إِحتَرِزْ لِقَدَمَيكَ إِذا أَقبَلتَ إِلى بَيتِ الله فإِنَّ الاْقترابَ لِلاْستماع خَيرٌ مِن تَقْديمِ ذَبيحَةِ الجُهَّال الَّذينَ لا يَعرِفونَ أنهم يَصنَعونَ الشَّرّ (جا 4 /17)
دور القديس ميخائيل في حياتنا - جنود مريم
دورُ القديس ميخائيل في حياتنا
إن عَمَلَ القديس ميخائيل العَطوف، قد ظهرَ دائماً منذ مأساة عَدْنٍ وحتى أيامنا هذه، وسَنَشْعُرُ به حتى نهاية الزمان.
إذن، من المَهْدِ وحتى القبر، يُشكِّلُ القديس ميخائيل سَنَداً للإنسان. إن الطفلَ الصغيَر(وخاصةً الغير مُعَمَّد بعد) يتطلَّبُ حمايتهُ له. عند ذلك سيُطالِبُ به إبليس كمُلكيةٍ له، وسيُحاول أن يَمْنَعَ عنه اقتبالَ السرَّ الأول (المعمودية) الذي سَيَنْتَزِعُهُ من سُلطانه. يتوجَّبُ على الأهل إذاً،أن يَعْهَدوا بأولادهم إلى الحامي السماوي.
وعند الوصول إلى عُمْرِ المُناولة الأولى، من المفيدِ تعليمِ الولد، أن القديس ميخائيل هو الذي يتولّى حماية سرّ الإفخارستيا.(بعضُ الكُتّاب المشهورون يُعلّمون ذلك).
يجبُ عليه إذن أن يحمي براءَة المتناولين، ويُعاونهم في هذا العمل الذي لا يُنْسى. إننا نَعْلَمُ أيضاً أن جيشهُ الملائكي، "الذين يرَوْنَ في كل حين وَجْهَ الآب"، يدافعون عن الأولاد الصغار المُفَضَّلين عند ربّنا،ضدّ كل ما يُشكِّكُهم. لقد نوَّهَ قداسة البابا بيوس الثاني عشر، بأن المُراهق المسيحي سيَجِدُ في القديس ميخائيل، مُرْشِداً ومُعزّياً في التدرُّب القاسي لحياته كرجل.
سيُساعده القديس ميخائيل خاصةً بأن يختار بسخاءٍ على مثاله، طريق العناية الإلهية للواجب والدَعْوة، رغم نداءات اللذّة والسعادة وكل الوسائل الشائنة ، التي يستعملها إبليس لتدمير مُلْكِ ربّنا،ولإهلاك النفوس.
إن كهنة المستقبل، والرهبان والراهبات، سيجدون في القديس ميخائيل شفيعاً يُساعدهم في القيام بتضحيات الإفتراق مع أخصَّائهم، وفي التدرَّج في الحياة الرهبانية. إن الذين يُصلّون إلى هذا الصديق القدير والعذْب والمتعاطف، سيَحْصُدون دائماً الفرح والسلام والشجاعة في إنجاز واجباتهم الأشدّ صعوبة.
كمسيحيين وأبناء الله والكنيسة، نجدُ في رئيس الملائكة القديس هذا، نموذجاً للتواضع والطاعة حتى الموت. إنه المثَلُ البنَّاءُ الذي يُقدّمهُ لنا بتتميمهِ لمشيئة الله،
وبتقديمهِ له كامل الإكرام من صميم عقله وإرادته، في امتحانٍ لم يكن يَفهَمَهُ، والذي فيه هلكَ كل الملائكة الأشرار بسبب الكبرياء وعدم الطاعة.
إن تجارب الشيطان تطالُ كل الأعمار. سيُساعدُنا القديس ميخائيل للتغلُّب على عدوّ نفوسنا إذا استنْجَدْنا به.
إن التاريخ الديني ينقلُ إلينا السِماتَ الدامِغة المُتعلِّقة بهذه المساعدات ضدّ التنّين. إن قراءَةَ بعض حالات التقسيم ضدّ الشياطين، تُحدِّثنا عن سُلطان ميخائيل الكبير ضدّ إبليس.
هنالك مثلٌ واحدٌ حصَلَ سنة 1928 في مدينة لووا في الولايات المتحدة الأميركية، يُعطينا الإثبات على ذلك.
كانت هنالك امرأةٌ يَسْكُنُها الشيطان منذ ستّة وعشرون سنة،
فقام الأب تيوفيلوس ريزينجر[1] (من رهبنة مار فرنسيس للكبّوشيين) بالتقسيم عليها، فاعترفت بأنها رأت عدّة مرّاتٍ القتال الرهيب بين شياطين لا تُحْصى من جهة، والملائكة بقيادة القديس ميخائيل من جهة ثانية،حيث كان هذا الأخير يُجْبِرُهُم على العودة إلى جهنم.
وخلال الصلوات التي كانت تُتلى على المرأة الممسوسة، كان الشيطان يثورُ عند مجرَّد ذكر اسم القديس ميخائيل، ولكم كانت مُدْهِشةٌ رؤية كم كان يهابُ بشدَّةٍ، الصلاة التي كانت تُتلى بعد القداس تكريماً للقديس ميخائيل. آه! لو يُصلّيها المسيحيون بإيمانٍ وثقةٍ أكبر.
إن مُساندة أمير الكتائب السماوية القوية، تُطْلَبُ بإلحاحٍ للمنازعين.
ففي هذه اللحظة التي يُضاعفُ فيها الجحيم حربهُ، تحثُّنا أمنا الصالحة، الكنيسة المقدَّسة، على رفع الإبتهال التالي: "ليتقبَّلْ هذه النفس رئيسُ الملائكة القديس ميخائيل، الذي استحَقَّ أن يختارَهُ الله رئيساً للجيش السماوي،!"
وهكذا، فإن النفس المَحْميَّة والتي يُرافِقُها القديس ميخائيل، تذهبُ إلى الدينونة، ليُدْخِلها إلى الملكوت السماوي. فيما المتعَجْرِفون، تلاميذ القائل: "لن أخدُمَ الرب"، يُسلِّمُهُم رئيسُ الملائكة نفسهُ إلى النيران الأبدية.
في الليتورجيا، تتحدُ الكنيسة بالملائكة لتعبُدَ الإلهَ الذي هو مثلَّثُ التَقْديسات؛
إنها تَبْتَهِلُ إلى عَونهم (في ليتورجيا الأموات، أو في "النشيد الشيروبيمي" في الليتورجيا البيزنطية)؛ إنها تُعيّدُ بشكلٍ خاص ذكرى بعض الملائكة
(مثل
القديس ميخائيل، والقديس جبرائيل،والقديس روفائيل، والملائكة الحُرّاس.)
التعليم الكاثوليكي (335)
جمعيّة "جنود مريم"