البارّ يُبغِضُ كَلامَ الزُّور و الشَريرُ يَفضَحُ و يُخجِل (ام 13/5)
القديس الملاك ميخائيل في السماء - جنود مريم
القديس ميخائيل في السماء
إن القديس ميخائيل هو أحد الملائكة الثلاثة المذكورين في الكتاب المقدَّس. يُسمّيه النبي دانيال "بهامة أُمَراءِ البلاط السماوي!"
يُعبِّرُ الرسول يوحنا في سفر الرؤيا على الشكل التالي:
"حصَلَ في السماء قتالٌ كبير، ميخائيل وملائكته يحاربون التنّين، والتنّينُ يحاربُ بملائكته؛ لكنهم انهزموا ولم يَعُدْ لهم مَوْضِعٌ في السماء" (رؤ:12،7).
لقد كان إذاً رئيس الملائكة القديسَ المُدافع عن حقوق الله. فأمام صَرْخَة الملاك المجَدِّف والقائل: "لن أخدُمْ!" أجاب بصَيْحَتهِ الراعِدة: "مَنْ مِثْلُ الله؟" لقد جلَبَتْ له شجاعتهُ وقوفَ ثُلْثَيْ الملائكة إلى جانبه.
وأخذَ مكان لوسيفورس بعد أن هَزَمَهُ. وإذ كان يُنْظَرُ إلى إبليس على أنه أبهى الملائكة جمالاً، فالقديس ميخائيل قد أصبح إذاً على رأس الأرواح السماوية ببهائهِ وعظمتهِ.
يقول القديس أنسلموس:
"لِنَفْتَرِضْ أن ملاكاً من رُتبةٍ أدنى هو في مثل هذه العَظَمَة، فماذا يكون بالنسبة لأمير الملائكة كلّها؟ كيف سَنَتَصَوَّرُ إذاً جمالَ رئيس ملائكتنا البهيّ؟
كبطلٍ للمجد الإلهي، فللقديس ميخائيل دالَّةٌ كبيرةٌ على قلب معلّمهِ، وقلب العذراء مريم الفائقة القداسة، سُلطانة الملائكة.
وبما أنه روحٌ وكلّه صلاح، فرغبتَهُ الكُبرى هي في أن يُخلِّصَ النفوس، وأن يَقْتَلِعْها من يَدَيّ عدوّه القديم. وبما أن قُدْرَتَهُ قد وَضَعَها في خِدْمَة محبته، فبإمكاننا البقاءَ أكيدين من أن الثقة الموضوعة في هذا المُدافِعِ العزيز ليُساعِدَنا في معارك الوصول إلى السماء، هذه الثقة لن تُخَيِّبَنا أبداً.
وبالفعل، فإن القتال مستمرٌ بين ميخائيل ولوسيفورس،كما يؤكِّدُ ذلك ما كشَفَهُ بعضُ القديسين.
فهكذا، لقد رأى البعضُ بسماحٍ خاصٍ من الله، المعركة التي دارت قديماً بين ميخائيل ولوسيفورس، تتكَرَّرُ مشاهِدُها أمامهم. لقد نالَ الرُعْبُ منهم كلّ مأخذ، حتى أنهم فضَّلوا الموت على هذه الرؤيا المُرْعِبة التي اشتَبَكَ فيها جيشُ إبليس مع رِبْوات الملائكة الذين يقودُهم ميخائيل.
المسيح مع كل ملائكته".
إن المسيح هو نقطةُ الإرتكاز في عالم الملائكة. إنهم ملائكتهُ: "عندما يعودُ ابنُ الإنسانِ في بهاءِ مجدهِ مع كل ملائكتهِ..."(متى:25،31)،
إنهم له، لأنهم خُلِقوا بهِ ومن أجلهِ: "لأنه فيهِ خُلِقَتْ كلُّ الأشياء، في السماء وعلى الأرض، المنظورينَ والغير منظورين: العروش، الرئاسات، السلاطـين، القوات؛ كلُّ شيءٍ خُلِقَ به ولأجله" (كولوسي:1،16).
إنهم له أيضاً أكثر، لأنه جعلهم رُسُلاً لمُخَطَّط خلاصه: "أليسوا كلّهم أرواحاً يُرسَلونَ للخِدْمة، للذين سيَرثون الخلاص؟ (1،14) .
كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (331)
جمعيّة "جنود مريم"