ما أَعظَمَ يا رَبُّ أعْمالَكَ و ما أعمَقَ أَفكارَكَ ! (مز 92 /6)
لنتوقف عن رؤية خطايا الاخرين - من كتاب نصائح أبوية للقديس فيلوثيوس زرفاكوس
لنتوقف عن رؤية خطايا الاخرين
من كتاب نصائح أبوية
للقديس فيلوثيوس زرفاكوس
يا ولدي المحبوب ان زمن الحياة الحاضرة قصيرة جدا والايام شريرة ساعة الموت غير معلومة والحياة بعد الموت ابدية كذلك ملكوت السماء والجحيم ابديان ولانهائيان يوصينا الرسول بولس :
لاتكونوا حمقى بل حكماء لاتصيرو عادمي الاحساس بل افهمو مامشيئة الرب .
ان الانسان الأحمق والعادم الحكمة والاحساس هو الذي لايفكر بخطاياه ولايشعر بها في الوقت القليل المتبقى له ليمحوها بالتوبة والاعتراف بالدموع وبالاستعداد لكنه بالحري مهمل عادم الاحساس وفضولي تجاه خطايا الاخرين اذ يدينهم وينتقدهم
ويحكم عليهم كما لو كان هو الديان انه غبي في تهديده لله وامره لاتدن كي لاتدان لاتشجب كي لاتشجب.
بما ان نهايتنا تأزف وبعد الموت لاتوجد توبة فدعونا نتوقف عن الانشغال في خطايا الاخرين اذ شاهدنا احدهم يقترف خطيئة ما علنا فيمكننا باسلوب لطيف ان نقول له على انفراد لا امام الاخرين
ياخي أنا خاطىء اكثر منك ومن أي انسان اتوسل اليك الا ترتكب تللك الخطيئة فاذا أصغى اليك فقد ربحت أخاك أما اذا لم يستمع اليك بل سخر منك
أو لعنك فاشكره من أجل اللعنات اذا استمر في الخطيئة فانصحه مرة تانيه ثم اطلب من الكهنة ان يقوموه اذا لم يصغ اليهم ايضا فأنت غير مسؤول وهو سيرى عاقبته بنفسه لكي تريح نفسك وتكافئها عليك ان تحبه وتصلي لعودته وخلاص نفسه
فكر بأنك أسوء من الكل واطلب من الله بقلب منسحق أن يغفر لك خطاياك ويسامح جميع الخطأة وأن ينير الكل ليتمكنوا من معرفة الحق
تب عن كل ماخطئت به طوعا أو كرها بمعرفة أو بغير معرفة بالفكر أو بالعقل ومن الان فصاعدا اطرد من ذهنك أفكار الكبرياء والدنس والتجديف حد عن الشر واصنع الخير صلّ
واستدع الله دوما تذكر الموت المجيء الثاني الفردوس والجحيم كلما أخطأت كانسان تب للحال وراجع الطبيب الروحي أي الأب المعرف
اذا اصغيت لمشورتي الأبوية ونفذّت كل مااخبرتك به فستخلص
فطوبى للذين يسمعون كلمة الله وينفذونها
لا للذين يسمعونها فقط