إِنِّي مَن أَحبَبتُه أُوَبِّخُه وأُؤَدِّبُه فكُنْ حَمِيًّا و تُبْ (رؤ 3 /19)
تاريخ ايقونة عذراء الموت
ايقونة عذراء الموت
في سنة 1088
بعد الميلاد قام الإمبراطور الكسيوس الأول بأمر إمبراطوري ذهبي بإهداء
جزيرة باتموس والجزر اليابسة المحيطة إلى القديس خريستوذولوس وكان من بين
هذه الجزر جزيرة ليبسو التي أصبحت مشهورة فيما بعد لاحتوائها أيقونة العذراء المقدسة " عذراء الموت".
في سنة 1600
بعد الميلاد وصل من الجبل المقدس رهبان نساك حتى يعيشوا في جزيرة ليبسو
ويتقدموا بحياة الفضيلة .
كانت ثروة كل من النساك موجودة في بيت شعر وهم
كانوا رحل وثروتهم عبارة عن بعض الكتب الليتورجية كانوا يستعملوها في
صلواتهم وبعض كتب لآباء البرية للغذاء الروحي ، كانوا رياضيين روحيين
حقيقيين وذلك في عدم القنية في الأكل القليل وبالصوم والبعد عن العالم
والصلاة.
كانت كلمات المسيح: " اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وكلها تزاد
لكم" هي الكلمات التي آمن بها النساك وجعلوها من أولويات حياتهم وعاداتهم.
سميت أيقونة السيدة "أيقونة
عذراء الموت" لأنها كانت تحمل على ذراعيها صليب وعلى الصليب ابنها
المصلوب والمعذب الرب يسوع المسيح والذي بموته ترك الحياة وداس الموت
بالموت.
لهذا السبب سمّيت أيقونة عذراء الموت. بقلبها المليء بالحزن
وبنظرة وجع تنظر والدة الإله إلى السموات لتصل إلى العرش السماوي وعرش
ابنها وإلهها الممجد وفي فم العذراء ابتسامة خفية ورضا لخلاص
البشرية من الخطيئة التي وهبها السيد لكل من آمن بصلبه وموته وقيامته.
المسيح الإله الذي من جنبه الذي طعن بحربة وهبنا مغفرة الخطايا والخلاص من
العذابات الأبدية. لقد تقاسمت والدة الإله جزء من وجع السيد عندما قبلت
كأم سيف الصلب في صدرها..
موت الملعون
عاش في ليبسو إنسان مسيحيي مؤمن وهو ياكومي ماركيس مع زوجته آنزو وعشرة أولاد.
وفي عام 1880،وبينما عمال الحجارة يحاولون اقتلاع الحجارة من الجبال،
سقطت صخرة كبيرة وهوت فوق أحد العمال فأردته قتيلاً. ولعدم وجود كاهن في
المنطقة لقراءة الصلاة الجنائزية على الميت، اقترح السيد باكومي ان يدفن
العامل في كنيسة العذراء "سيدة الموت".
فقام العمال بحفر
القبر، وعند إنزالهم الميت إلى القبر حدثت زلزلة عظيمة ارتجعت معها جدران
الكنيسة، فخرج الجميع من الكبيسة مذعورين وهم يرتجفون.
ولدى سؤاله عن نتائج الزلزال ، اندهش عند سماعه أن الجميع لم يشعر بأي زلزال وان الهدوء يخيم على المنطقة.
وعندما عاد عمال الحجارة إلى باتموس، قاموا بالذهاب إلى رئيس دير يوحنا اللاهوتي وقالوا له كل ما حصل معهم في دفن الميت والزلزال .
فقام الرئيس بالسؤال عن سيرة الميت من أقاربه وقد اعترف أقاربه أن الميت
كان ذو سلوك سيء مع أحد الكهنة ومن جراء تصرفاته السيئة قام الكاهن بلعنه
وهكذا أصبح الميت تحت لعنة كاهن.
وكان غضب الرب على الميت هو سبب الزلزلة
العظيمة التي حدثت حينها.
وبأمر
من رئيس الدير، قاموا بإخراج الميت من القبر وإحضاره إلى باتموس حيث قام
الرئيس بصلاة الصلاة الجنائزية، والكاهن الذي لعنه قام بقراءة أفشين الحل
،وتم دفن الميت بسلام منتظرا يوم الدينونة الرهيب.
نذر الكابتن ثيولويي
في سنة 1947
وبينما كان الكابتن ثيولويي من باتموس يقوم بقيادة الزورق الذي كان يسير
باتجاه ليبسو قادماً من ليرو،
بدأ البحر بالهيجان والريح تشتد، ففكر
الكابتن بالعودة إلى ليرو. إلا انه وجد صعوبة بإدارة دفة المركب والعودة .
وفجأة ضرب موج كبير مقود الزورق وكسره
وأصبح الزورق بدون تحكم فبدأ الكابتن بالبحث عن طريق لينجو وكانت مقابله الكنيسة (كنيسة
سيدة الموت) وبإيمان قوي وروح مسيحية صرخ يا عذراء يا عذراء الموت مدي
يدك وأنقذيني ...
وعندها سمع صوت غير مرئي وقال له: اجعل من الذراع الخشبي
مقودا وستنُقذ، وفعلا أخذ الذراع الذي تستعمله الزوارق كدرج وعمله مقوداً
وهكذا سيطر على الزورق، وبحماية والدة الإله بدأ البحر بالهدوء وبعد قليل
رسا المركب بسلام.
ومنذ ذلك الوقت نذر الكابتن بان يقوم بنقل الزوار المسيحيين يوم 23
آب من والى ليبسو مجاناً حتى يتمكنوا من زيارة كنيسة السيدة.
ومن بعد
وفاة الكابتن استمر أولاده بإحضار التقدمات والنذور شاكرين سيدة الموت على
العجيبة التي عملتها مع والدهم.