إِرحَمْني يا أَللهُ اْرحَمْني فإِنَّ نَفْسي بِكَ اْعتَصَمَت بِظِلِّ جَناحَيكَ أَعتَصِم إِلى أَن تَعبُرَ المُصيبَة (مز 57 /2)
أيها الربُّ السيّد - جنود مريم
أيها الربُّ السيّدُ
من هو الله؟ لقد وَرِثْنا من تقليدٍ طويلٍ ورائعٍ للمؤمنين، حيث لعب فيه الملائكة ورؤساء الملائكة، والمراتب، والقوات الملائكية، دوراً جبّاراً ومُستمرّاً. الحمدُ لله أننا نعود إلى هذه القيمة الموروثة من الأجداد. لقد ذكر جوليان غرين هذا الماضي على الشكل التالي:
"إن النظام الحقيقي مؤسَّسٌ على الصلاة، وكل الباقي ليس سوى فوضى (مُتخفِّية نوعاً ما). لقد كانت القرون الوُسطى عمارةً أساساتُها هي: الأبانا، والسلام، والنؤمن
. وكل ما هو مبنيُّ على غير ذلك ليس بإمكانه سوى الانهيار عاجلاً أم آجلاً في الوحل الدامي."(الجريدة :ص351،29-8-1940).
عندما نضعُ الربّ جانباً، يُصبح الإنسان في خطر. إذا لم يبنِ الرب نفسه البيت والمدينة ? فإن الإنسان يعمل دون جدوى. لكن مع الله، يُصبحُ الإنسان قويّاً جدّاً، ويُصبحُ كلُّ شيءٍ ممكناً بالنسبة إليه.
لقد استطاعَتْ جان دارك المتواضعة بواسطة ثقتها وقتالها، وحياتها البطولية، أن توضِحَ للتاريخ هذه الحقيقة التي ما زالت دائماً مقبولة.
سيُرافقها مُرشدها السماوي القديس ميخائيل منذ البداية وحتى النهاية. فوسط لهيب النيران، وبعد أن ردَّدَتْ ستّ مرّاتٍ اسم يسوع قالت:
"إن الأصواتَ التي سمعتُها كانت من الله.
كل ما فعلتُهُ، فقد فعلتهُ بأمرٍ من الله!
لا، الأصواتَ التي سمعتُها لم تُخْطئني.
إن ما أُوحِيَ إليَّ كان من الله."
إن تشجيع التعبُّد للقديس ميخائيل ولكل الملائكة، يتوافق مع حسّ القداسة والروحانية، في عالمٍ يغوصُ بخطورةٍ في المادية.
ساعِدْنا يا رئيس الملائكة العظيم، لنَفْهَمْ ونعيش هذا المثال، الذي هو عزيزٌ على قلوبنا.
أيها الربُّ السيّدُ،أنتَ أولُ من تجبُ له الخِدْمَة.
لنَتَّحِدْ إذن برئيس الملائكة هذا، لكي نَشْتَرك في غَيْرَته من أجل خلاصنا،
وخلاص كل المسيحيين.
لنَسْتَسْلِمْ إلى عنايته؛ ونَعْهَدْ بأنفسنا لنَجْدَته، ولنكن طيِّعين لصوته الداخلي،
لكيما تكون فعّالةً فينا كل الوسائل التي يُقدِّمها لنا بواسطته لأجل خلاصنا،
وأن لا نضعَ من جانبنا أية حواجز تمنع تنفيذها.
القديس يوحنا المعمدان دو لا سال
جمعيّة "جنود مريم"