فإِنِّي تَحَمَّلتُ العارَ مِن أَجلِكَ و غَطَّى الخَجَلُ وَجْهي (مز 69 /8)
خاتمة القسم الاول - جنود مريم
خاتمــة القسم الاول :
إنّها لائحة طويلة مرعبة، لائحة الوسائل التي ترعب الشيطان وتحطّم رأسه" حسبما أقرّ هو نفسه. وحريّ بكلّ نفس مخلصة في حبّها للعذراء أن تتّخذ من هذه اللائحة، موضوعًا لفحص ضمير صادق ودقيق وتحاول ما أمكنها أن تلجأ إلى هذه الوسائل التي تدفع عنّا سطوة الشطيان ونفاقه.
وهناك مثل يقول:
أعذر من أنذر، أي من حذّرك ممّا سيحلّ بك، فقد صار معذورًا عندك. وقد سمع الله للشيطان، بل أرغمه على أن ينذرنا، أي يُطلعنا على وسائل إغوائه للنفوس، على أمل أن نتجنّبها.
ولن يتجنّبها إلاّ المخلصون الصادقون في محبّتهم لله والعذراء. أمّا الذين يستخفّون بهذه الوسائل،
فاستحفافهم ليس إلاّ دليلاً على أنهم سقطوا في حبائل إبليس وأصبحوا أعداء المسيح القائل: "من ليس معي، فهو علي". ويكفي بهذه العداوة أن يستحقّوا القضاء عليهم: "إذهبوا عني... إنّي لا أعرّفكم".
وسهل جدًا على المحبّين لله والعذراء، الانتصار على إبليس، ما دام هو نفسه وضع بين أيديهم مرغمًا لا مخيّرًا، السلاح الذي به يدحرونه ويتخلّصون من أذاه، أعني الوسائل التي يكرهها وترعبه، ونخصّ بالذكر "سرّ القربان" و"سرّ الاعتراف" اللذان يدمّران إبليس على حدّ قوله.
وتكريمنا للعذراء بتلاوة المسبحة، إنّما يقودنا في نهاية الأمر إلى "كرسي الاعتراف".
وكذلك الطاعة لتوجيهات الحبر الأعظم المنتصب وسط هذا العالم المهدَّد بالفساد، والمستلسم لقوى الشرّ، جبّارًا ماردًا في وجه الفساد وفاعلي الشرّ.
جمعيّة "جنود مريم"