لا أَضَعُ نُصبَ عَينَيَّ شيئًا تافِهًا. أَبغَضتُ عَمَلَ الجاحِدينَ فلا يَعلَقُ بي (مز 101 /3)
لويزا القدّيسة الابنة الصغرى للمشيئة الإلهيّة - جنود مريم
"الابنة الصغرى للمشيئة الإلهيّة"
في بداية حياتها الروحيّة
يسوع يتحدّث إلى لويزا بيكاريتا (1865-1947)
يا يسوع، عذوبتي وحياتي، اجعل منّي قدّيسة بحسب رأفتك. أتوسّل إليك، يا يسوع، بحقّ كلّ نبضة من نبضات قلبك المعبود، اجعل منّي قدّيسة.
إن نلت الخلاص فذلك بسبب مجدك، وآلامك ومحبّتك. أجل، اجعل منّي قدّيسة، فتكون في السماء نفس أخرى ترنّم مدائحك إلى الأبد.
يا يسوع الوديع، اجعل منّي قدّيسة. أنا عضو في كنيستك التي افتديتها بدمك الإلهيّ. لا تتخلَّ عنّي أنا الابنة المسكينة في كنيستك، فمحبّة بها، اجعل منّي قدّيسة، يا إلهي.
غالبًا ما آتي إليك في سرّ قربانك. لا تدع الفتور يدبّ إلى قلبي، بل بحقّ محبّتك الإلهيّة، اجعل منّي قدّيسة. يا إلهي.
ابتهال 1
يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهية، اجعل منّي قدّيسة!
تطلب مني أن يكون لي أسرة وزملاء وأصدقاء. طلبت منّي أن أحببهم إلى الفضيلة، وأن آتيك بالنفوس.
ولكن، كيف يسعني القيام بكلّ ذلك وأنا مسكينة، تنقصها القداسة؟ إنّي عاجزة وغير مؤهّلة. على الأقلّ، محبّة بالنفوس التي افتديتها بدمك، اجعل منّي قدّيسة.
ولكن، لم عليّ تقديم كلّ هذه المبرّرات؟ ألست الرأفة اللامتناهية والسخاء بالذات؟ هل بإمكانك، يا عشيق نفسي، أن تبقيني ساجدة أمامك ولا تصغي إلى ابنتك التي تفتح لك قلبها وتطلعك على رغبتها المتقدة، وتتوسّل إليك أن تجعل منها قدّيسة.
ألا تصغي إليّ في عظمة رأفتك؟ فإن وددتَ أن لا تستجيب لي بسبب جحودي،
فهل بإمكانك أن ترفض هذه النعمة لأمّك التي تطلبها لأجلي؟ هل بإمكانك أن ترفض ذلك لملاكي الحارس الذي يعبدك باستمرار ويرنّم تسابيحك.
ابتهال 2
يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهيّة، اجعل منّي قدّيسة!
يا يسوع، أعترف بأنّي جاحدة كلّ عطيّة منك. مع ذلك، حين أسألك أن تجعل منّي قدّيسة،
فأي شيء أسأله سوى تحقيق ما أردته من فدائك وانتصار مشيئتك على مشيئتي؟
يا حبّي، إنّك كلّي القدرة، فأحرقني بنارك، ولا تسمح بأن أهينك. حوّل حياتي إلى فعل تكفير، وتعويض، ووفاء، وسجود ورسالة، وتضحية ومحبّة.
يا يسوع، أودّ أن أعيش مأخوذة بك، مرتمية عند قدميك، لا ألتفت إلى سواك، مستمدّة حياتي من حياتك في القربان.
ابتهال 3
يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهيّة، اجعل منّي قدّيسة!
أنا أعلم أنّه من الضروريّ أن أجمح باندفاعاتي الروحيّة، وأن أنتصر على ذاتي بألف طريقة وطريقة. سأحتاج إلى أن أحبّ الصلاة، والصمت، والعمل، والإماتة، والإيمان القويم، ومخافة الله في كلّ ما أقوم به،
وأن أملأ الفراغ فيّ ولدى جميع المخلوقات المحيطة بي، وأن أحفظ قلبي نقيًّا وأزيّنه بالورود والياسمين والبنفسج... فأي شيء يستعصي على المحبّة الحقّة؟
أفهمني، يا إلهي، كيف يمكنني أن أصبح قدّيسة؟
هل سيكون فقط بأن أحمل بمحبّة صلبان كلّ يوم؟
هل سيكون فقط بالقيام، على أكمل وجه، بما يطلب منّي عمله في كلّ يوم من أيّام حياتي، أكان ذلك من قبيل الواجب، أم بدافع التحسّس مع الناس؟
كم هو رائع أن يؤخذ الإنسان بالألم والمحبّة! وكم من الأمور تبلغ كمالها حين تتمّ تحت نظر الله، هذه التي سوف أحاسب عليها يوم الدينونة وتقرّر مصير خلاصي الأبديّ؟
ابتهال 4
يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهية، اجعل منّي قدّيسة!
يا يسوع، أنت ذاتك، علّمني، كن، في هذا العالم، معلّمي الصبور.
أتوسّل إليك، مع القدّيس توما، أن تعلّمني أن أبقى في اتضاعي وفي سعادتي، وأن لا أيأس في شدائدي.
علّمني أن لا أكون فظّة في محادثاتي، أن لا أتأفّف في آلامي، أن أكون مطيعة بدون أن أنحرف، أن لا أميّز في محبّتي وأن لا أتلوّن في فضائلي. علّمني،
مع القدّيس أغناطيوس، أن أكون سخيّة حتى البطولة، وأن أخدم حتّى التضحية، أن أعطي بدون حساب، أن أكافح دون أن أخشى الجراح وأن أتلاشى بدون وجع.
ابتهال 5
يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهية، إحعل منّي قدّيسة!
يا حبّي، من يعطيني ما أنا في حاجة إليه لأبلغ إليك وأرضيك وحدك. هلمّ واملك على قلبي. لا أبتغي سوى أن أحبّك وحدك، يا يسوع، وأودّ أن أحبّك في السراء كما في الضراء. دع روحي ترتاح فيك وحدك، يا يسوع.
عندما عاصفة أهوائي ورياح تجاربك تعصف بإرادتي،
اجعل كلّ نبضة من قلبي ترنيمة تسبيح، وفعل شكر وسجودًا لقلبك الإلهيّ.
ما إن تتحطّم القيود، اجعلني، لمرّة أخيرة، أقوم بقفزة نوعيّة لأرتمي على قلبك المصلوب، المركز الإلهيّ للمحبّة، والغيرة، والنقاء والتجرّد الكامل. يا يسوع، بحقّ رأفتك اللامتناهية، اجعل منّي قدّيسة!
يا مريم، أم الرجاء والمحبّة، إنّي أختبئ في ظلّ ردائك المفعم بالرأفة.
يا يوسف، مثالي الأعلى في القداسة، أسألك أن تكون محاميّ المفضّل ومثالي في المحبّة في حياتي.
يا يسوع ومريم ويوسف، في قلوبكم أشعر بالأمان والحماية، معكم، لن أخشى شيئًا في حياتي.
يا يسوع ومريم ويوسف، اجعلوا منّي قدّيسة.
جمعيّة "جنود مريم"