من رهبنة خدّام مريم1265 ? 1345

سيرة حياته ? تساعيّته

                                         أَذِن بطبعه                                       

سيادة المطران فرنسيس البيسري

تُعنى بطبعه ونشره

جمعيّة «جنود مريم»

يوزّع مجّانًا

  أولاً: سنواته الأولى1265 ? 1282

وُلد بيريغران في فورلي Forli وفي مدينة تقع على بعد 23 كيلومترًا شمال شرق مدينة فلورانس.

كان ذلك في القرون الوسطى، أي زمن الإيمان الكبير والذي لم يكن فيه ملحدون يجاهرون بإلحادهم. إنّ مفكّري تلك الحقبة لم يكتشفوا هذا الشيء المبلبل والمخيّب وهو أنّ الإنسان يتمكّن من أن يصبح بارزًا بثمن رخيص، وهو مجرّد التأكيد أنه لا يؤمن إلاّ بذاته.

فضلاً عن ذلك، إنّ تأكيدات كهذه في أزمنة الإيمان تلك كانت خطرة إلى درجة ما، لأنّ الإيمان الكاثوليكيّ كان يعتبر في جميع أنحاء العالم كتراث اجتماعيّ من الطراز الأوّل! والويل لمن ادّعى التزوير.  

كان بيريغران إبنًا وحيدًا ومحبوبًا جدًّا من أهله. وقد تلقّى تربية مسيحيّة من والده بيرانجي لازيوزي Béranger Lazissi الذي لم يقصّر في إعطائه عند الحاجة نصائح حكيمة، والمثل الصالح بشكل خاص.

أمّا والدته، فلور داسبان Flore D?aspin، فكانت تصلّي معه، وتدرّبه على الفضائل المتوجّبة في سنّه. وقد كان إيمانها العميق سببًا لإعطائها إيّاه اسم بيريغران (Pellegrino) Peregrin الذي يعني «حاج». فكانت تقول: «نحن جميعًا حجّاج على هذه الأرض. أمّا الوطن فهو السماء».سنة 1265، وهي السنة التي وُلد فيها بيريغران،

كانت فورلي Forli، مثلها مثل الكثير من مدن إيطاليا، إقطاعيّة مستقلّة، يرغب كلّ من البابا والأمبراطور في ضمّها إليه. ومع أنّها لم تكن من جملة «الدول» البابويّة فقد كان البابا يمارس فيها، كما في المدن الأخرى، دوره كملطّف وكحكم.

وفي سنة 1277، وكان بيريغران قد بلغ الثانية عشر من عمره، كان أهالي فورلي يشعرون بنفور أو كره حقيقيّ تجاه البابويّة. ولكن لم يكن أحد يجرؤ أن يؤكّد علنًا مشاعره تجاه خليفة بطرس.

وكانت من العبث نتيجة إرسال البابا "مارتان الرابع" إلى فورلي جيشًا لإعادة سلطته. وفي سنة 1282 اضطرّ البابا إلى إلقاء الحرم على هذه المدينة المقدّسة المتمرّدة.

فالأجراس لن تقرع بعد ذلك الحين، ولن تعطى ذبيحة القداديس المقدّسة. ولكن، وللأسف، لم يؤدِّ هذا الحرم إلى إحلال السلطة العليا. والشبّان، وعلى رأسهم بيريغران، امتنعوا عن إطاعة تعليمات البابا.

جمعيّة "جنود مريم"