هُناكَ يَرتَعِبونَ رُعباً حَيثُ لا رُعْبٌ لِأَنَّ اللهَ يُبَدِّدُ عِظامَ مُحاصِرِكَ. لقَد أَخزَيْتَهم لِأَنَّ اللهَ نَبَذَهم. (مز 53 /6)
الابن الشاطر 2010 - البطريرك بشارة الراعي
الابن الشاطر
2 كورنتس 13/5-13
لوقا 15/11-32
الخطيئة والتوبة وثمار المصالحة
في انجيل اليوم تتأمل الكنيسة في مثل الابن الشاطر الذي من خلاله يعلّم يسوع معنى الخطيئة والتوبة وثمار المصالحة. ومع بولس تدعو كل انسان وكل جماعة مؤمنة للعيش في الفرح والوفاق والسلام الآتية من الله الواحد والثالوث.
اولاً، القراءات البيبلية
انجيل القديس لوقا 15: 11-32.
قالَ الربُّ يَسُوع: كانَ لرجل َابنان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ الـمِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذـلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الـخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الـخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الـخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الـخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا هـهُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَاجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الـحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، واجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ الـمُسَمَّنِ واذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ابْنِيَ هـذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ في الـحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ واقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا ؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ الـمُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هـذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولـكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هـذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ الـمُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولـكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هـذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد".
هو يسوع المعلم الالهي يشرح لنا في هذا المثل مفهوم الخطيئة، وطريق التوبة وثمار المصالحة الشخصية والجماعية.
1. مفهوم الخطيئة (لوقا 15: 12-16)
ان الابن الاصغر الذي طلب من ابيه ان "يشطر" اي " يقسم" له حصته في الميراث، وراح يعيش بعيداً عن الشركة مع ابيه واهل بيته, يمثّل كل انسان يتعلق بخيرات الدنيا، التي هي عطية من الله، ويبتعد عن الله ويخرج من اطار الجماعة الكنسية التي ينتمي اليها.
هذا هو جوهر الخطيئة: انها التعلّق بالذات وبخيرات الارض المادية والثقافية وباشخاص، وكأنها الغاية الاخيرة المنشودة، فيما هي عطايا ووسائل من الله لكي نعرفه اكثر ونحبه اكثر ونخدمه اكثر. هذا التعلّق يستتبعه انانية مفرطة، وتناسٍ لله المعطي، وكسرّ الشركة معه بالابتعاد عن دائرة ارادته وكلامه ووصاياه التي تنير درب الانسان وتجعله في حالة اتحاد به، وبالتالي خروج من الشركة مع الكنيسة، جماعة المؤمنين، التي تؤمّن له دفء الحياة بفرح وسلام، وتمكّنه من اداء رسالته في تاريخ الخلاص، ويستتبعه اخيراً العيش على الهوى الشخصي بحرية منفلتة من اي شريعة موحاة او طبيعية.
اما نتائج الخطيئة فهي الافتقار الروحي والعاطفي والاخلاقي، وعيش في الذّل، وفقدان الكرامة الشخصية.
الخطيئة فعل شخصي مسؤول فيه عصيان على الله، ومخالفة لكلامه وارادته ووصاياه، واساءة اليه، واستكبار عليه بسنّ " شريعة" ذاتية، واهمال عبادته وتكريمه. والخطيئة خطيئة أكانت بالفكر او بالقول او بالفعل، بسابق تصميم او بردّة فعل.
والخطيئة ايضاً " اساءة للانسان"، اما بالتعدي عليه في حقه بالحياة او في جسده او روحه او كرامته او في ممتلكاته او حقوقه او صيته، وإما بحرمانه مصيره التاريخي او الابدي، واما باهمال الواجبات نحوه.
والخطيئة اساءة للكنيسة بانتهاك قداستها، لكونها جماعة مقدسة بحضور الله الثالوث فيها وفي اعضائها، وبعدم الالتزام برسالتها، وبالتعدي على وحدة الجماعة والوفاق والسلام وشريعة المحبة الاخوية المتضامنة.
2. طريق التوبة (لوقا 15: 17-21)
تبدأ التوبة بوقفة وجدانية يرجع فيها الانسان الى نفسه، فاحصاً ضميره عن واقع حياته بالنسبة الى علاقاته بالله والذات والكنيسة والجماعة التي ينتمي اليها. كأنه يقف امام مرآة تكشف له حقيقة وجهه في ما هو، وفي ما يجب ان يكون. فيدرك حالته الشاذّة ويندم عليها متأسفاً. ويقصد ان يغيّر مسلكه: فيقرّر الرجوع الى الله، ويعترف بخطيئته، ويلزم نفسه بالتكفير عنها. وفي الواقع، ينهض وينفّذ قراره.
هذا ما يجري عندما يتقدم التائب من سرّ الاعتراف، حيث الله ينتظره بشخص الكاهن، المكلّف منه بسلطان الهي، ليسمع توبته ويمنحه باسم الله الثالوث الغفران عن خطاياه.
3. المصالحة وثمارها ( لو15: 20-23)
فيما الآب السماوي يحرّك مشاعر التوبة في ابنائه، فانه يقف في حالة انتظار لعودتهم. وكما يبادر الله الانسان الخاطىء باجتذابه الى التوبة، كذلك يبادره بمشاعر الحنان والرحمة، ويحتضنه ويقبّله قبلة الحب الابوي.
هذه اللوحة الانجيلية تتكرر كل مرّة يستقبل الكاهن شخصاً تائباً، يقصد الله من خلاله. فيبادره الكاهن بكلمة التشجيع وعاطفة الحنان والمحبة، ويستمع اليه معترفاً بخطاياه بتواضع وانسحاق قلب.
وعندما يمنحه الكاهن الحلّ من خطاياه، بما له من سلطان الهي، تتحقق فيه ثمار المصالحة مع الله المرموز اليها بثلاثة: الحلّة الفاخرة هي ثوب النعمة المبررة والحياة الجديدة؛ الخاتم هو تجديد عهد ابوة الله للتائب، وعهد بنوته لله؛ الحذاء يرمز الى الطريق الذي يفتحه المسيح امامه، ويدعوه الى اتباعه فيه.
بنتيجة هذه المصالحة وثمارها، يدخل التائب من جديد في الشركة مع الكنيسة متصالحاً مع ابنائها وبناتها المرموز اليهم، باهل البيت وبالشقيق الاكبر، وبذلك يكون اهلاً للجلوس الى مائدة جسد الرب ودمه المرموز اليها بالعجل المسمّن.
***
ثانياً، درب الصليب على خطى المسيح الفادي
نتأمل يسوع حاملاً صليبه، وقد خرج من دار الولاية حيث خضع للجلد والسخرية، لابساً قميصه، بعد ان تزعوا عنه الثوب الاحمر، وهو في طريقه الى الجلجلة ليصلب (انظر مرقس15: 20).
سلك يسوع الطريق، المعروف اليوم في اورشليم، " بطريق الآلام" الذي قدّسه بخطاه ودمه وعرق الجبين. فتضامن مع كل المتألمين جسدياً وروحياً، نفسياً ومعنوياً، ومع المظلومين والمقهورين والمستضعفين، ومع الحزانى واليائسين وفاقدي الرجاء والامل بغد أفضل، ومع المعذبين في اقبية التعذيب والسجون.
هؤلاء جميعاً مشى يسوع طريقهم، وهو القائم من الموت، يسير معهم فيها، يساعدهم في حمل صليبهم، وهم يضمّون صليبهم الى صليبه، مواصلين آلام الفداء. من اجلهم اراد التقليد ان يتذكر سقوط يسوع ثلاث مرات تحت الصليب، لكي يجدوا فيه الرفيق المتضامن معهم، فيما هم يرزحون تحت صلبانهم، وقد خارت كل قواهم. في المسيح الذي يقع تحت ثقل الصليب تتمثل البشرية المريضة والضعيفة.
ان السير نحو القيم والعمل على احلالها وهي المحبة بوجه الحقد، والعدالة بوجه الظلم، والحقيقة بوجه الكذب، والحرية بوجه العبودية، يقتضيان الكثير من التضحيات، ويواجهان العديد من الصعوبات والمعاكسات. هو صوت يسوع يردد: " من اراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (لو9: 23).
وبالصدفة يمرّ من هناك رجل اسمه سمعان القيريني. فأمره الجنود الرومان بان يحمل الصليب وراء يسوع (لو23: 26). ولكن لا صدفة عند الله. هذا الذي ساعد يسوع بحمل صليبه يمثّل كل انسان يقبل صليب الحياة الشخصي، ويحمله باسم يسوع، وكأنه صليب الرب، من اجل تواصل عمل الفداء. هذا شأن لقاء الله بالانسان. انه لقاء الصدفة في أعيننا، لكنه لحظة اللقاء، التي يدرك بها المسيح الانسان كما " ادرك" شاول ?بولس على طريق دمشق (فيل3: 12)، من غير علم منه او بحث او رغبة.هذا ما قاله الله على لسان اشعيا النبي: " لقد وجدني من لم يبحث عني، وتراءيت لمن لم يطلبني" (اشعيا65: 1-2؛ روم10: 20).
الله ينتظرنا على دروب حياتنا اليومية، يقرع باب دارنا طالباً مكاناً على مائدتنا ليقاسمنا خبز الحياة (رؤيا 3: 20). ذلك على طريقة اللقاء بسمعان القريني اليهودي من منطقة ليبيا، الذي اصبح هو وابناه اسكندر وروفس مسيحيين (مر15: 21).. هذا هو اللقاء السرّي بين النعمة الالهية والعمل البشري، المؤدي الى تغيير مجرى الحياة. وعلى طريقة سمعان القيريني " يحمل المؤمن صليبه كل يوم ويتبع المسيح" (لو9: 23)، ومثل سمعان يساعد كل حامل صليب الألم او المرض او الحزن او الجوع او الاضطهاد، ومثل السامري الصالح يعتني به، ولا يتجاوز ويعبر (لو10: 30-37)، وعملاً بنداء بولس الرسول: " ليحمل بعضكم اثقال بعض. لانكم بهذا تتمون شريعة المسيح" (غلا6: 2).
***
ثالثاً، سنة يوبيل القديس مارون:1600 سنة على وفاته (+410-2010)
تكشف رسالة غبطة السيد البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير للمناسبة العلاقة بين المارونية ولبنان.
بين الموارنة ولبنان رباط وثيق. " فالمارونية كتبت تاريخها الحقيقي الاول، ليس في كتب من ورق، بل في كتاب ارضها، اذ ساهمت في جعلها ارضاً للتلاقي والعبادة والعطاء والدفاع عن الذات".
ساهم الموارنة في تكوين الهوية اللبنانية المؤلفة من هوّيات الطوائف المسيحية والاسلامية، بقيام ميثاق الحياة المشتركة، في نظام ديموقراطي ليبرالي يتيح ممارسة حرية التفكير والتعبير والمعتقد، واحترام كرامة الشخص البشري.
بفضل كل ذلك، بات من الواجب المحافظة على الارض اللبنانية، من اجل المحافظة على الهوية وبالتالي على الكيان والديمومة، فعلى الحضور والدور الفاعلين داخل هذا الكيان ومنه في المحيط المشرقي.
ليست المحافظة على الارض والحضور والدور من اجل التقوقع والانغلاق على الذات، بل من اجل ما يشكل لبنان في بيئته المشرقية من قضية حضارية. ان له دعوة تاريخية جعلته " الوطن والرسالة والنموذج" كما سمّاه البابا يوحنا بولس الثاني. فلبنان رسالة العيش معاً بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين، وموطن الحوار المنظّم دستورياً بين الثقافات والاديان، والتعاون فيما بينها في الحكم والادارة. ولبنان نموذج للشرق التيوقراطي وللغرب المتعلمن، اذ انه دولة مدنية تحترم الهويات الدينية والثقافية التي تكوّن مجتمعه. ما يعني ان لبنان كدولة هو ذو نظام متوسّط بين التيوقراطية الدينية والعلمنة الكاملة.
ان سنة القديس مارون اليوبيلية تذكّرنا بأن لبنان يحمل قضية انسانية حضارية ولاهوتية تجسّدت في الميثاق الوطني الذي من خلاله ينظر اللبنانيون في آن الى الله والانسان والتاريخ. ويطرحون على العالم مسألة علاقة الاديان فيما بينها وتحاورها وتفاعلها، وبخاصة اللقاء والحوار بين المسيحية والاسلام. واليوبيل دعوة الى تحمل المسؤولية عن المحافظة على هذا الميثاق، والى السهر لئلا يتحول عن الجوهر ويصبح مجرد مطامع متضاربة، ومخاصصة ومقايضة او مجرد تسويات وتوازنات.
***
صلاة
ايها الآب السماوي، اجتذبنا اليك تأئبين، في زمن الصوم هذا، كما اجتذبت الابن الضال. فرجع الى نفسه، وادرك خطيئته وحالته المذلّة. ندم على حالته وتاب وقرر تغيير مجرى حياته بالعودة الى الشركة مع ابيه واهل بيته. اعطنا ان نسلّط نور الانجيل وتعليم الكنيسة على حياتنا واعمالنا وسلوكنا. حرّكنا على التوبة والعودة اليك. انك تنتظر، ايها الآب، كل واحد منا، لكي يقرّ بخطاياه فتمنحه عفرانك المحيي، وتصالحه: تلبسه ثوب النعمة، وتجدد له عهدك، وتفتح امامه طريقاً جديداً.
ايها الرب يسوع، قوّنا على حمل صليب الحياة، الذي هو امتداد لصليبك من اجل تواصل عمل الفداء، وادفعنا الى ان نساعد اخوتنا في حمل صليبهم، كما ساعدك سمعان القيريني.
في يوبيل القديس مارون، اعطنا يا رب، بشفاعته ان نلتزم بالمحافظة على لبنان-الرسالة والنموذج من اجل لقاء الثقافات والاديان. فنرفع التسبيح والمجد للآب والابن والروح القدس الآن والى الابد، آمين.
البطريرك بشارة الراعي