الحصاد كثير و لكن العملة قليلون فاسألوا رب الحصاد أن يرسل عملة إلى حصاده (لو 10 /2)
انصت الى ما يقوله القديس يوحنا ذهبى الفم بخصوص التوبة
انصت الى ما يقوله القديس يوحنا ذهبى الفم
بخصوص التوبة :
لا توجد خطيئة تستنفد سخاء و كرم و جود رحمة الله ، حتى و لو كان الإنسان زانياً او فاسقاً ... إن قوة محبة الله و محبة السيد هى عظيمة للدرجة التى تجعل كل الخطايا تختفى ، وتجعل الخاطئ يسطع بدرجة أكثر ضياء من اشعة الشمس ...
و المسيح نفسه و هو يخاطب الجنس البشرى قاطبة يقول "تعالوا الى يا جميع المتعبين و المثقلى الاحمال و انا اريحكم" (مت 11 /28)
إن نداءه نداء رحمة ، وصلاحه يفوق كل تصور ... انظر من يدعو ؟ ! إنه يدعو اولئك الذين أضاعوا قوتهم فى كسر الوصايا ، هؤلاء المحملين بأثقال خطاياهم ، اولئك الذين لم يعودوا بعد قادرين على رفع رؤوسهم، اولئك الذين قد امتلأوا بالخزى ، اولئك الذين لم يعودوا قادرين بعد على التكلم .
فلماذا يكلمهم إذن ؟ ليس لكى يقدمهم للقضاء ، ولا ليسألهم عن الحساب . فلماذا إذن ؟
- ليشفيهم من آلامهم ، ليرفع عنهم احمالهم ، و ماذا يكون اكثر ثقلاً من الخطيئة ؟ ... تعالوا
تعالوا الى فانا اجدد و انعش المنحنين تحت نير الخطيئة ، كما لو كنتم تحت حمل ثقيل ، سوف امنحكم الصفح عن خطاياكم ، فقط ... تعالوا الى.
إن اللص التائب الذى صُلب بجواره أتى ، إنه اتى الى يسوع بتوبة " اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك" قال له يسوع : "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 23 :42-43) .
لقد كان لصاً! لقد سرق المجوهرات، النقود ، الخيل ، و الان ها هو يسرق الملكوت ، انه يلتقط مفتاح باب السماء بمفتاح التوبة.
يقول يسوع : "توبوا فقد اقترب ملكوت الله" .فما هو ملكوت الله ؟ انه ليس حالة اكثر من يملك الله و يسود . لقد غزا المسيح العالم يوم ميلاده ، لقد اتى ليسامح ، ليصفح ، لينير ، ليقود ، ليصنع كل شىء جديداً .
إنه اتى ليملك لا على عرش ارضى و لكن على عرش القلب والفكر ، و اولئك الذين يصدقون يسوع و يتوبون و يديرون وجوههم من الخطيئة و الذات الى الله ، سوف يجدون كما يقول يسوع :
"ملكوت الله داخلهم" (لو17 :21 )