أنا الألف والياء, البداية والنهاية. إني سأعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا (رؤ 21 /6)
صورة سيدة رامات - جنود مريم
صورة فريدة بجمالها، غنيّة برموزها، جـّذابة بوهج قداستها... ومهما قيل عنها لا يفي الموضوع حقّه، يكفي أنها صورة أُم الله سيدة رامات !
من البديهي جداً أن صورة سيدة رامات فنّ غربي لا شرقي، فهي إذاً صورة وليست أيقونة. لا نعرِف كيفَ وصلت إلى لبنان، وإلى هذهِ الكنيسة بالذات،
أهي من مخلفّات الصليبيين أم من مكمّلات ثقافة المدرسة المارونية التي انتقلت مع تلامذتها من إيطاليا إلى حرم الكنيسة المارونية وأبدلت أيقونتها بصورة غربيّة ؟
أو ربما تناقلها أحد الأساقفة من أروربا أو من أميركا الجنوبية على ما تقول روزنامة دير كفيفان؟ جملة اسئلة تبحث عن جواب،
لا في رامات فقط، بل وفي معظم كنائس الموارنة!
يبلغ طول الصورة، وهي طباعة على ورق، 0.80م و 0.50م عرض، محفوظة ضمن إطار خشبي ويحفظها من الأمام لوح زجاج، ومن جهة الخلف خشبة كتب عليها "رامات".
تمثل الصورة السيدة ألعذراء واقفة تحمل بيدها اليسرى إبنها الطفل يسوع، وتحمل بيدها اليمنى باقة مؤلفة من زهور الزنبق والورد، ترتدي، كما ابنها، حلّة بهيّة مزيّنة برسم الصليب والسنابل والعنب والزهور.
رأسها مغطّى بوشـاح طويل يلامس أسفل الصورة، تعتمر، كما الطفل، تاجاً يعلوه الصليب. أما الطفل الإلهي فيده اليمنى تبارك، واليسرى تحمل باقة من الزهور كتلك التي بيد العذراء أمه، وفي معصمه سبحة متدلّية.
وهنا نستطيع أن نستنتج أن الصورة ربما تعود إلى ما بعد سنة 1213، أي سنة إنطلاقة تكريم الورديّة المقدسة مع القديس عبد الأحد...
يبقى أن نشير أخيراً إلى أن الورود والزنابق ألتي تزيّن ثوبيّ الطفل يسوع وأمه العذراء مريم ترمز إلى الجمال الإلهي وإلى أريج الطهر الذي عمَّ البشرية إنطلاقاً من التجسّد الإلهي...
كذلك نجد في رمز السنابل والعنب دلالة واضحة إلى الخبز والخمر ألذين هما عنصرا الأفخارستيا، سِرّ أسرار المسيحيّة، عطيّة الله المجانية للإنسان... فكما أن ألعذراء أعطتنا الله في التجسّد، فهي ما تزال تعطينا المنّ السماوي تحت شكليّ الخبز والخمر فهي أم الله وأم ألكنيسة... سيدة رامات.
أمام هذه الصورة، المشيرة إلى الأم الإلهية، صلّى أحبار وأساقفة ورهبان ومؤمنون وقديسون، مما لا شك فيه أن ألقديس نعمة الله، كما القديس شربل والأخ اسطفان، زاروا هذا المقام وصلّوا طالبين شفاعة البتول مريم عند ابنها يسوع. وممّا لا شك فيه أيضاً أنهم نالو طلباتهم الصالحة، فأدركوا الكمال،
ونحن بدورنا مدعوين إلى الإقتداء بهم كما أقتدوا هم بالمسيح لننال خلاص نفوسنا.
فبشفاعة سيدة رامات، يا مخلّص خلّصنا، آمين.
ملاحظة :
- يحتفل بعيد سيدة رامات في 15 آب.
- كلّ ثاني نهار جمعة من الشهر، يقام صلوات وقدّاس في كنيسة سيّدة رامات.
- للمزيد من المعلومات الاتصال بدير مار قبريانوس ويوستنيا ? كفيفان، ضريح القدّيس نعمة الله كسّاب الحرديني: 4/ 305 720 /07
جمعيّة "جنود مريم"