أمَّا أَنَّا فكالزَّيتونةِ الغَضَّةِ في بَيتِ الله على رَحمَةِ اللهِ توكَّلتُ مدى الدَّهرِ و للأَبد. ( مز 52 /10)
إستهلال يومنا بالاستسلام للإرادة الإلهيّة - جنود مريم
عندما نستفيق صباحًا، وتنفتح أعيننا على ضوء النهار، دعونا نضع أنفسنا بحضرة الإرادة الإلهيّة، وننطلق بعدها لإتمام المهام اليوميّة.
عملنا الأوّل يكون فعل حبّ يتجلّى بالاتّكال على الإرادة الإلهيّة. فينطبع هذا الفعل في أذهان المخلوقات، ويتجلّى في كلّ تلاميحها، في أقوالها، في تحرّكاتها، في كلّ نبضة قلب وفي كلّ همسة ونفس. ومن ثمّ فلنربط هذا الفعل المتكامل الذي نقوم به بآخر عمل أتمّه آدم وفق إرادة الله، وبكلّ ما ستقوم به المخلوقات متّكلة على إرادة الله، حتّى آخر عمل يتحقّق على الأرض.وبعد ذلك، فلننظر إلى الخليقة نظرة راقية. فالله حبًّا بالخليقة، خلق الشمس والنجوم والبحر والأرض والعصافير والأزهار. فلنتبنَّ هذا الحب الذي غمر به الله كلّ الخليقة ولنقدّمه لخالقنا مع كثير من أفعال المحبّة والإجلال والبركات والتسابيح.
ولنترفّع ولنسمو بقصد بلوغ النعيم، لنلتقيَ كلّ الملائكة والقدّيسين. ولنتّحد بالمجلس السماويّ، شهودًا الواحد عن الكلّ لمحبّة يسوع المسيح. ولندنُ من أمّنا المباركة، العذراء مريم المستعدّة دومًا كي تمنحنا نعمة الاستحقاقات التي حازت عليها. لذلك، بثقة الأبناء، دعونا نأخذ كلّ ما أعطت من البداية إلى النهاية، كأنّه ملك لنا، ولنقدّمه إلى الله هديّة ولا أجمل.
لنتوجّه بعد ذلك إلى "الكلمة" ولنطلب منه المشاركة في كلّ أعماله، من الحمَل به إلى الولادة والهرب إلى مصر، وحياته الخفيّة حتّى الثلاثين من عمره، ومن ثمّ سنوات الحياة العامّة، فالآلام والموت والقيامة والصعود إلى السماء. أنجز كلّ رسالته حبًّا بالإنسان. فلنتبنَّ هذا الحبّ ولنقدّمه إلى الثالوث الأقدس.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها نقدّم لله، نحن المخلوقات البائسة، عملاً يكون الأكمل والأنقى، لأنّ المخلوقات لا تعطي شيئًا ممّا عندها، إنّما تعيد لله عطاياه تمجيدًا لاسمه القدّوس.
مملكة «الإرادة» الإلهيّة بين المخلوقات«كتاب السماء»
جمعيّة "جنود مريم"