الصلاة بمقتضى المشيئة الإلهيّة - جنود مريم
يسوع يتحدّث إلى لويزا بيكاريتا (1865-1947)
هذه الصلاة تذكّرنا بما علّمه يسوع عن نسيان الذات. بإمكاننا أن نبدأ قائلين: "يسوع يودّ أن نصلّي، فأصلّي معه". هذه الأمثولة أعطاها يسوع للويزا: "أريد أن أعلّمك الطريق كي تعرفي كيف تكونين معي. أدخلي فيّ، حوّلي ذاتك فيّ، خذي كلّ ما تجدينه فيّ" (9 شباط 1908).
فلنتذكّر أنّ كلّ شيء يتم بالطريقة الذهبيّة: "نحن نرغب في القيام بالعمل ويسوع يقوم به كاملاً". من الملاحظ أنّ يسوع لم يقل "فكّروا" بل "ارغبوا". التفكير وحده لا يؤتي شيئًا؛ إنّها رغبة القلب التي تضمن العيش في ملكوت المشيئة الإلهيّة.
قبل كلّ شيء، نتوق إلى الدخول في يسوع (وفقًا للقاعدة الذهبيّة)؛ وهكذا، نتحوّل في ذاته (أيضًا، وفقًا للقاعدة الذهبيّة).
كان القدّيس بولس يقول: "نحيا في المسيح كي نفعل كلّ شيء كأنّ كلاًّ منا يسوع آخر: فكرًا، وكلامًا، وعملاً، وتصرّفًا، وحركة، وتنهّدًا، وخفقان قلب، كلّ شيء عدا الخطيئة".
بعد ذلك، نأخذ كلّ ما نجده في يسوع. وفي هذا المجال، أعطى يسوع لويزا في 14 آب 1912 الشرح الآتي:
"حين كنت على الأرض، طيلة حياتي الخفيّة، أي إلى الثلاثين من عمري، حين بدأت مهمّتي العلنيّة، أخذت كلّ شيء من كلّ منكم على ذاتي:
الأفكار، الكلمات، الأعمال من آدم حتّى آخر إنسان، وأعدتُ حياة كلّ إنسان إلى ما تقتضيه المشيئة الإلهيّة. بهذه الطريقة، كلّ منكم لديه الألوهة في حياته.
لماذا؟ لأنّ هناك صيغة إلهيّة لا غير يمكنها أن ترفع إلى الله مجدًا كاملاً".
محاولتنا البشريّة لتمجيد الله تبقى دون الكمال المطلق مهما بلغنا من القداسة.
يسوع لم يقدّم حالاً الصيغة الإلهيّة لحياتنا إلى الآب، بل احتفظ بها في ذاته في انتظار اليوم الذي تأتون فيه وحدكم. فبعد أن تقولوا نعم للمشيئة الإلهيّة، يمكنكم:
- الدخول فيه.
- تحويل كلّ كيانكم فيه.
- أخذ ما تجدونه فيه.
الآن، بإمكانكم أن تجدوا في يسوع الصيغة الإلهيّة لحياتكم المحفوظة فيه، خذوها، اجعلوها حياتكم (بالطريقة الذهبيّة) وقدّموها معه إلى الآب.
تستطيعون القيام بذلك في معظم الأحيان ليس فقط في حياتكم الخاصّة، ولكن مع حياة سواكم، فكلّما أمكنكم ذلك فيسوع هو الذي يرغب في القيام به.
جمعيّة "جنود مريم"