كما يشْتاقُ الأيَلُ إِلى مَجاري المِياه كذلِكَ تَشْتاقُ نَفْسي إِلَيكَ يا أَلله ( مز 42 /2)
السياحة و السواح - الحياة الرهبانية
السياحة والسواح
"الحياة الرهبانية"
درجة السياحة هى الدرجة السادسة فى تسلسل الرقى الروحى للراهب وتعلوها الدرجة السابعة والأخيرة التى هى درجة الرؤيا والآباء السواح هم من ماتوا كلية عن العالم تزداد محبتهم للصلاة حتى يصيروا كما قال الكتاب :
أما أنا فصلاة.
ومن فرط تعلقهم بالتأملات العالية وتعلقهم بالسمائيات وإنبهار عقولهم بالإلهيات تقل حاجتهم إلى الطعام والنوم فيقنعون بالقليل من عشب البرية والنباتات التى تنموا على الجبال والصحارى ,
فتتلاشى رغبات الجسد وتسموا أرواحهم وتستنير نفوسهم , وتسهل إنتقالهم من مكان إلى آخر بما يعرف بالإختطاف , ولم يخترع المصريين طريق الرهبنة فقد عاش تلك الحياة فى العهد القديم إيليا ويوحنا المعمدان ولكنهم طبقوا العبارة الكتابية التى تقول (1) :
رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،
38 وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ
صورة الابنا انطونيوس والابنا بولا أول السواح
ودرجات الرهبنة درجات صعبة جداً وطريق ضيق لا يستطيع كل أنسان الوصول إلى قمته إلا بإذلال النفس والسمو بالروح وهذا التقدم لا يتم إلا عن طريق واحد فقط
ألا وهو الحب الإلهى الشديد الذى يصغر بجانبة كل متطلبات الأنسان الأخرى وأحتياجاته بهدف الوصول إلى الإتحاد بالرب .
ومنذ أن عاش الأنبا بولا حياة السواح فقد أصبح أولهم ومن بعده لا يزال حتى الآن لا يخلوا جبل منهم من جبال مصر المقدسة (2) ويذكرالبابا شنودة الثالث فى مصر أنه يوجد سبعة رهبان يسيحون الآن فى الصحراء البرية الجوانية