أَبرِقْ بِبُروقِكَ و شَتًّتْهم أَرسِلْ سِهامَكَ و بَدَدْهم (مز 144 /6)
أيقونة ملكة الكل الشافية من السرطان
في
العالم أيقونات عجائبية عديدة لوالد الإله،
منها
"فرح كل المحزونين"
و "الباحثة عن الضائع"
و "العليقة غير المحترقة"
و "المغذية باللبن"...،
تظهر هذه
الأسماء بعينها كيف تدفق والدة الإله رحمتها ونعمتها، اللتين لا ينطق بهما، بواسطة
هذه الأيقونات كل منها بطريقة خاصة وفريدة، ويفيد التقليد الكنسي أخبار
العناية العجائبية التي لم تزل والدة الإله تقدمها للمسيحيين على مدى الأجيال.
وهناك
أيقونة عجائبية أخرى، وبحسب مشيئة الله، مجّدها الله في أيامنا هذه، المفتقرة إلى
التقوى والوافرة بالمآثم والأحزان، بواسطة شفاءات عجائبية للأمراض الروحية
والجسدية، تعرف هذه الأيقونة في اليونانية Pandanassa"" أي "ملكة الكل".
هذه الأيقونة موجودة في دير فاتوبيذي في الجبل
المقدس منذ القرن السابع عشر، بعد فترة وجيزة من وضعها في الكنيسة الرئيسية في
الدير المذكور، حصلت الأعجوبة التالية:
فقد أتى يوماً أحد الشبان إلى الكنيسة راغباً بتكريم أيقونة والدة الإله
الموقرة، وفيما هو يقترب منها إذا بوجه العذراء القديسة بدأ فجأة باللمعان وقوة
غير منظورة طرحته أرضاً،
فلما عاد
إلى رشده اعترف بعبرات إلى الآباء بأنه كان يحيا بعيداً عن الله، وبأنه كان يتعاطى
الشعوذة، ومنذ حدوث تدخل العذراء العجائبي، غيَّر الشاب مسلك حياته وغدا مسيحياً
تقياً.
هذه الأيقونة "ملكة الكل"
مُجدت أيضاً من خلال عدة أشفية لمرضى السرطان المنتشر بكثرة في أيامنا هذه،
لهذا
السبب فإن رابطة الرحمة التي هي على اسم القديس البار يوحنا كرونشتادت،
والتي تعمل في جناح الأمراض السرطانية للأولاد، التابعة لمؤسسة الأبحاث العلمية في
موسكو، وببركة قداسة البطريرك ألكسي الثاني،
طلبت أن تصنع نسخة عن هذه الأيقونة، ورداً على ذلك فإن رئيس دير فاتوبيذي الارشمندريت افرام، بارك القيام بنسخ هذه الأيقونة العجائبية
"ملكة الكل" للشعب الروسي.
لما انتهى رسم الأيقونة وُضعت على مذبح الكنيسة الرئيسية لمدة /40/ يوماً لتكريسها، ثم أرسلت إلى روسيا
ووصلت في 21/آب/1995، فاستقبلها أكثر من مئة أسقف وكاهن، واقيمت خدمة خاصة
في كاتدرائية رقاد والدة الإله في الكرملن.
أول الأمر حُفظت في بين كاهن ورع، ومن هناك أخذت إلى مستشفى لداء السرطان في موسكو،
حيث أقيمت الابتهالات أمامها، بعد ذلك بدا واضحاً التحسن الملموس في حالات المرضى.
بعد فترة وجيزة، نُقلت إلى موضع جديد وهو كنيسة جميع القديسين في دير
نوفو-ألكسيفسكس السابق،
هناك كتب
"مديح" لهذه الأيقونة سنة 1996، جمع بين ميزات الأصل اليوناني
والتقاليد الروسية للترتيل الكنسي، يُقام كل يوم أحد في كنيسة جميع
القديسين ملكة الكل"،
وفي نهاية الابتهال يبارك الزيت ليوزع على السقماء من اجل مسح المرضى، أما وثائق
الأشفية العجائبية التي أجرتها والدة الإله بواسطة أيقونتها العجائبية، فتحفظ في كنيسة
جميع القديسين. ابتهال من المديح لوالدة الإله "
بعض عجائبها ومعجزاتها:
منذ بضع سنوات اكتشف بأن ألكسندر الذي الشاب كان مصاباً بورم الشرايين في
أسفل جمجمته، فباشر يُشارك بالابتهالات المقامة أمام الأيقونة فابتدأت الدرنة
تضمحل بشكل ملحوظ إلى أن اختفت تماماً.
وخضعت امرأة مسنة مصابة بالسرطان من الدرجة الثالثة، لعملية جراحية فاستأصل قسم من
أمعائها، لم تخضع لأي علاج كيميائي أو إشعاعي،
بل كانت
ابنتها تقرأ المديح ل "ملكة الكل"
يومياً لمدة أربعين يوماً، متضرعة لشفاء والدتها، وكانت تمسحها بالزيت المقدس،
فعادت معافاة وبصحة جيدة تماماً.
وهناك طفلة عمرها سنة ونصف أصيبت بسرطان الكبد، فابتدأت والدتها بحسب نصيحة احد المؤمنين
بالصلاة بحرارة أمام الأيقونة، وكانت غالباً ما تأخذ ابنتها لتتناول القدسات،
وتمسحها بالزيت المقدس، فبعد مرور شهر ونصف أعلنت الأم ومحياها مشرق بالبهجة إلى
أصدقائها قائلة:
"يوم
أمس ذهبنا إلى المستشفى وكانت نتيجة التحاليل ممتازة جداً، والأطباء مندهشون جداً"
فبهذا تسلم الوالدان السعيدان ليس شفاء ابنتهما فقط بل لؤلؤة الإيمان الثمينة
أيضاً،
وبعد
إقامة ابتهال شكري اقترنا في الكنيسة، وأصبحا مسيحيين ليس فقط بالاسم بل أيضاً
بمسلك حياتهما.
"افرحي يا
مَنْ تبرئ بالنعمة أسقامنا"
صلاة:
يا
والدة الإله الممتلئة نعمة، المذهلة "ملكة الكل" لستُ أهلاً لتدخلي تحت سقف
بيتي،
لكن بما أنك والدة الإله الرحيم تفوهي بالكلمة لتبرأ نفسي ويتشدد
جسدي الواهن،
وبما أن لكِ القدرة التي لا تقهر قولاً وفعلاً يا ملكة الكل،
تضرعي من أجلي وأحرزي لي النصر،
لأمجد اسمكِ الفائق التمجيد دوماً،
وكل آن والى الدهور التي لا نهاية لها، آمين.