طوبى لِلإِنْسانِ الَّذي وَجَدَ الحِكمَة و للإِنْسانِ الَّذي نالَ الفِطنَة (ام 3 /13)
قصة وعبرة : الفلاح والأمير
إن الله يفضل أن ندعوه "أباً" على أي لقب آخر، مهما كان جميلا ساميا. يحكى عن فلاح انه فقد كل أمواله وممتلكاته، في حريق عظيم شب في داره. وبما انه لم يكن مشتركا في إحدى شركات التامين ضد الحريق لتدفع له تعويضا عن خسارته، فقد أصبح فقيرا جدا.
وذات يوم أشارت عليه زوجته، أن ينطلق إلى أمير، كان يسكن في تلك النواحي، ويطلب منه المساعدة، لأنه كان مشهورا بعطفه على الفقراء و المنكوبين. و عندما وصل الفلاح أمام باب القصر، وقع في حيرة عظيمة، إذ لم يعد يذكر بأي لقب يلقب ذلك الأمير. أيدعوه صاحب السمو الملكي، أم صاحب السعادة، أم صاحب الدولة. خاف الرجل الفقير أن يجلب على نفسه غضب الأمير، إن هو لقبه بلقب لا يليق به، فعاد من حيث أتى، دون أن يقابل الأمير. وبينما كان راجعا إلى بيته، مر بكنيسة فدخلها وتلا بعض الصلوات بكل خشوع، طالبا المساعدة من الله. ومن جملة الصلوات التي تلاها: أبانا الذي في السماوات. ثم فكر في نفسه: "ما أجمل و أبسط لقب أبانا الذي ندعو الله به. فعندما يتكلم الإنسان مع الله لا يقع في أي حيرة".