Skip to Content

قصةوعبرة : اني سمعت اعتراف " الشيطان "

 


اني سمعت اعتراف " الشيطان "
 
 
 Click to view full size image
 
  هذه قصة يرويها الأب مانويل جوليان  ك.  زاباطا في كولومبيا. انها حازت  بجائزة  القصص النادرة التي  قدّمها 820 كاهن في 78 دولة.  وكانت الجائزة  عبارة عن حج الى الأراضي المقدسة.
 هذا ما يقوله بلسانه  الأب مانويل  في قصته النادرة:
jeاني ككاهن رعوي في قرية صغيرة  كنت اتمشى غالبا أيام الآحاد في الشوارع  ، وذلك بهدف السلام على الناس ولأعطائهم  تعليما دينيا مكتوبا، وخاصة  للناس الذين لأسباب مختلفة ما كانوا يذهبون الى الكنيسة.
وفي رعية مار يوسف  كثير من الناس كانوا  في ايام الأحد يذهبون لشرب البيرة الباردة، وكانوا متعودون ان يقوموا بذلك كواجب اسبوعي. والشخص الذي اتكلم عنه في هذه القصة  كان واحد من هوؤلاء الناس.  وفي يوم من ايام الأحد عندما انهيت مشواري في  الشوارع  استوقفتني واحدة من السيدات لتسألني اذا تعرفت على واحد يدعى  " الشيطان ".  وقالت لي بأنني قد  سلّمت عليه وقدّمت له كراسا من الكراسات التي كنت اعطيها للناس.  اماّ  انا  فحسب معلوماتي لم ارى هذا الشخص او اي شخص آخر  يشبهه.
 وفي مناسبة  اخرى  كان عليّ ان اذهب الى قرية مجاورة  لمساعدة اخ لي بالكهنوت ، وبما  ان  سيارة الرعية  تعطلت  اضطررت ان افتش   على شخص يأخذني معه،  فطلبت من بعض الناس لييساعدوني في ذلك. عندئذ كم كانت دهشتي عندما اخبرني صبي  بأنه مستعد اذا اردت ان يدعو  الشخص المدعو " الشيطان"  ليأخذني في سيارته. لأول وهلة شعرت ان دعوة الصبي هي مجرد نكتة، لكن مع هذا وافقت ان اتجاوب مع فكرة الصبي، وهكذا شاهدت لأول مرة الشخص المدعو " الشيطان".
وبقيت صامتا لمدة من الزمن اذ كانت المرة الأولى اقوم برحلة من هذا النوع.  بالأضافة الى ذلك لم اكن اعرف ماذا اقوله لهذا المدعو " الشيطان" .  وأخيرا عندما بدأت اكلّمه، كان يبدو  لي ان كلامي معه كان اقرب الى مقابلة مما هو الى الحديث .  وفي ذلك اليوم وقبل وصولي الى نهاية الرحلة  تركت معه في السيارة  وشاح العذراء سيدة الكرمل ، وقمت بذلك دون ان انبس بكلمة.  وبعد ذلك كنت التقي به في اماكن مختلفة.  وبالرغم من انني كنت ادعوه  دائما الى القداس الألهي فكان دائما يقول لي:
" ليس الآن، سآتي يوم من الأيام، فلي اسبابي لذلك." 
        مضت الأيام، و في يوم من الأيام جائني  صبي عند باب الكنيسة ليقول لي بأن هناك  واحد بحاجة ماسة لي  لأنه مريض في حالة مخطرة.
عندئذ  فتشت بسرعة عن كل ما احتاجه لزيارة المريض وذهبت اليه.  كم كانت  مفاجئتي عندما وصلت الى مكان المريض ان اجد ان المريض هو واحد اسمه رامون، المدعو" الشيطان "  والذي كانت حياته عسيرة جدا.   انه شخصيا  لا يتذكر  متى ولماذا كانوا يدعونه " الشيطان"، لكنه اصبح متعودا على ذلك.  والآن صار  طريح الفراش  ،يعاني من مرض السرطان الخطير ، وأصبح قريبا من نهاية حياته. إني اتذكر جيدا ما قاله لي في ذلك النهار.  " يا ابتي هل تتذكرني؟ اني المدعو " الشيطان " ، لكني لا ادع روحي في حوزة الشيطان ، اذ ان الله هو الذي يملك روحي!  الرجاء هل بالأمكان ان تسمع اعترافي".  كانت تلك لحظة خصوصية لي ، واكثر من ذلك عندما رأيت ماكان  في يديه، فقد كان حاملا  الوشاح الذي تركته له سابقا في سيارته.  وإذ به الآن يأخذ الوشاح معه في رحلته الى الحياة الأبدية.
ولاحقا وجدت في بيته كراسا حول الأعتراف ، ذاك الذي تركته معه ضهرا في يوم من ايام الأحد.
        كم هو عظيم  وخفي الله! انه يعمل بالصمت  وبكل بساطة، وبالأضافة الى ذلك انه يدعنا ان نشارك الجميع بالهبة التي يمنحها الينا.  هذا وفي ذلك النهار  كان الحديث المتداول في  القرية  كلها  انني الكاهن  سمعت اعتراف الشيطان ، وانا من ناحيتي كنت ايضا افكر بذلك. 
 ترجمة بتصرف : الأب يوسف بربي اليسوعي
نقلاً عن وكالة زينت "I Have Heard the Devil's Confession"
 -       كم من الأشخاص حكمنا عليهم بأنهم "شياطين" لجهلنا بهم رغمً أن لهم أسلوبهم الخاص في الإلتقاء بشخص يسوع المسيح ؟
-       هل تعرف احد هؤلاء الأشخاص المنبوذين من قبل الآخرين؟ هل إستمعت إلى شكواهم؟  كيف يجب أن نتعامل معهم؟
-       ما هي الخصوصية التي يتعامل بها الله معك في مسيرتك الروحية؟
 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +