الخَيرُ و الرَّحمَةُ يلازِماني جَميعَ أَيَّامِ حَياتي و سُكْنايَ في بَيتِ الرَّبِّ طَوالَ أَيَّامي ( مز 23 /6)
صلوات للانصهار في المشيئة الإلهيّة - جنود مريم
يسوع يتحدّث إلى لويزا بيكاريتا (1865-1947)
أيّتها العظمة المتسامية، جئت لأعبدك، وأباركك، وأشكرك من أجل كلّ شيء وكلّ إنسان.
جئتُ كي أقيّد بعرشك جميع الإرادات البشريّة منذ الإنسان الأوّل وحتّى آخر إنسان ليتمكّن الجميع من أن يتعرّفوا إلى المشيئة الإلهيّة، فيعبدوها ويحبّوها ويجعلوها تعيش في نفوسهم.
لذلك، جئتُ أرتمي بين ذراعيك كي أعيد أبناءك، إخوتي وأخواتي، وأقيّدهم بمشيئتك.
باسم الجميع ولأجلهم أودّ أن أعوّض وأرفع إليك المجد والإكرام كما لو أنّ الجميع عملوا بمشيئتك القدّوسة، لكنّي أتوسّل إليك أن لا تدعي الإرادة البشريّة تنفصل من جديد عن المشيئة الإلهيّة.
أيّتها العظمة المتسامية، دعي مشيئتك تنـزل إلى الأرض كي لا تجد الخطيئة لها، من بَعد، مكانًا عندنا. إهانات عدّة سبّبتها الإرادة البشريّة.
ومن جرائها، يغرق العالم في الخطايا؛ وحدها المشيئة الإلهيّة قادرة على القضاء على كلّ هذا الشرّ. لذلك، أتوسّل إليك أن تسعدي الابنة الصغيرة لمشيئتك الإلهيّة. لا أتوخّى سوى أن تُعرَف مشيئتك وتُحَبّ وتملك على جميع القلوب.
يا يسوعي، أحبّك لأنك نزلت من السماء وتجسّدت في أحشاء أمّك الطاهرة. إطبع محبّتي لك على فعل الحبل بك.
أحبّك في نقطة الدم الأولى في جسمك.
أحبّك في النبضة الأولى لقلبك لأطبع نبضات جميع القلوب بمحبّتي لك.
أحبّك لدى تنشّقك الهواء للمرّة الأولى.
أحبّك في أوّل ضيق انتابك.
أحبّك في الدموع الأولى التي ذرفتها في حضن أمّك. أودّ الاتحاد بصلواتك، وتعويضاتك وتقدماتك، وأن أختم كلّ دقيقة من حياتنا بـ "أنا أحبّك".
أحبّك في تحمّل آلامك.
أحبّك في كلّ قطرة لبن رضعتها من ثدي أمّك. أودّ، مع محبّتي لك، أن أتحسّس الأغطية التي لفّتك بها أمّك لتضمّك إلى قلبها.
أوسّع نطاق محبّتي لك إلى القش الذي جمعته أمّك عند ولادتك لتجعلك تنام في المذود حيث تضايق جسمك الطري من خشونة القش، وحيث بالأكثر، أحسست بخشونة قلوبنا وقساوتها.
أحبّك في كلّ من تنهّداتك، وفي كلّ دمعة ذرفتها، وفي كلّ عناء لحق بك في طفولتك.
أحبّك في كلّ عاطفة وعلاقة باتجاه أمّك.
أحبّك في قُبَلك لأمّك، في كلّ كلمة قلتها لها، في الطعام الذي تناولته، في الخطوات التي مشيتها وفي الماء الذي شربته.
أحبّك في كلّ عمل قمت به في حياتك الخفيّة.
أحبّك في الناس الذين التقيتهم، وفي الهواء الذي تنشّقته، وفي العظات التي ألقيتها طيلة حياتك العلنيّة.
يا يسوع، أودّ أن أطبع محبّتي لك حتّى على عروق قلبك لا لأجلي وحسب، بل لأجل الجميع.
جمعيّة "جنود مريم"