الرَّبُّ يَفتَحُ عُيونَ العُمْيان الرَّبّ يُنهِضُ الرَّازِحين. الرَّبّ يُحِبُّ الأبْرار (مز 146 /8)
تذكار الابرار والصديقين 2010 - تقديس الانسان بالمسيح - المطران بشارة الراعي
تذكار الابرار والصديقين
عبرانيين 12: 18-24
متى 25: 31-46
تقديس الانسان بالمسيح
تذكر الكنيسة في هذا الاحد وطيلة الاسبوع " الابرار والصديقين" الذين يؤلفون الكنيسة الممجدة في السماء، ويتلألؤون كالشمس حول عرش الحمل (متى13: 43). وهم مريم الكلية القداسة والدة الاله والقديس يوسف البتول، والانبياءوالرسل والشهداء والمعترفون. جموع لا تُحصى من الذين عاشوا ببطولة ايمانهم ورجاءهم ومحبتهم وسائر الفضائل الانسانية والخلقية. وقد اجتذبتهم محبة الآب، وافتدتهم نعمة الابن، وقدّسهم حلول الروح القدس. فأتموّا في ذواتهم الانسان الجديد بمقدار ملء قامة المسيح ( افسس 4: 13).
اننا ننظر اليهم، كالى مرآة، ونتأمل في سيرتهم، لنقتدي بهم، في ضوء تعليم الانجيل والكنيسة.
اولاً، القراءات المقدسة: الطريق الى البرارة والقداسة
1. انجيل القديس متى 25: 31-46
ومَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ الـمَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الـخِرَافَ مِنَ الـجِدَاء. ويُقِيمُ الـخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالـجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ الـمَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا الـمَلَكُوتَ الـمُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ الـمَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هـؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الـمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هـؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هـؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هـؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الـحَيَاةِ الأَبَدِيَّة".
انجيل هذا الاحد يرسم الطريق المؤدي الى البرارة والقداسة، فالى الخلاص الابدي. الرب يسوع يكشف، بوصف نبوي، الدينونة الاخيرة التي يخضع لها جميع الناس. ولانه فادينا فسيكون دياننا: " اذا جاء ابن الانسان في مجده، يجلس على عرش مجده، وتحشد لديه جميع الامم". سنُدان على المحبة والرحمة التي سلّمها لنا وصية جديدة: " احبوا بعضكم بعضاً كما انا احببتكم" (يو15/12). طريقنا الى الله، عبر يسوع المسيح، هو المحبة والرحمة المتجليتان عملياً في اطعام الجائع وسقي العطشان واكرام الغريب، وكساء العريان، وزيارة المريض، وافتقاد السجين. هؤلاء يسميهم السيد المسيح " اخوتي الصغار" (متى25/40). محبتنا له تظهر من خلال محبتنا لهم. ان مساعدة الاخوة الذين هم في عوز هي، حسب تعبير الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، اعادة الاخوّة المفقودة بسبب الخطيئة (عدد101). هذا هو اساس التضامن والعمل الاجتماعي. انه الشهادة لحب الله، وشهادة كنسية يلتزم بها الجميع، لكي تكون الكنيسة حقاً " كنيسة الاخوّة الشاملة" التي حققها يسوع المسيح. ان الوجوه الستة التي تفتح آفاق المحبة الاجتماعية لا تقتصر فقط على المعنى الحرفي والمادي، بل تشمل معانيه الروحية والمعنوية والثقافية.
رسالة القديس بولس الى العبرانيين (12: 18-24) تصف لنا كنيسة السماء الممجدة، ويسمّيها "مدينة الله، اورشليم السماوية، كنيسة الابكار المكتوبين في السماء، حيث العيد الحافل حول يسوع وسيط الخلاص وديّان الجميع".
2. التبرير بيسوع المسيح