيني
أرسل لي في تلك الساعة
القديس يوحنا المعمدان السابق
ورسلك الكواكب المنيرة، مع الأنبياء والشهداء
المبشّرين والإنجيليين
المعترفين، والقديسين والأبرار
كي تتمجّد جبلتك.
نعم، أيها الربُّ العادم الموت
استمع لي أنا الخاطئ
وأهلني أن أربح مجدك غير المعبّر عنه
المثلث الغبطة، الدائم الإتِّقاد
ولكن، يا ربي
أعطِ أيضاُ راحة لكل عبدٍ يحتضر من عبيدك
وحيثما ستُسمَعُ هذه الصلاة
فلتخزَ الشياطين المختطفة
أقصِها يا سيّد بيدك القديرة
شتّتها أيها القوي
وأحرقها ببرق قوتك النارية
أيها القدير العالي والمرهوب،
ولتكن هذه الصلاة يا إلهي ارتياحاً وانتعاشاً
لكلّ الذين هم في ساعة الإحتضار
لتكن لهم نوماً، وسلاماً
رائحة طيب، وفرحاً
سنداً، وملجأً
شجاعةً ومعونة...
نعم أيها الرب إلهُ آبائي القديسين
الذين أرضوك منذ الدهور وحتى اليوم
لا ترفض طلبتي أيها القدوس
ولا ترذل تضرعي أيها المتحنن
بل اغرس في صلاتي هذه
قوةً مضاعفةً، إلهية وسماوية
مضادةً للشياطين، ومسخطة لأرواح الشر
ولكن مليئة رفقاً وغفراناً
تحننّاً وصلاحاً
بحيث أن الشخص الذي يحتضر،
وإن كان قد اقترف خطايا كثيرة،
يجد رحمةً من لدنك في تلك الساعة يا ربي
حين يقرأ هذه الصلاة
وتُخفِّف أنت حِمله
وتَرحَم أيها القدوس روحَه
وتُقدّس ارتفاعه نحوك.
كلّله برأفتك
أكتبه في كتاب رحمتك
امنحه سكنى الفردوس
أمحُ آثامه في بحر نِعم تحنّنك الغنيّة،
الذي لا قرار له
سامحه، وارحم نفسه الشقية، وخلصها
تحنّن عليه، وأعنه، وارحمه، واستره،
واحرسه بحسب عظيم رحمتك
أظهر له محبتك للبشر
أرسل له ملاك سلام، أرسل له محبتك الطاهرة إفتح له حضنك المجيد