السَّائرُ باْستِقامَتِه يَتَّقي الرَّب و ذو الطرقِ المُلتَوِيةِ يَستَهينُ بِه (ام 14 /2)
شفاء المخلع 2006 - البطريرك بشارة الراعي
شفاء المخلع
انجيل القديس مرقس 2/1-12
يسوع المسيح طبيب النفوس والاجساد
نستطيع القول ان آية شفاء المخلع هي بمثابة " انجيل الانسان"، الخبر المفرح لكل انسان، لكونه درب المسيح الذي يلتقيه ويشفيه نفساً وجسداً: " مغفورة لك خطاياك? قم احمل سريرك وامشِ"، والذي يعتلن انه فادي الانسان. ما جرى للمقعد من رحمة يسوع وبفضل الرجال الاربعة الذين حملوه يؤكد ان آية شفائه هي حقاً " انجيل حب الله للانسان، وانجيل الكرامة البشرية، وانجيل الحياة. لكنها كلها انجيل واحد لا يتجزّأ "( فادي الانسان (فقرة 14).
ان الجمع المزدحم لسماع كلمة الله في البيت والرجال الاربعة الذين، بهدي الكلمة التي ولّدت فيهم الايمان بيسوع، حملوا المخلع وحفروا السطح ودلّوه مع فراشه وطرحوه امام يسوع، كلهم يمثلون الكنيسة، هذه الجماعة المؤمنة بالمسيح التي تجتمع وتسمع الكلمة وتعمل بها وتتشفع. من كل هذا يتبين ان المسيح يسلّم الانسان الى عناية الكنيسة. فالانسان الحي هو للكنيسة دربها الوحيد وطريقها الاساسي " ( فادي الانسان، 14). انها تردد الدعوة الموجهة الى كل فرد باسم الله ان "احترمْ الحياة البشرية وصُنْها واحببْها واخدمْها". وتلتزم بهذه الدعوة في رسالتها ، فتعطي صوتاً لمن لا صوت له، وتستعيد دوماً صرخة الانجيل في الدفاع عن بؤساء هذا العالم وعن المهددين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الانسانية (انظر انجيل الحياة، 5).
1. شفاء المقعد استعادة لبهاء الشخص البشري
" مغفورة لك خطاياك ..قم احمل سريرك وامشِ " ( مر2/5و11).
مبادرة يسوع المزدوجة، بشفاء النفس اولاً من خطاياها ثم الجسد من شلله، هي اعادة المخلع الى بهائه الاول. وتبيّن ان يسوع طبيب النفوس والاجساد ،عنه تنبأ اشعيا: يأتي زمن يغفر فيه الرب كل خطيئة ويشفي كل مرض (اشعيا 33/24). والله عينه خاطب شعبه بلسان موسى : " انا الرب الذي هو طبيبك " (خروج 15/26). الى هذا الرب الطبيب نصلي في المزمور السادس: "ارحمني يا رب فلا قوة لي ، واشفني فأن عظامي قد تزعزعت ونفسي اضطربت كثيراً . عدْ يا رب ونجّ نفسي ولاجل رحمتك خلّصني . قد تعبت من تنهدي، وفي كل ليلة بدموعي ابلّل فراشي". هذه صلاة المريض والمعاق، صلاة الحزين والمظلوم ، صلاة السجين والمتروك في عزلته ، صلاة التائب عن خطاياه وشروره. بل هذه صلاة كل انسان، لان لا أحداً الاّ ومريض في جسده او نفسه او روحه .
في الاساس ، كان كل ما خلقه الله حسناً جداً (تكوين1/31)، وتكوّن الانسان على صورة الله ومثاله (تكوين1/27)، كاملاً في جمال جسده ونفسه، كما يصفه المزمور8: "ما الانسان حتى تذكره، وابن آدم حتى تفتقده ؟ وضعته قليلاً دون الاله، بالمجد والكرامة كللته. على صنع يديك سلطتَه، وكلَّ شيء تحت قدميه جعلتَه". كل هذه الكرامة هي ان الانسان وحده ، دون سواه من بين الخلائق المنظورة، قادر على ان يعرف الله ويحبه، ومدعو للمشاركة في حياة الله. لقد خُلق لهذه الغاية، وهذا هو السبب الاساسي لكرامته. تتجلى كرامته في كونه شخصاً قادراً ان يعرف نفسه، ويضبطها، ويبذل ذاته باختياره، ويدخل في شركة مع غيره من الاشخاص، على اساس من الحقيقة والعدل والخير، فتتألف معاً وحدة اساسها أصل مشترك، ويقوم نظام من التضامن البشري والمحبة (انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 355-361).
الشخص البشري كائن جسدي وروحاني معاً. هكذا تصوره بكلام رمزي رواية خلقه: " جَبَلَ الله الانسان تراباً من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة ، فصار الانسان نفساً حية (تكوين2/7). الانسان بكامله مرادٌ من الله. يشترك جسده في كرامة صورة الله، بفضل النفس الروحانية التي فيه، ويُعدّ للقيامة في اليوم الاخير .
كان الانسان في حالة برارة اصلية، كاملاً ومنظَّماً، محرراً من الشهوات الثلاث: شهوة العين التي هي الخضوع لمتعة الحواس، وشهوة الجسد وهي الخضوع للجشع في الخيرات الارضية، وكبرياء الغني الساعي الى اثبات الذات في وجه اوامر الله (1يو2/16).
بالخطيئة فقد الانسان حالة البرارة الاصلية، وهدم التناغم الذي كان فيه مع الذات ومع الغير ومع الخلق: تحطمت سيطرة قوى النفس على الجسد (تك3/7)، واصبحت علاقة الرجل بالمرأة تحت تأثير المشادات موسومة بطابع الشهوة والسيطرة (تك3/11-16)؛ ونُقض التناغم مع الخلقية كلها: فاصبحت الخليقة المنظورة بنظر الانسان غريبة ومعادية له (تك3/17و19)، واُخضعت لعبودية الفساد (روم8/20)، ودخل الموت في تاريخ البشرية (روم5/12).
لهذا السبب بدأ الرب يسوع بشفاء نفس المخلع من شللها كأساس، ثم الجسد من شلله كمجرد علامة. ذلك ان النفس عندما تشفى وتتقدس، يتقدس بها الجسد كله في امراضه وعاهاته لتتخذ هذه قيمة فداء، وتتواصل بواسطتها ألام الفادي الالهي.
2. الانسان درب الكنيسة من اجل الفداء
" لكي تعلموا ان ابن الانسان له سلطان ان يغفر الخطايا في الارض ، قال للمقعد : قمْ فاحمل فراشك واذهب الى بيتك "(مر2/10).
الفداء غفران وشفاء : غفران الخطايا بداية الشفاء؛ والمرض طريق الى التوبة والرجوع الى الله: حمل الرجال الاربعة ذاك المقعد الى يسوع، " ارجعوه " اليه ، فغفر له وشفاه. فبات باستطاعته ان يصلي صلاة حزقيا ملك يهوذا حين شفاه الرب من مرضه : " ها ان مرارتي تحولّت الى هناء ، لانك نجيّت نفسي من هوّة الهلاك ونبذت جميع خطاياي وراء ظهرك "(اشعيا38/17). لقد خلقه من جديد: شدّد اوصاله وأحيا اعضاء جسده، ونقّى نفسه، ماحياً خطاياه وباعثاً فيه حياة جديدة. فاستبق بهذه المبادرة عمل الفداء وثماره في الانسان. الفداء خلق جديد للانسان، بعد الخلق الاول، يعيد اليه بهاء صورة الله. لكن يسوع هو ايقونة الفداء باتخاذه الطبيعة البشرية التي رفعها الى مقام عظيم ، دون ان يذيبها فيه. علمت الكنيسة ان " ابن الله الذي بتجسده انضمَّ نوعاً ما الى كل انسان : فاشتغل بيدي انسان، وفكرّ بعقل انسان ، وعمل بارادة انسان ، واحب بقلب انسان، وولد من عذراء وصار حقاً واحداً منا، مشابهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. وهكذا كشف بجلاء الانسان للانسان، وابان له سمو دعوته. ولذلك لا يتضح سرّ الانسان الاّ في سرّ الكلمة المتأنس" ( الكنيسة في عالم اليوم 22). والسيدة العذراء مريم ، الكلية القداسة، هي تحفة الفداء فتسمّى: " مرآة العدل ونجمة الصبح". اننا نكرم ايقونتها لهذه الغاية، كما نكرم ايقونات القديسين الذين تمت فيهم هم ايضاً تحفة الفداء.
يسوع المسيح، طبيب نفوسنا واجسادنا ، الذي اعاد الى المخلع صحة النفس بغفران الخطايا، وصحة الجسد بشفاء مرضه، اراد ان تواصل الكنيسة بقوة الروح القدس وخدمة الكهنوت، عمل الخلاص والشفاء لجميع الناس. فاسس لهذه الغاية سرّي الشفاء: التوبة ومسحة المرضى. يمثل الرجال الاربعة الجماعة المصلية، والكاهن، ممارس هذين السرّين، يمثل الرب المسيح ويعمل بشخصه. اما الذي يغفر الخطايا ويشفي من المرض فهو الله، أعني محبة الآب الرحوم، ونعمة الابن الفادي، وقوة الروح القدس المحيي.
أجل، الله وحده يغفر الخطايا، ويسوع المسيح ابن الله يقول عن نفسه: " ابن الانسان له السلطان ان يغفر الخطايا على الارض " ومارس هذا السلطان الالهي: "مغفورة لك خطاياك"! اعطاه الاساقفة والكهنة، ليمارسوه باسمه: " خذوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ، ومن أمسكتم عليهم الغفران يُمسك عليهم " (يوحنا20/23). فلا غفران من دون خدمتهم، فأنهم " وكلاء اسرار الله" (1كور4/1).
والله وحده طبيب الاجساد، فتحنن ابن الله المتأنس على المرضى وشفاهم من جميع عاهاتهم، اعطى رسله وكهنة العهد الجديد هذا السلطان: "اشفوا المرضى" (متى10/8). وارسلهم مشركاً اياهم بخدمة الرحمة والشفاء. فمضوا ومسحوا بالزيت الكثيرين من المرضى وشفوهم (مرقس 6/12-13). ثم جدّد لهم هذا الارسال بعد قيامته: " اذهبوا في العالم كله، واعلنوا البشارة الى الخلق اجمعين. والذين يؤمنون تصحبهم هذه الآيات: باسمي يضعون ايديهم على المرضى فيشفون "(مر16/15-18). بهذا السلطان والايمان راحت الكنيسة تمارس سرّ شفاء المرضى، المعروف ايضاً بالمسحة الاخيرة، عندما تصبح حياة المؤمنين في خطر الموت، عملاً بوصية يعقوب الرسول: " ان كان احدكم مريضاً، فليدع كهنة الكنيسة، فيصلوا عليه، ويمسحوه بالزيت باسم ربنا. فأن صلاة الايمان تشفي المريض، وربنا يقيمه. وان كان عليه خطايا، فتُغفر له" ( يعقوب،5/13-15).
كتب البابا يوحنا بولس الثاني: "الانسان هو بمثابة الطريق الاول الذي يجب على الكنيسة ان تسلكه لدى قيامها برسالتها . انه طريق الكنيسة الرئيسي الذي شقه السيد المسيح، وهو الطريق الذي يمرّ دائماً عبر سرّ التجسد والفداء.لذلك على الكنيسة ان تتنبّه لما يهدد الانسان من اخطار، وان تعرف ايضاً كل ما يعرقل حياته الحقة " ( فادي الانسان،14).
وفي رسالته العامة "انجيل الحياة "، اكدّ: "بقوة سرّ كلمة الله المتجسّد، كل انسان اصبح موكولاً الى الكنيسة والى محبتها الوالدية . فكل ما يهدد كرامة الانسان وحياته لا يمكن الاّ ان يمسّها في صميم فؤادها ، ويصيبها في عمق ايمانها بابن الله المتجسد والفادي ، وبرسالتها القائمة على نشر انجيل الحياة في العالم كله ولكل خلق ". وعدد الجرائم المتنوعة والانتهاكات التي تستهدف الحياة البشرية: كل ما يتصدى للحياة ذاتها : كالقتل على انواعه والاجهاض والانتحار؛ وكل ما هو انتهاك لحصانة الانسان: كالتعذيب الجسدي والنفسي؛ وكل ما يهين كرامة الانسان : كالدعارة والمتجارة بالنساء والاطفال ، وظروف الحياة المنحطة ، والاعتقالات الاعتباطية ، والنفي ، وظروف العمل المشينة ( انجيل الحياة،3).
مقعد كفرناحوم صورة عن كل انسان وشعب ومجتمع فككه الانحراف والفساد ، بسبب انهيار علاقته بالله من جراء الخطيئة . فالسلام مع الله سلام مع الخليقة كلها . هذا هو مضمون وصايا الله العشر القائمة على ركيزتين متلازمتين : حب الله ( الوصايا الثلاث الاول ) وحب الانسان (الوصايا السبع الباقية). الخطيئة هي في الاساس انتهاك لحب الله يؤدي الى نوع من شلل في حياتنا الانسانية والعائلية والاجتماعية.
الانجيل رسالة حرية وقوة تحرير يحقق رجاء شعب الله الذي تكلم عنه الانبياء. فالله " يفكّ" شعبه من قيوده فيحرره، و" يفتديه" فيكسبه لنفسه (اشعيا 41/4؛ ارميا 50/34؛ احبار 25/25 و47 و49؛ راعوت 3/12؛ انظر الحرية المسيحية والتحرر، 43).
ثانياً، الخطة الراعوية
المخلع نفساً وجسداً ومعنويات، المسيح الذي شفاه بكليته يمثل كل انسان شلّته الخطيئة والانحراف والشر، وافسدت علاقته بنفسه وبالله وبالناس. ويمثل ايضاً كل مجتمع تعطلت فيه العلاقات الانسانية وروح التضامن والترابط، وحكمته الانانية والذهنية الاستهلاكية. كما يمثل كل وطن منقسم الى دويلات طائفية ومذهبية وسياسية على حساب الولاء للوطن الواحد والوفاق الوطني والخير العام، مع استقواء بالخارج، على تنوع المصالح فتنشلّ فيه الحياة السياسية وتفسد الادارة ويتعطل الاقتصاد، ويعمّ الفقر والبطالة ويكثر الشر، ويحكمه نفوذ النافذين لا القانون، وتسود شريعة المحسوبيات والمغانم. ويمثل المخلع اخيرأً كل اسرة يُشلها التفكك.
أشار المجمع البطريركي الماروني الى هذا الواقع المتنوع في مختلف نصوصه. لكن الخطة الراعوية تواصل التركيز على واقع العائلة، لان باصلاحها مرتبط اصلاح الانسان والمجتمع والوطن.
1. تقتضي الخطة الراعوية ان تلتقي العائلة والجماعات العائلية والجماعات الرعائية والديرية والمؤسساتية، والمنظمات الرسولية وسواها، للبحث معاً في واقع الشلل على المستويات المذكورة اعلاه، بتشخيصه اولاً ووعيه، ثّم برسم حلول له، وتالياً بالالتزام الشخصي باصلاح في الذات وخارجها.
2. تنظر الجماعات المذكورة سابقاً في واقع العائلة من حيث تفككها:
أ- من جراء الازمة الاقتصادية الخانقة التي استباحت وسائل غير خلقية لكسب المال كالرشوة والسرقة والدعارة والمتاجرة بالمخدرات، والتي تسببت بهجرة تفرغ الوطن من قواه الحية، وبانقسام داخلي وتوتّر في العلاقات الزوجية والعائلية، ما أضعف الشركة بين افراد العائلة، وغيّب الحوار، وعطّل مسؤولية الوالدين عن تربية اولادهم.
ب- من جراء الانحطاط الاخلاقي، فقدت عائلات كرامتها، وانتهكت قدسيتها، بسبب اباحية جنسية تمارس في المجتمع الخفي، ومساكنة حرة تتكاثر، وانحطاط في القيم وعنف في العلاقات، وغياب المثل الاعلى في صورة الاب والام، وضعف السلطة في البيت، وانحراف عدد كبير من شبابنا وراء ما هو سهل من دون رادع خلقي او قانوني. واصبحت العائلة بسائر افرادها فريسة البرامج الهدامة التي تعرضها وسائل الاعلام والاتصال المكتوبة والمسموعة والمرئية، والمحطات الفضائية الاجنبية، عبر الصحون اللاقطة والكابلات وشبكات المعلوماتية.
ج- من جراء الخلافات الزوجية تُقوّض الرابطة بين الزوجين وبينهم وبين الاولاد، فتتكاثر الحالات المؤدية الى انحلال الرابطة الزوجية بافتراق الزوجين وابطال الزواج بالبطلان والطلاق، ما يخلّف اضراراً روحية ومعنوية ومادية في الزوج البريء، وصدمات عاطفية ونفسية تطبع حياة الاولاد الذين يختبرون حالة اليتم، واهلهم احياء.
3. ان الخطة الراعوية تستعين برسالة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الثامنة " العائلة مسؤولية الكنيسة والدولة"، لتجد تحليلاً مفصلاً لحالات الشلل التي تصيب العائلة، وتوجيهات وحلول عملية لها. ويوصي المجمع البطريركي الماروني بمساعدة العائلة للخروج من ازماتها، واستعادة كرامتها، ومسؤوليتها في المجتمع والكنيسة (النص العاشر: في العائلة، 63-66).
أ- ففي عالم راح يفقد جوهر الايمان الحقيقي، وباتت فضيلة الديانة مجرد ممارسة خارجية او اصولية او عادة بالية، لا بد من تنشئة للايمان وتربية جديدة له، وهو هبة من الله الذي يوحي، وجواب من الانسان الذي يقبل الحقيقة الموحاة. ما يمكّن العائلة من المشاركة في وظيفة الكنيسة النبوية عبر حياة زوجية وعائلية تتقدس بافرادها وتقدس مجتمعها (النص 64،10).
ب- وفي عالم غاب عنه الرجاء، ويتخبّط في يأس وضياع ولا مبالاة، لا بد من ايجاد اسباب للرجاء في العائلة، يشع في البيت والمحيط العائلي، بحيث يكون كل فرد من افرادها رجاء للآخر. من اسباب الرجاء الاساسية ان العائلة، التي باركتها يمين الله وغرستها خلية اساسية للمجتمع والكنيسة والدولة، هي بين يدي الله الآب الامين لمواعيده، والحاضر خاصة في اوقات الضيق (النص 10،65).
ج- وفي عالم غابت عنه المحبة الحقيقية، وباتت الاخطار من الداخل والخارج تهدد العائلة بالتفكك وفقدان كرامتها وقدسيتها، لا بد من مساعدتها لتكون " جماعة حياة وحب"، كما ارادها الله وزوّدها بنعمته لهذه الغاية. من الضرورة ان تصان المحبة في العائلة، والتربية عليها، لان " المحبة ام جميع الفضائل": الصداقة والتفاني والمغفرة والخدمة والصبر والعطاء من دون مقابل، والتقاسم والانفتاح على الغير، ومحبة الفقير، وتكريم الغريب، ومجانية السخاء، واحترام الآخر ( النص10/66).
صلاة
ايها الرب يسوع، طبيب الاجساد والارواح، الذي انعطفتَ في حياتك التاريخية على المرضى وشفيتهم بلمس يدك القديرة، ساعد الذين دعوتهم لممارسة شفاء الاجساد من خلال فنّ الطب، وشفاء النفوس بخدمة الكهنوت، لكي يجدوا فيك العون والقدوة. وجّه انت قلوبهم وايديهم ليدركوا انهم معاونون لك واداة رحمتك في الدفاع عن الحياة والنعمة، وفي نمو الخلائق البشرية. انر عقولهم بنور المعرفة لكي يحسنوا تشخيص الامراض الجسدية والنفسية، وإيجاد الدواء الملائم والشافي الذي توفرّه عنايتك. أعطهم ان يستحقوا يوماً، بمسلكهم المسيحي وبحسن ممارسة المهنة والخدمة، سماع صوتك القائل: " تعالوا، يا مباركي ابي، رثوا الملك المهيأ لكم". لك المجد الى الابد، آمين ( صلاة البابا بيوس الثاني عشر).
البطريرك بشارة الراعي