أَللَّهمَّ اْهرُسْ أَسْنانَهم في أَفْواهِهم و حَطِّمْ أيّها الرَّبُّ أَنيابَ الأَشْبال (مز 58 /7)
فعل الشكر بعد المناولة - صلوات للقربان المقدّس بنعمة الإرادة الإلهيّة - جنود مريم
تعبيرًا عن تمجيد الله تمامًا كما فعل يسوع نفسه
الذي ارتضى كلّ شيء
يا يسوع قلبي وحياتي، ها قد أتيت أخيرًا! إنّي أشعر بك في لساني. أشعر بلمسة جسدك المقدّس، وبشذا عطرك السماويّ، فلا أقوى إلاّ على رشّ القبلات عليك،
سائلاً أن تغدق عليّ بالمقابل قبلاتك، تأكيدًا على انصهار الوحدة بيننا. أرى أنّك حريص على أن تلج أعماق قلبي.
نعم يا يسوع، أرجو منك أن تنجز ما تنوي إنجازه. في قلبي تسكن طبيعتك الإنسانيّة، وطبيعتك الإلهيّة المتّحدة بإرادتك، وكلّ ما تقدّر وتجلّ. فانعم يا يسوع بالهناء في قلبي.
سائلاً أن تغدق عليّ بالمقابل قبلاتك، تأكيدًا على انصهار الوحدة بيننا. أرى أنّك حريص على أن تلج أعماق قلبي.
تغمرني بحنان إلى قلبك، وأخالك تناجيني "يا ابني الحبيب، أحبّك حبًّا عارمًا، أحبّك حبًّا أبديًّا لا متناهيًا. أجد فيك طبيعتي الإنسانيّة، إرادتي وطبيعتي الإلهيّة،
وأحبّك بقدر ما أحبّ نفسي. أشعر بالرضى والارتياح تمامًا مثلما شعرت عندما اقتبلت قربانتي المقدّسة. بإرادتي العاملة فيك، أحقّق كلّ مبتغاي، فلا تفوتني نفس. فيك تتكرّر مسيرتي، وينعم قلبي براحة تامّة". يا يسوع، أنت تقبلني وتغمرني وتنتظر صامتًا أن أستجيب سؤلك.
يا يسوع، يا حبيبي، ساويتني بك، وها أنا أغمرك بين ذراعيّ، وأستودع ذاتي رهن مشيئتك. أغمرك بين ذراعَي كلّ إنسان وباسم كلّ إنسان، وقلبي يسبح في رحابة حبّك ويرتعد أمام عظمتك منشدًا مرنّمًا: "أحبّك"، "أحبّك حبًّا عارمًا، أحبّك حبًّا أبديًّا، لا متناهيا وبلا حدود.
وإنّي أستودع مشيئتك كلّ النفوس، الماضية والحاضرة والمستقبلة، راجيًا أن يتعرّفك كلّ إنسان، فيعلي المجد لاسمك القدّوس ويهنأ برضاك وحبّك وحضورك. بنعمة إرادتك، أريد أن أعوّض عنك تعويضًا كاملاً عن إساءة كلّ إنسان، وتعويضًا أزليًّا عن إهانته لقلبك الطاهر، المضطرم حبًّا. وبلهيب قلبك أنثر حبّك على كلّ إنسان فيبادلك حبًّا وتكريمًا.
يا حبيبي، أجوب العالم بنعمة مشيئتك وأنقل إليك ما في الصميم من أفكار وتطلّعات وكلام وخطوات، فتخمّرها حبًّا، وأكون الحارس الأمين الحريص على إصلاح كلّ خلل. إصغِ إليّ يا حبيبي. لقد التزمتُ الإنسان، بكلّيّة كيانك،
واقتبلتك كما اقتبلت نفسك، تحقيقًا للشراكة معك. أتّحد بالانسان، راجيًا أن أعوّض عليك ما قاسيت من تدنيس ومذلّة وبرودة على مرّ الأجيال ? ماضيًا، حاضرًا ومستقبلاً. أريد أن أكفّر عمّا يستحقّ التكفير. أريد أن أضمّ إلى قلبك كلّ الشجون، كلّ المخلوقات، بعيوبها ومساوئها، فتحظى عندك بالسعادة.
الآن أنت ممجّد، غير متألّم، فاجعلني أتألّم عنك. دعني أواصل بحبّي آلامك. فألقى الشماتة والسخرية والشتيمة، وتنهال عليّ الأسواط المتعاقبة، وتزنّر رأسي أكاليل الشوك، وأعلو الصليب، محتملاً المسامير والرماح والطعنات.
أنت تذبل نفسك طوعًا لأنّك تحبّ، وتنظر وتنتظر لعلّك تجد من يرضى لأجلك بما ارتضيته لنفسك لأجل الإنسان. يا يسوع، ها أنذا. على أتمّ الاستعداد. فاقبلني. إحفظني دائمًا معك، لأنعم بهدي إرادتك، وأحيا آلامك ساعة بساعة، ممتلئًا من سرّ حبّك. إسهر عليّ، وساندني، واحفظني بمنأى عن إهانتك.
يا يسوعي، بنعمة مشيئتك أكرّر : "أنا أعبدك" وأريد أن يذوب كلّ كياني فيك ويتحقّق في رحابة إرادتك، وأريد أن أربط السماء بالأرض لعلّ كلّ إنسان يرتمي أمامك، باسم أخيه الإنسان، شاهرًا عبادته الكاملة والمقدّسة لك.
يا حياتي الغالية، أقتدي بك وأرتضي بما اقتبلت لنفسك حبًّا وشراكة. أريد أن أشاركك أعمالك على طريقتك، مجدًا للآب، وتكفيرًا عن كلّ الإهانات، وطلبًا للاستحقاقات الضروريّة لكلّ إنسان، وأقتبلك في نفسي محقّقًا لكلّ إنسان حياة مقدّسة وأرفع المجد إلى الآب الآن وعلى الدوام.
والآن، يا يسوع الحبيب، أريد أن أسرّ إليك بخبر. فأنا، بنعمة إرادتك، أسمع عويل النفوس المتألّمة في المطهر، وهذيانها، وأحسّ شدّة تشوّقها إليك. إنّها تموت كلّ يوم لا بل كلّ ساعة شوقًا لرؤيتك. أرجوك، لا تحجب وجهك عن هذه النفوس بعد الآن! أرها بهاء وجهك وجمالك المبهج واجتذبها إليك. ولتجعلها بسمة الحبّ على شفاهك تنعم بالفرح فتتحوّل آلامها إلى أفراح سرمديّة.
إمسكها بيديك واسحبها من لهيب النار التي تنطفئ بلمسة منك، فتلبس وشاح الطهر ويخفت عندها النحيب ويشعّ بريق البسمة الأبديّة والبهجة العارمة بحضورك.
باركني يا يسوع، وبارك كلّ إنسان. أختم فكري، وشفاهي، وقلبي وكلّ كياني بختم إرادتك، فأنجز بنفسي أفعالاً كاملة، ملبّيًا كلّ رغباتك وطلباتك. وأنا أريد أن أملأ الأرض والسماء بأدعية الشكر، هاتفًا: شكرا، يا يسوع" وليسكب هذا الشكر دفقًا متواصلاً من الهدايا وليكن حبكة التواصل بيننا.
يا أمّي وملكتي، لك أقول: "شكرًا" ارفعيه باسمي ليسوع، وقدّمي له لأجلي كلّ ما قمتِ به أعمال منذ اقتبلته في أحشائك. ويا أيّتها الملائكة والقدّيسون إرفعوا باسمي الشكر ليسوع.
يا يسوعي، دعني أغمرك مجدّدًا وأضمّك بشدّة إلى قلبي. قبّلني واحتضنّي وابقَ فيّ وأنا فيك. آمين.
صلوات للقربان المقدس بنعمة الإرادة الإلهية :
1- الزيارات الروحيّة ليسوع في القربان المقدّس
2- فعل الشكر بعد المناولة - صلوات للقربان المقدّس بنعمة الإرادة الإلهيّة
3- بعد المناولة المقدّسة
4- قبل المناولة المقدّسة
5- الاستعداد للمناولة بالاتّحاد مع يسوع
6- نسجد ليسوع في سرّ حبّه الإلهي
7- تحيّة مسائيّة إلى يسوع في القربان المقدّس
مملكة «الإرادة» الإلهيّة بين المخلوقات«كتاب السماء»
جمعيّة "جنود مريم"