لأَنَّ الرَّبَّ بارٌّ يُحِبّ البِرّ و المُستَقيمونَ يُشاهِدونَ وَجهَه ( مز 11 /7)
قصة : اسعد كائن على الأرض
عاد قاطع حجاره الى بيته ، وبعد العشاء رفع عينى قلبه نحو الله وهو يقول : "لماذا أتيت بى ياالهى فى أسره فقيره لم تدفعنى الى دراسة ، ولاقدمت لى اموالاً تسندنى فى عمل مشروع مربح؟! ..............
كثيرون لايبذلون الجهد الذى اقوم به وهم أكثر منى غنى ! ألا تستطيع ان تغنينى ، فاستريح وافرح واشعر حقا بالسعادة" فى الليل رأى قاطع الحجاره حلما انه وهو يضرب فى المحجر وجد كنزاً مخفيا ففرح جدا .
خبأه وترك المحجر ليبدأ حياة جديدة , وقال فى نفسه : " لقد كانت ساعه مقبولة ، فيها سمع الله لطلبتى وجعلنى غنياً ....ليتنى طلبت أكثر! " عاش الرجل بين الاغنياء والعظماء ، وإذ دعى الى حفل ملوكى رأى ما ناله الملك من كرامة وعظمة ، فاشتهى أن يكون ملكا .
طلب من الله ذلك لكى يكون فرحاً وسعيداً . سمع الله لطلبته وصار الرجل ملكاً ، وكان الكل يكرمونه ويبجلونه......
واذ سار فى موكب ملوكى والجماهير من كل جانب تحييه شعر بحراره الشمس الشديدة ، أدرك أنه ضعيف أمامها . فأشتهى أن يكون شمساً تبسط أشعتها على كل الآرض ، بل وعلى الكواكب الآخرى .
بسطت الشمس أشعتها ، ولكن سحابة كثيفة حجبت الاشعة عن بقعة فى الارض ، فشعرت الشمس بضعفها أمام السحابة ، وأشتهت أن تكون سحابة كثيفه ليس ما يعوق تحركها .
صارت الشمس سحابه كثيفه للغايه ، وتحولت الى أمطارسقطت على الارض .....كان يخشاها الانسان كما حاولت الحيوانات الهروب منها ، وتركت الطيور الاشجار لتجد لنفسها ملجأ ، لكن بقيت صخرة قوية لم تهتز امام الامطار .
استصغرت السحابه نفسها أمام الصخرة فأشتهت أن تصير صخرة لايمكن للسحاب ولا الآمطار أن تهزها . صارت السحابه صخرة عظيمة.....
وفجأة جاء قاطع حجارة يضرب بفأسه ليقطع منها الحجارة، فشعرت الصخره بضعفها أمام قاطع الحجارة.... وطلبت من الله أن تصير قاطع حجارة ، وبالفعل صارت الصخرة قاطع حجارة.
هكذا رجع قاطع الحجارة إلى ماكان عليه . قام الرجل من نومه وهو يشكر الله الذى أعطاه فرصة أن يكون قاطع حجارة وليس صخرة أو سحابة أو شمساً أو حتى ملكاً أو واحدا من الاغنياء أو العظماء .
تحولت حياته الى حياة شكر وتسبيح لله ، لكن فى غير تراخ او احباط ، يبذل كل جهده فى عمله ويسند أولاده ويشجعهم على الدراسه بقلب متهلل ! الرضا والسلام الداخلى للانسان هو الذى يجعل الانسان سعيداً .
السلام الذى يملك على قلب المؤمن نتيجة مصالحته مع الله لايلتفت الى وظيفه أو دخل مادى بل ينظر من بعيد الى مدى عمق الله فى داخله