وكُلُّ مَن ترَكَ بُيوتاً أَو إِخوةً أَو أَخواتٍ أَو أَباً أَو أُمّاً أَو بَنينَ أَو حُقولاً لأَجلِ اسْمي، يَنالُ مِائةَ ضِعْفٍ ويَرِثُ الحَياةَ الأَبَدِيَّة ( مت 19 /29)
نسب يسوع 2007-2008 - المطران بشارة الراعي
الاحد23 كانون الاول2007
نسب يسوع
معنى الزمن وتاريخ البشر
من انجيل القديس منى 1/1-17
فال متى الرسول: كتاب ميلاد يسوع المسيح، إبن داود، إبن ابراهيم: ابراهيم ولد إسحق، إسحق ولد يعقوب، يعقوب ولد يهوذا واخوته، يهوذا ولد فارص وزارح من تامار، فارص ولد حصرون، حصرون ولد آرام، آرام ولد عميناداب، عميناداب ولد نحشون، نحشون ولد سلمون، سلمون ولد بوعز من راحاب، بوعز ولد عوبيد من راعوت، عوبيد ولد يشى، يشى ولد داود الملك.
*****
في نسب يسوع يلتقي تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. ويتضح من هذه اللوحة الانجيلية ان سيد التاريخ البشري هو اياه سيد تاريخ الخلاص، هو الله الخالق والله المخلص (الكنيسة في عالم اليوم،41). الله لا ينسى ابداً تاريخ البشر، بل يعتني به عناية دؤوب ليقدم الخلاص للذين يبحثون عنه بممارسة الخير (دستور الوحي الالهي،3).
اولاً، شرح نص الانجيل
1. لماذا نسب يسوع وما معناه
لنسب يسوع بعدان: بُعد تاريخي هو تحدّر يسوع من سلالة داود؛ وبُعد لاهوتي هو ارسال المسيح من لدن الله لخلاص الجنس البشري، وقد تمت فيه المواعيد لابراهيم، ابي المؤمنين. هذا ما عناه متى الانجيلي بقوله: " يسوع الذي هو المسيح" ( متى1/16). وهكذا لكل انسان بعده التاريخي المرتبط بمدينة الارض، وبعده اللاهوتي المرتبط بتاريخ الخلاص، كما هي حال الاسماء التي تؤلف شجرة نسب يسوع، انما نجد في بعضها ان البعد التاريخي اقوى من اللاهوتي، وفي البعض الآخر البُعد اللاهوتي ابرز من التاريخي.
يكتب متى انجيله لليهود الفلسطينيين ويسعى الى غاية عقائدية وتعليمية، هي ان يسوع هو المسيح،الذي تحققت فيه جميع نبوءات العهد القديم. فكانت الغاية من كتابة نسب يسوع البرهان انه محط انتظارات الشعوب، وملء التاريخ، فجعل شجرة النسب موزّعة على ثلاث فئات، مؤلفة كل واحدة منها من 14 اسماً. فالعدد 14 من البعد اللاهوتي يعني الكمال الذي يرتب به الله كل تاريخ الخلاص السابق ليسوع والبالغ ذروته في المسيح (7ءX 2 = 14)، اما في البعد التاريخي الذي يذكّر بداود الملك ومملكته المسيحانية التي ستصبح مملكة المسيح، اي الكنيسة، فعدد 14 يشكل مجموعة اسم داود (د=4+ و=6+ د=4).
فضلاً عن البعد التاريخي واللاهوتي " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم" ( متى1/1)، نجد في نسب يسوع بُعداً رسالياً وخلاصياً شاملاً يتعدى الشعب اليهودي. ويظهر في ادراج اربع نساء غير يهوديات، وبعض منهن خاطئات: تامار، راحاب، راعوت، بتشابع. هذا دليل على ان الخلاص يشمل الوثنيين ايضاً والخطأة بنوع خاص.
تامار، من اصل كنعاني، غريبة عن الشعب الاسرائيلي، كنّة يهوذا الملك الذي رفض ان يزوجها لابنه الثالث شيله، بعد وفاة عير، خوفاً عليه. فتزيت بزي زانية، وتعاملت مع يهوذا فولدت له ابنين فارص وزارح (تك38/6-30). وهكذا بواسطة فارص دخلت في سلسلة اجداد داود وبالتالي يسوع.
راحاب، امرأة خاطئة محترفة البغاء، ولد منها سلمون والد بوعز، احد اجداد داود ويسوع. غُفرت خطيئتها لايمانها بالله واستضافتها الجاسوسين واخفائهما عن اعداء شعب الله ( يشوع 2/1-21؛ يعقوب2/25).
راعوت، امرأة موآبية غريبة عن شعب العهد. تزوجت بوعز شرعياً ( راعوت،4)، فولدت له عوبيد، والد يسّى وجدّ داود الملك.
بتشابع، ارملة اوريّا الحثي. اقام معها داود الملك علاقة غير شرعية فحبلت منه, حاول ان يستر الحبل من خلال زوجها ولم يتمكن. دبّر مكيدة لاوريا في الحرب فقتل، وعندها تزوج بتشابع. مات ابنها الاول غير الشرعي، فولدت له الثاني سليمان الملك (2 صموئيل 11/1-27؛ 12/24).
ذكر متى هؤلاء النساء ليبرّر ذكر مريم العذراء في سلسلة الرجال الذين يشكلون نسب يسوع. في شخص مريم ام يسوع تجلّت كرامة المرأة والامومة، وبفضل يسوع المولود من مريم المفتداة والمعصومة من خطيئة آدم، افتديت تلك النساء وكل امرأة وام.
كل هذه الاجيال المذكورة اكتملت بالمسيح الذي دخل تاريخ البشر فقدّس العلاقات بين الناس، بدءاً من العلاقات الزوجية والعائلية، التي تهيء الحياة الاجتماعية. جاء الكلمة الالهي يسكن في ارض البشر، فدخل تاريخ العالم كانسان كامل، " ليسير الله بالازمنة الى تمامها، ويجمع تحت رأسٍ واحد، هو المسيح، كل شيء، ما في السموات وما في الارض" ( افسس1/10) (الكنيسة في عالم اليوم،32 و37). وهكذا ادخل العالم في تدبير الخلاص، ووجهه نحو التبدّل والتغيير، بعد ان حرّر البشرية وافتدى التاريخ (المرجع نفسه،2).
ان شجرة نسب يسوع التي تتواصل من بعده، ارتفعت بفضل انتمائه الى مستوى نشيد الهي يسبّح الله ويشكره على تدبير الخلق والفداء (الدستور المجمعي في الليتورجيا،83)، فابن الله خضع لعملية الخلق مولوداً في جسد شبيه بجسدنا، وتمم الفداء ليحرر بجسده جميع الناس من سلطان الظلمات والشيطان، وينصرهم معه على عالم الشر (القرار المجمعي في النشاط الرسولي،3).
ربما نتشكك عندما نقرأ سيرة كل واحد من اصحاب الاسماء في شجرة نسب يسوع، لكننا ندرك نهج الله التربوي، ووفاءه لعهده المقدس الذي قطعه لخلاصنا. ونجد بين الاسماء ملوكاً تقدسوا عبر تعاطيهم الشؤون الزمنية، فبدّلوا النقائص المسجلة في التاريخ البشري الى ما هو صلاح وعدل، وهكذا اعلنوا للتاريخ يوم الخلاص الذي يبدّل القلوب. هذا هو نداء الكنيسة الدائم (الكنيسة في عالم اليوم، 82). وقد رفعت على المذابح العديد من الذي تقدسوا عبر الخدمة السياسية.
2. القداسة ورجال السياسة
بما ان تاريخ الخلاص يسير عبر تاريخ البشر، والكنيسة تضع في خدمة هذا الاخير كل طاقاتها، فقد تسجل في سجل القداسة العديد من رجال السياسة القديسين نذكر منهم:
القديسة Adelaide (931-999) اميراطورة ابنة دوك السويد، زوجة ملك ايطاليا لوتاريو، وبعد وفاته تزوجها الملك Ottone الاول وانجبت منه ثلاثة اولاد. بعد وفاته واصلت الاعتناء بشؤون الامبراطورية، والعناية بالفقراء، وفي سنيها الاخيرة اعتزلت الحياة العامة وعاشت في دير للراهبات البندكتان كانت قد انشأته قرب مدينة ستراسبورغ. اعلن قداستها البابا اوربانوس الثاني سنة 1097.
القديس لويس التاسع ملك فرنسا (1214-1271) الذي عمل من اجل العدالة والسلام والمصالحة بين الدول، واعتنى بالفقراء والبرص، وعاش حياة مسيحية ملتزمة: المشاركة في القداس كل يوم، صلاة فرض الساعات، الاعتراف كل اسبوع، حياة زوجية مخلصة. حصل على ذخيرة اكليل المسيح من امبراطور القسطنطينية اللاتيني Baudouin الثاني سنة 1239، واستقبلها باحتفال مهيب مشى فيه عاري القدمين وعلى رأسه اكليل من شوك، تتبعه امه الملكة Blanche de Castille واخوه الاكبر وعدد كبير من الفرسان، كلهم عراة الاقدام ومكشوفو الرأس. اعلن قداسته البابا بونيفاسيوس الثامن سنة 1297.
القديس Thomas More (1478-1535) رئيس حكومة انكلترا. استشهد بقطع الرأس بامر من الملك هنري الثامن سنة 1535، بتهمة الخيانة العظمى، لعدم التوقيع على مرسوم الانشقاق عن روما واعلان الملك هنري الثامن " الرئيس الاعلى لكنيسة انكلترا"، بعد ان فسخ زواجه من الملكة Catherine d'Aragone سنة 1533 على يد رئيس اساقفة Canterbury آنذاك Thomas Cranmer خلافاً لارادة البابا، بسبب عدم انجابها وريثاً للعرش، وتزوج Anne Boleyn التي اصبحت ملكة انكلترا. في لحظة قطع رأسه اعلن Thomas More امام الشعب المحتشد والملك: " كنت خادماً اميناً للملك، لكنني أبقى قبل كل شيء خادماً لله". توماس مور اصبح نائباً وعضواً في البرلمان بعمر 26 سنة، ثم رئيساً لمجلس العموم بعمر 45 سنة، واخيراً رئيساً للحكومة بعمر 51 سنة. اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني في يوبيل الالفين شفيعاً لرجال السياسة. ناضل توماس مور في سبيل الكنيسة. من مبادئه في العمل السياسي: يمكن التوفيق بين السياسة ومقتضيات الضمير، احترام السلطة الروحية، المحافظة عى كرامة السلطة الزمنية، عدم انتهاك صوت الضمير. لقد جسّد هذه المبادىء في الممارسة السياسية، وختمها بدم الاستشهاد.
السياسة طريق الى القداسة ايضاً.حدّد البابا بولس السادس السياسة بأنها " الصيغة السميا للمحبة"، ذلك انها، في قلب الكنيسة، بحث عن ملكوت الله في ادارة الشؤون الزمنية. لقد انشأ بعض رجال السياسة في اوروبا مع البروفسور Alfredo Luciani رابطة دولية اسمها " المحبة السياسية". فالسياسة هي التكرّس لخدمة الخير العام الذي منه خير الانسان وكل انسان.
في 5 ايلول 2004 طوّب البابا يوحنا بولس الثاني رجل السياسة الايطالي Alberto Marvelli من قدامى تلامذة الآباء السالزيان، وعضو في منظمة العمل الكاثوليكي الايطالي، وعضو في المجلس البلدي في مدينة Rimini. تميّز بمحبة الفقراء بل دعي " رسول الفقراء الكبير". من قناعاته ان ما يوفّر خير الدولة ليس عمل السياسيين بل نعمة الله التي تنعش عملهم وتوجهه.
في 3 تشرين الاول 2004 طوَّب البابا يوحنا بولس الثاني امبراطور النمسا Charles de Hasbourg (1771-1847).
تنظر الكنيسة حالياً في دعوى تطويب شخصيتين معاصرتين: خادم اللهRobert Schuman (1886-1963)، رئيس مجلس الوزراء الالماني من Lorraine بعد ضمها الى المانيا. تلقى تربية كاثوليكية وتميز بتقواه وهو في العاشرة من العمر. تلميذ لامع تخرّج من مدارس برلين ومونيخ وستراسبورغ. انخرط في العمل السياسي وفي التيار الكاثوليكي الاجتماعي. في فرنسا انتخب نائباً سنة 1919 حتى 1940. ناضل من اجل التعليم الحر والمدارس الكاثوليكية. اصبح وزيراً للمالية سنة 1946، ورئيساً للحكومة سنة 1947، فوزيراً للخارجية من سنة 1948 الى 1952 وراح يعمل من اجل المصالحة بين المانيا وفرنسا، بادخالهما في وطن اكبر هو اوروبا. انتماؤه الثقافي المزدوج والتزامه المسيحي جعلا منه رسول السلام في اوروبا. كان يحمل حلم عالم جديد: اوروبا مصالحة ومسالمة. معروف بانه " ابو اوروبا المسيحية الجديدة". وهو الذي ارسى اسس الجماعة الاقتصادية الاوروبية (CEE) بانشاء الجماعة الاوروبية للفحم والفولاذ ( CECA).
الشخصية الثانية خادم الله Alcide De Gasperi (1881-1954)، رئيس الحزب الديموقراطي المسيحي الايطالي ورئيس مجلس الوزراء الايطالي الذي تعاون مع Schuman من اجل وحدة اوروبا، وتميز مثله بالنظرة المسيحية للسياسة ولمستقبل اوروبا. كتب عنه عند وفاته رئيس اساقفة ميلانو آنذاك الكردينال الطوباوي Schuster الذي مات بعده بايام قليلة: " يغيب عن الارض مسيحي متواضع ومخلص، اعطى عن ايمانه شهادة كاملة سواء في حياته الخاصة ام في حياته العامة". وقال عنه امين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال انجلو سودانو: " جمع برباط وثيق بين الفضائل الدينية والفضائل المدنية وجعلها في خدمة الالتزام السياسي". كتب De Gasperi الى زوجته فرانشيسكا: " يوجد بين رجال السياسة رجال مغانم، ورجال سلطة، ورجال ايمان. انا اودّ ان اُذكر بين هؤلاء الاخرين". نحن نتسأءل: بين اي فئة من هؤلاء الرجال يُذكر رجال السياسة عندنا؟
المسيح مفتاح التاريخ البشري ومحوره وغايته (الكنيسة في عالم اليوم، 10). " ينبغي ان نفتح وقتنا للمسيح لينيره ويوجهه. وحده يعرف سرّ الزمن وسرّ الابدية. الوقت المعطى للمسيح ليس وقتاً ضائعاً، بل هو وقت نربحه من اجل انسنة اعمق لعلاقاتنا ولحياتنا" ( البابا يوحنا بولس الثاني، يوم الرب،7). يقول الفيلسوف الفرنسي والمسيحي الملتزم Jacques Maritain: "للوقت شكل صليب، فله بُعد افقي لشؤون الدنيا، وبُعد عامودي لشؤون الله. وله شكل U الذي يتخذه الخلق الآتي من الله والعائد اليه". تجسد ابن الله، آتياً الينا من عند الآب، وانهى رسالة الخلاص والفداء وعاد الى الآب. هذا هو معنى الزمن والتاريخ بالنسبة الينا.
***
ثانياً، الاسرة والقضايا الاخلاقية والحياة
الاسماء التي وردت في شجرة نسب يسوع تركت اثراً في التاريخ. ما يعني ان لكل شخص فرد قيمته ودوره الخاص في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. ومن الجرم ان يعتدي احد على حياة انسان، جنيناً كان ام مولوداً، او ان يعتدي على مصيره.
من " معجم التعابير الملتبسة والمتنازع فيها حول الاسرة والقضايا الاخلاقية والحياة"، نختار موضوع " الشخصنة" كتبه الاب Aldelardo Lobato Casado .
الانسان يعيش فرادته بشكل وحيد اي على شكل شخصه. شخصيته تتكوّن على مرّ الزمن. عندما يعي كرامته، يكتشف انه قادر على النمو في اكتساب ما هو حق وفي ممارسة الخير. كما ان شخصيته تبنى في الاحتكاك بالآخرين..
لكن المفهوم الطاغي عند انسان اليوم يتميز بالفردية التي لا تعطي قدراً لطاعة الانسان الطبيعية للنمو والانفتاح على الآخرين. هذا المفهوم يميل الى حصر الانسان في بعده البيولوجي فقط، ويجهل ان الانسان يتطور دونما انقطاع من لحظة الحبَل به حتى موته. بكلام آخر، الوجود البشري ينعم بنظام تربية متواصلة تبدأ في الولادة، وتتفتّح في العائلة، وتتواصل في الجماعة.
الشخص موجود، اما الشخصية فتُبنى. الشخص يعني " الكائن في كرامته ونبله". الشخصية تعني الشخص الذي تمكن من بناء طبيعة رائعة، واصبح قدوة ومثالاً. انه يحقق الحلم الذي يدغدغ كل فرد في عمق نفسه، اعني ان يكون حكيماً، ان لا يكون اقلّ بشيء من انسان مخلص، ان يكون فناناً. الشخصية هي الوجه العملي الذي يكتسبه الشخص وفقاً للتوجيه الذي يعطيه لوجوده.
في الواقع، الانسان المسافر في تاريخ هذه الدنيا موجود ويصنع ذاته في آن. لكنه يدرك فوراً محدوديته، وانه ليس قادراً على تحقيق ما يرغب. يسوع المسيح يبقى للجميع القدوة والمثال.
***
ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني
تواصل الخطة الراعوية تقبّل النص المجمعي السادس: " البطريرك والاساقفة" وتحديداً الفصل الثاني: واقع الخدمة البطريركية والاسقفية الراهن.
ا الخدمة البطريركية تتميّز بثلاثة:
1. البطريرك رمز ومرجع
كون البطريرك اباً ورئيساً، بات الجميع يلجأون اليه كمرجع في المناسبات الكبيرة والملمّات الصعبة والقرارات المصيرية، فضلاً عن اعتباره السند في الحاجات الدينية والاجتماعية، والمنبر في القضايا الوطنية. انه رمز وحدة الموارنة وضمانها حيثما انتشروا.
3. المؤتمن على التراث
حافظ البطريرك بسهر وعناية على تراث الموارنة المثلث: الانتماء الى حضارة الشرق وتراثه الغني؛ الانفتاح على الغرب وثقافته التعددية؛ الثبات على العقيدة الكاثوليكية الصحيحة.
4. الحريص على الوطن
تربى الموارنة، بفضل توجيهات بطاركتهم مدى التاريخ، على حب البلاد التي يتواجدون فيها في الشرق وبلدان الانتشار. فخدموا بلادهم بامانة، ودافعوا عنها، وسعوا الى انمائها. وفي لبنان، حيث الكرسي البطريركي، اصبح البطريرك محطّ انظار اللبنانيين. يقدّره الحكام، ويحترمه الشعب، ويصغي اليه القادة. يجلّ الجميع دوره الجامع والحكيم، فيذكرّهم بالثوابت الوطنية وباسس العيش المشترك.
لا بدّ من وعي هذه الخدمة البطريركية التى تتثبت عبر العصور، والتي تشكل علامة رجاء في كنيستنا والوطن. ومن الضرورة ان تتربى الاجيال الجديدة على حقيقة دور البطريرك، واحاطته بالاحترام والحرص عليه. انه للكنيسة والوطن بمثابة قبطان السفينة.
****
صلاة
ايها الرب يسوع، بانتسابك الى الاسرة البشرية، تضامنت مع كل انسان في قوته وضعفه، لتكون له فادياً ومخلصاً. اظهرت ان وعود الله الخلاصية تمتّ في شخصك، فصرتَ قبلة آمال الشعوب، ومحطّ انتظاراتهم. وكشفت ان حياة الانسان مسيرة قداسة نحو الله، في اي حالة من ظروف حياتهم. أنرْ ايها المسيح تاريخ الشعوب والثقافات لتسير على هدي انوار الحقيقة والعدالة والمحبة، فيدخل الناس اجمعون في شركة مع الله، ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يليق بخالقه وفاديه. لك ايها الابن الوحيد ولابيك المبارك وروحك القدوس كل مجد وتسبيح واكرام، الآن والى الابد، آمين.
***