يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس . مت-1-20
الإستنارة الروحية
" مستنيرة عيون أذهانكم " ( أف 1 : 18 )
+ ترمز الظلمة إلى حياة الخطية ، التى يفعلها الأشرار بعيداً عن النور ، لأنها مخجلة ، وتجلب العار لفاعلها ، وتحرمه من عالم النور .
+ والمسيح هو نور العالم وشمس البر ، ويستمد منه أولاده نوره ، كما أن كلمته المقدسة هى نور للنفس السالكة فى ظلمة العالم ، كما قال الكتاب :
" الوصية مصباح ، والشريعة نور " ( أم 6 : 23 ) .
وقال المرنم للرب : " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى "( مز 119 : 105 )
+ ويرمز النور إلى السلوك فى الحياة المقدسة ، والقدوة الصالحة للناس :
" أنتم نور العالم ، فليضئ نوركم ( سلوككم المبارك ) قدام الناس ، لكى يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات "( مت 5 : 14 ? 16 )
" كونوا بلا لوم وبسطاء ( أنقياء القلب ) أولاد الله بلا عيب ، فى وسط جيل مُعوج وملتو ، تضيئون بينهم كأنوار ( قدوة ) فى العالم"(فى 2 : 15)
+ ونحن نطلب من الرب ، فى صلوات الساعات ( الأجبية ) ونقول كل يوم :
*" أنر قلوبنا وأفهامنا ، أيها السيد الرب ...... الخ " .
+ فالحاجة ماسة إلى طلب الإستنارة الروحية للقلب والذهن ، من الروح القدس ، ومن مداومة ممارسة كل وسائط النعمة والخلاص .
+ ولذلك فالحاجة ماسة إلى الإستنارة ، بناء على رجاء القديس بولس
" مستنيرة عيون أذهانكم " ( أف 1 : 18 ) .
+ فليست العبرة بالبصر الحاد ،
ولكن بالبصيرة ( الإستنارة الذهنية بنور الروح القدس ) .
أى الحكمة الروحية اللازمة .
+ وكثيرون لهم عيون ولا تبصر ، ولا يفكرون فى عالم المجد والمستقبل الأبدى ، بل كل همهم النظر إلى الماديات والشهوات ، وقد أعمى الشيطان عيونهم ( يو 12 : 40 ) ، ( رو 11 : 10 ) وأضلهم عن طريق الحق ،
بالإنشغال بالنظر للماديات ، دون الروحيات ( جا 2 : 10 ) ، وليت الرب يفتح أعين غير المؤمنين ، على حقائق الإيمان والخلاص ، بدلاً من السلوك فى طريق الظلمة الأبدية ، وكما طالب به المرنم وقال :
" اكشف عن عينى ، فأرى عجائب من شريعتك " ( مز 119 : 18 ) .
+ وكان القديس " ديديموس الضرير " فاقد البصر ، ولكن الله أعطاه استنارة الداخل ، وشهد عنه القديس جيروم بأنه كان أعظم من كتب عن الروح القدس ، وقد أمتدحه القديس أنطونيوس ، وقال عنه :
" إن الله أعطاه بصيرة روحية رأى بها نور اللاهوت " .
+ فاطلب ( يا أخى / يا أختى ) من الرب ومن كل القلب ، أن ينير عقلك ، ويعطيك حكمة ونعمة دائمة ، وارتبط بكل وسائط الإستنارة الروحية ، والعملية ، واستفد من كل خبرات النفوس ، التى أنارها الروح القدس ،
وأعطاها نعمة وحكمة ، وخبرة ، لربح النفوس ، لا كسب الفلوس ، والسعى لربح الفردوس .